محمد زكي يكتب :- أين الدولة من هذه النقابات

منبرا يعبرون فيه عن أنفسهم وغطاء يناقشون من خلاله مشاكلهم وصوتا ينادي بحقوقهم عوضا عن النقابات الحكومية التي تضع شروطا تعجيزيه تظل عقبه في طريق من يرغب الانضمام إليها ولأن المصريين يستشري في جسدهم فيروس الفردية فقد ابتعد هؤلاء عن العمل الجماعي وبدلا من أن تكون هناك نقابه واحده مستقلة لكل مهنه إذا بنا نري عشرات النقابات للمهنة الواحدة والأمر لا يعدو أن يكون رغبه كل مؤسس في الاستئثار بالنقابة وكأنها محل بقاله اخشي أن نجد نقابة لكل مواطن لو استمر الأمر علي هذا المنوال فليس مطلوب منك سوي الذهاب  لأقرب مكتب قوي عامله وملأ الاستمارات وجلب بعض التوقيعات لتأسيس نقابه بعدها تجوب البلاد باعتبارك نقيب وتكمن الخطورة في أن تلك الدكاكين بلا مقر وكل ماتقدمه كارنيه لا يساوي ثلاثة جنيهات مقابل اشتراك سنوي يبدأ من مائه إلي ثلاثمائة جنيه ويطلقون علي رئيس هذا الكيان  نقيب وهي صفه غير قانونيه  فالنقابات هذه عماليه  وليست مهنيه ولا يحق لها اتخاذ مواقف سياسية ولا إنفاق اشتراكات الأعضاء في مسرحيات هزليه من عمل الاحتفالات وتوزيع الجوائز بل والمتاجرة بالرحلات والدورات التدريبية وعمل لجان لقبول ورفض العضويات لان العضوية تمنح لكل متقدم مادام معه ما يثبت انتمائه للمهنة وهذه النقابات  لاتعطي صفه مهنيه والكارنية الصادر كارنية عضويه وليس مهنه لان النقابات المهنية فقط من تعطي الصفة فمن ينتمي لنقابة الصحفيين صحفي ولنقابة المحامين محامي .. إن  الدستور المستفتي عليه في الماده 57 اقر بان “ينظم القانون إنشاء النقابات المهنية وإدارتها على أساس ديمقراطي، ويحددمواردها وطريقة مساءلة أعضائها عن سلوكهم في ممارسة نشاطهم المهني وفقمواثيق شرف أخلاقية، ولا تنشأ لتنظيم المهنة سوى نقابة مهنية واحدة “.ما يهمني هنا هو ان لكل مهنه نقابة مستقلة ( واحده ) والعبارة واضحة وتتصدي لفوضى النقابات المستقلة  كنت في زيارة لمقر احد الأحزاب فالتقيت بمن قدم نفسه علي انه نقيب (…) وعندما قلت له أنا اعرف نقيب آخر للمهنة فقال لا هذه نقابه أخري اسأل عن نقابة (فلان) ودار حديث فهمت منه أنهم يفرقون بين النقابات وبعضها باسم النقيب!! ، لابد أن تقوم الدولة بمراجعة تصاريح وحسابات  تلك النقابات  فهناك نقابات منذ أن دعت لجمعيه عموميه للحصول علي توقيع الأعضاء بتفويض من يديرها مؤقتا لحين إجراء انتخابات حرة لاختيار إدارة من بين أعضاء مرشحين مرت سنوات دون انعقاد جمعيه عموميه واحده ودون عرض حسابات النقابة علي الأعضاء بل تشكلت لجان لتصريف الأمور لكن المؤسسين انفردوا بكل شيء وحجبوا أي سلطات من رؤساء الأقسام وهناك نقابات تحصل سنويا علي مايقارب المائة والخمسين ألف جنيها من الاشتراكات  دون تقديم أي خدمه للأعضاء ويتم إنفاق جزء منها علي مؤتمرات في قاعات فنادق خمس نجوم الغرض منها تلميع مسئول النقابة وأصدقائه وتكريم من لا ينتمون للنقابة ولكنهم يمكن أن يقدموا لهم مصالح شخصيه  ربما تجدهم من الشباب وتلمع عينيك من السعادة وأنت تري فتيات في أبهي صورة ينظمن الاحتفالات لكنها القشرة التي يختبئ تحتها الفساد ، إنني أتحسر علي وطني الذي أري شعبه يتوارث الفساد جيلا بعد جيل وكأنه قدر لا مفر منه فلا فرق بين من يسرق قوت الشعب ومن يتاجر بأحلام البسطاء كلاهما يرتكب جرما كبيرا في حق هذا البلد