من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
ابريل 2013
عيش المواطن المصري بين مطرقة الإخوان وسندان القوي الثورية فالجماعة منذ أن وصلت إلي سدة الحكم وهي تحاول التغلغل إلي كل مفاصل الدولة ولم تعطي أي اهتمام للإصلاح والتنمية وذهبت وعود الرئيس
الانتخابية أدراج الرياح وأصبح مشروع النهضة وهما وانشغل المسئولون الجدد بالتناحر مع القوي السياسية حتى بلغ العداء مداه وانفجر بركان الغضب وخرج الشعب في عصيان مدني يمثل مرادف جديد علي الشارع المصري إذ ليس من المقبول أن تعادي السلطة القضاء والإعلام والأحزاب بدلا من أن تحتويهم وتعمل علي نزع فتيل الاشتباك إذا بها تلقي مزيدا من الوقود علي النار المشتعلة والأغرب نظرة المسئولين إلي المعارضة علي أنها مجرد قله لا تمثل أي قيمه بل ويتهمونها بتلقي أموال من الخارج لتحقيق أجندة تعمل علي عودة النظام السابق بكل رموزه وإفشال المشروع الإسلامي في مصر لذا كان التعامل مع المتظاهرين به الكثير من العنف والاستخفاف بمطالبهم المشروعة وقد ضاق الناس ذرعا بسوء الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وعدم وجود بوادر تبشر بان مصر علي طريق النهضة
أما القوي السياسية المعارضة فتعاني دائما من عدم تأثيرها علي الشارع وانقسامها علي نفسها في ظل اتهام السلطة لهم بالخيانة والعمل علي تدمير الوطن وليس أدل علي ضعف المعارضة من أنها لا تستطيع السيطرة علي المندسين داخل صفوفها لتشويه فعالياتهم من تظاهرات أو وقفات وأيضا عصيان مدني مما يعطي الفرصة للبعض أن يتهمهم أنهم السبب الرئيسي فيما تتجه إليه مصر من تخريب يطال مؤسسات السيادة في الدولة وقد أعطي القضاء دائما للمعارضة حقها وكثير من أجهزة الإعلام تحتضن رموزها لذا فلا توجد لديهم حجه في التضامن والعمل علي تصحيح المسار ووضع الحلول لان الشعب قد سئم طمع الإخوان وسلبية المعارضة
فالسلطة مطالبه بالوقوف علي رغبات غالبية الشعب من إيقاف لأخونه التي يراها الجميع إلا الجماعة وعزل النائب العام لان تعيينه خطأ دستوري لا يجب الانزلاق إليه وتعديل البنود المعترض عليها في الدستور وتغيير حكومة قنديل لأنها لم تفعل شيء ملموس بل فشلت في معالجة الأزمات وآخرها أزمة السولار التي أثبتت أن المسئولين ربما يعيشون في كوكب آخر ولا يدركون ما يعاني منه الشعب فالحكومة لديها عتمه في الرؤية وتحتاج إلي جراحه عاجله كفانا استهزاء بمصير أكثر من 90 مليون مواطن لمجرد العناد الذي لا طائل من وراءه وعليها أن ترمي الكره في ملعب المعارضة وتعطيها حقائب وزارية فإما أن تنجح وينجو الجميع أو تفشل فتنكشف أمام العالم إن الوطن أمانه في أعناقكم فحاولوا إضاءة شمعه بدلا من أن تلعنوا الظلام
التعليقات