من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
كان العرب في الجاهلية يصنعون الهتهم من العجوه ..يتضرعون اليها ..يذبحون الذبائح للتقرب لها ..يسجدون أمامها
..حتي اذا ما جاعوا أكلوها ..وصنعوا غيرها ..وهانحن في القرن الحادي والعشرين حيث المدنيه في أعتي صورها ، وعقل الانسان في أوج تفرده وابتكاره ..لكن الانسان مازال يصنع الهته بيديه ..يعبدونها من دون الله ، الأغرب أن الاله انسان مثله ، وربما أقل منه في الصفات والملكات الانسانيه ..ولكن ، من صنع الفرعون قديما يمارس نفس الطقوس وكأنها مهنه يتوارثها البعض بوازع من الشيطان .. حتي اذا ادارت الدنيا ظهرها لالهه كان أول من يتخلي عنه باحثا عن وسيله لصنع اله اخر ..أما ذلك الذي عبدوه من دون الله فانه يكون دمية في أيدي هؤلاء الكهنة ، رغم أنه لاحيلة له ولم يطلب التأله ولكنها عادة بشرية منذ فجر التاريخ ..لقد شاهدنا بأعيننا الرئيس القائد الركن المهيب صدام حسين عندما باعته حاشيته وتخلي عنه مؤيدوه فاذا بأعدائه يخرجوه من حفرته التي اختبأ بها في مشهد صادم ، اذ كيف يتحول فتي الأشاوس الي طريد يسكن جحر يتواري فيه عن صياديه ..وتمت محاكمته الهزلية وتنفيذ حكم الاعدام به ، دون ان يطلق عباده رصاصة واحدة في اتجاه صائديه ..ويختفي جيش الأشاوس وكأنه تبخر فلم يعد له اثر ، وذهب سلطانه ..كنت في دهشة من السقوط السهل لرجل كان في منزلة الالهة عند شعبه وبعض الشعوب الأخري ..وأمام أعيننا الرئيس السابق مبارك وقد تمترس في حكم مصر لثلاث عقود ، محتميا بحزب وطني يسيطر علي كل كبيره وصغيره من مقدرات 90 مليون انسان ، واذا بمسيرة صغيرة تكبر وتكبر لتصبح طوفان اقتلع النظام ولم تتحرك قواته وحزبه وصناع فرعونيته قيد أنملة لوقف الثورة التي زجت به الي مصير مظلم بين جدران زنزانته طريحا مريضا وقد انهارت امبراطوريته التي ثبتها بأعمده فولاذيه وغلفها بواقي من الرصاص ..ولكن ، ككل الالهة التي صنعها البشر تهاوي كل شيئ بسهولة غريبة وعجيبة ..ورأينا بأعيننا رجل قبض علي شعبه وأسكنهم سجن كبير أسماه الجماهيرية العربية الاشتراكية العظمي .. لعب شياطين الانس دورهم التاريخي في انزال صفات الالة عليه وعبدوه سنين كثيرة حتي دانت له ليبيا وماعليها ، قد كان يعتبر معارضوه جرذان فاذا بساعة نهاية المرحلة قد حانت ودنا منه الموت فتوسل لجلاديه ولكن هيهات هيهات .. الغريب في الأمر أنه كان أيضا يختبئ في صورة لاتليق باله كان يمتلك ولكن الملك لله الواحد القهار ..ورأينا ماجري في تونس وهروب الرئيس السابق بن علي ..وفي اليمن وماجري للرئيس السابق علي عبد الله صالح و ..و ..وبدرجة اقل مما سبق كانت لحظة اعلان الرئيس محمد مرسي احالة المشير طنطاوي والفريق عنان الي التقاعد بها علامات استفهام وتعجب عديده فلقد كنا قد بنينا وهما صارخا وصورنا الرجلين وقدراتهما بأعلي بكثير مما كانا يستحقا ، فخرجا خروجا مهينا واجبرا علي التقاعد وكان ردهم سمعا وطاعة سيدي الرئيس ..هذه بعض الامثله ويقينا لديكم الكثير فالتاريخ ملئ بالقصص والعبر ولكن من يعتبر ؟؟!!
واستغربوا معي مجددا فانهم في اليمن والعراق وتونس وليبيا ومصر وحتي في القوات المسلحه المصريه قد شرعوا في تهيئة فرعون جديد لانهم لايستطيعون العيش بدون اله يصنعونه بأيديهم ..ومن يصنع يتخلي عندما يوشك المعبد علي الانهيار ..أما هؤلاء الالهه المصنوعه المزيفه فهم ليسوا سوي ( أبطال من ورق).
التعليقات