من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
1 ابريل 2013
تتوالي الأزمات وتتواري الحلول وتتوقف العقول عن إيجاد مخرج فلدينا مسئولين محدودي الفكر منعدمي الرؤية منذ سنوات كنا نمزح بان التقي ياباني مع مصري وتم عمل مسح لاكتشاف نسبة الذكاء في الشعبين فكانت
النتيجة أن نسبة الذكاء في الشعب المصري 85% بينما نال الشعب الياباني 15% وهنا تعجب المصري وتساءل لماذا انتم في تقدم ونحن في تخلف رغم تفوقنا في الذكاء فقال له الياباني لأنكم يحكمكم الـ 15% ..في موروثاتنا الشعبية نردد انه يجب أن يكون الشخص السليم في المكان السليم والسلامة هنا يمكن أن تكون سلامة فكر وبدن ورؤية ..إننا نتعامل مع المنصب الرسمي كأنه ترف وشرف وليس مسئولية وتكليف ..اصدم كل مره التقي بها مسئول وأري ضحالة الفكر لذا لا أتعجب من ركاكة الأداء ..تصلني رسائل من عباقرة منسيين في دهاليز الإهمال يطرحون أفكار للرقي بالوطن ومشكلتهم عدم القدرة علي الوصول للمسئول القابع في خندق الزهو بالمنصب والمشغول بتقديم الخدمات وفروض الولاء لمن ولاه وهي أمور تجري في دماء من يجلس علي كرسي السلطة خلف مكتب أنيق في أجهزة التكييف وخارج مكتبه عشرات الموظفين يشكلون ستار حديدي يمنعه عن رؤية الصورة الحقيقية لما يجري خارج المكتب والحقيقة أن المسئول يعجبه ذلك بل ويتمادي فيه ..ربما في الفترة الأخيرة رأينا وجوها جديدة تجلس علي قمة السلطة لكننا اكتشفنا أن فيروس حجب المسئول وتأليه الرؤساء يعمل بنجاح وله جذور منذ الفراعنة والقارئ للتاريخ المصري يجد أن السادة الملوك والرؤساء وهم في اعلي هرم المسئولية لم يحاول احدهم أبدا الخروج من برجه العاجي لمعرفة أحوال الرعية ..لماذا تتعجبون مما يجري علي ارض الكنانة من تبلد السلطة وتيبس جلدها ومن صراخ وعويل المعارضة ومن أنين المواطن الذي يستهزئ الجميع به إنهم لا يدركون حجم ما يحدث .. هل وصلنا إلي مرحلة أن لا يجد السائق وقودا لتسيير مركبته وهي كل ما يمتلك من أين يقتات وهل عجز الأمن عن إعادة الطمأنينة إلي نفس المصري المسالم الذي لا يأمن علي ماله ولا عرضه ولا نفسه حتى وصلنا أن تقوم مجموعه من الرعاع الخارجين عن القانون بتكوين عصابات واقتراح المحافظة علي امن الوطن… كان المرحوم الشيخ كشك يقول دائما (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ) وكان لنا مدرس لغة عربية في المرحلة الثانوية كلما أجاب طالب اجابه غبية قال ( أضيفوا إلي جهلكم جهل ) ..خرجت لحضور لقاء احد المسئولين بالإعلاميين بعد خطوات وجدت الطريق مغلق بالسيارات لوقوفهم أمام محطة بنزين وفي الطريق شاهدت تعدي صارخ علي الأرض الزراعية ومباني مخالفة تقام علي الطريق الرئيسي أي ليست بعيده عن أعين المسئول وفي الموقف العمومي هرج ومرج وكأننا لسنا في دولة ويخيل للناظر غير المعتاد علي المنظر أن هؤلاء مجموعه من المجانين حيث خناقات وسباب لا مبرر له والسائقون يحددون لأنفسهم خط سيرهم دون التزام بالمدون علي واجهة السيارة وخلفها .. وتم زيادة الأجرة رغما عن انف المواطن والمسئول ..سلبيات عديدة في طريق قصير وهناك عند المسئول اكتشفنا أن الصورة ورديه وقال سيادته أن المشكلة في صراع الخير والشر وأنهم مجموعه من الخارجين علي القانون و …تم التقاط الصور وعمل لقاءات تلفزيونية وكتب من كتب ..وخرجنا من المبني المكيف وجيش الموظفين ..إلي الشارع حيث الشباب المنادي بالحرية والرجل البسيط الباحث عن حل لمشكلته وحوائط المبني الخارجية الملطخة بعبارات بذيئة في تعبير صارخ علي الزمن الذي نعيشه
التعليقات