الخميس - الموافق 06 فبراير 2025م

محمد زكي يكتب :- حتي لاتتكرر كارثة نفوق الدواجن بالدقهلية

من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي

نشر  الخميس, 24 كانون2/يناير 2013 22:54

في خضم الاحداث التي نعيشها توارت المشكلة  وقد تم اعتبار مياه الشرب كبش الفداء في كارثة نفوق حوالي 90 ألف دجاجة في محافظة الدقهلية  فحسب أخر تقرير صادر عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية


أن نتائج تحليل عينات المياه بالمزارع المتضررة وعددها 19 مزرعة أوضحت أنها غير صالحة نتيجة زيادة نسبة الامونيا والحديد والعكارة فضلا عن وجود بكتيريا باسيل القولون النموذجي ..وحتى الآن لم تظهر نتيجة تحليل

 

الأعلاف ..وأضاف التقرير علامات استفهام أخري لتكتمل لوحه سرياليه من المتاهة التي يعيشها أصحاب المزارع المصابة ..لذا كان لابد أن نذهب بأنفسنا لنطلع قراء( جريدة الفراعنة )علي حقيقة الوضع من كل جوانبه ..كانت البداية بمحاولة زيارة بعض المزارع ولكن أصحابها اخبرونا أنهم ليس لديهم مشاكل ورفضوا زيارتنا بدبلوماسيه ..فانتقلنا إلي مزارع أخري فرحبوا بوجودنا ولكنهم حينما علموا أننا صحافيين تزرعوا بالحجج حتى لا ندخل ..لدرجة أن تصوير المزرعة من الخارج تم رفضه ..وبالطبع المزارع تكون خارج الكتلة السكنية ومنعزلة مما جعلنا في البداية لا نجازف ..دار داخلي سؤال ..ماذا يحدث داخل مزارع الدواجن ..لماذا يرفضون الحديث إلي الصحافة أو التصوير
..طرحنا السؤال علي الدكتور محمد محمدين –طبيب بيطري بإدارة المنصورة البيطرية –  فقال إن الأمر لا يخرج عن احد سببين الأول وهو أن تلك المزارع تتبع النظام المغلق في إدارتها وهو النظام الأمثل والسبب الثاني
وهو الأقرب للحقيقة أنهم لا يريدون تسليط الضوء علي عملهم ويفضلون أن يظلوا بعيدين كل البعد عن الرقابة والإعلام .. وعندما سألته ألا توجد رقابة علي المزارع أجاب بأنه لا يوجد أي نوع من أنواع الرقابة من أي جهة
من الجهات بل إن نقابة البيطريين تطالب بان يكون هناك إشراف إجباري علي المزارع ..استفسرت من الدكتور محمد عن كيفية العناية بالمكان فقال أفضل وسائل العناية هي عمل ما يشبه بركه من المياه المضاف إليها مواد مطهرة قبل الوصول إلي داخل المزرعة بان تمر عليها السيارات وكذلك للإنسان يمر علي بركه من الماء المطهر وان تكون الملابس معقمه ..لكنني سألته عن كيفية العناية بالطيور منذ وصولها للمزرعة حتى بيعها .. فقال انه بمجرد استقبال الكتكوت يعطي جلوكوز 5% لرفع حيويته ويعطي لمدة 4 أيام مضاد للمايكوبلازما  وهو  مرض تنفسي ويعطي أيضا فيتامينات ..وعند أسبوع من عمر الطائر يعطي تحصينه هيشنار ضد مرض نيوكاسيل وهو ما يعرفه العامة باسم الشوطه ..وعند 14 يوم يحصن ضد الجامبورو ..ويحصن ضد النيوكاسيل مره أخري بعد 17 يوم تحصينه تسمي لاسوتا ..وجرعة بعد ذلك ضد كوسكيديا ..ثم يتم مراقبة حالة الدجاج وعمل اللازم عند حدوث شيء غير طبيعي ..هذا عن ما يجب أن يتم ولكن ماذا عن الإجراءات السيئة التي يلجأ إليها بعض أصحاب المزارع فقال الدكتور محمد إن وضع زيوت رديئة مع الأعلاف لعمل دهون ولزيادة الوزن
وأيضا وضع هرمونات للتسمين والنمو هي الأشد ضررا علي صحة الإنسان وأيضا بيع الطيور بعد فترة قصيرة من تلقيها علاج ..كررت سؤالي الذي بدأت به ماذا يحدث داخل المزارع أكد لي أن بعض المزارع تتبع النظام المغلق وهو الأفضل حيث تدار الأمور اتوماتيكيا دون تدخل كبير من العنصر البشري ..أما المزارع التي تتبع النظام المفتوح فربما تحدث بها مشاكل كالكارثة الحادثة الآن ..تركناه وقررنا مره أخري تقصي الحقيقة من مصدرها وذهبنا الي برهمتوش مركز السنبلاوين حيث بها عدة مزارع أصيبت بكارثة النفوق ..يقولون فجأة نفقت الطيور من الساعة 2 حتى الساعة 5 صباحا والأغرب كل المزارع معا في نفس الوقت شيء مريب مما جعلهم يعتقدون أن الأمر بفعل فاعل لقد نفق حوالي 13 ألف دجاجه بمزرعة الحاج محمد فياض وهي دورين  و تنتج حوالي 20الف دجاجه ..أما الحاج محمد عبد الوهاب الشيمي فلديه مزرعتان نفقت عنده حوالي 18 ألف دجاجه ..وهناك أصحاب مزارع أخري ولكنها صغيره تنتج ألف أو ألفين حدث بها نفوق ولكن بعدد قليل ..يقول احدهم أننا نحصل علي الأعلاف من مصنع محمود العناني ببلدة دماص وهي الأعلاف التي تستخدم علي مدار السنوات السابقة وصاحب المصنع لديه مزارع دواجن ولم تحدث عنده مشاكل لذلك فان فكرة أن الأعلاف هي السبب مستبعده لان هناك عنابر سليمة مع أنها تتغذي علي نفس  الأعلاف ..ربما المشكلة من الأمهات ولكن الأمهات يتم الحصول عليها من شركة الدقهلية للدواجن التي تعطي للمحافظة كلها ..حتى من يري أن السبب هو تلوث الهواء بانبعاث دخان نتيجة حرق قش الأرز أو نتيجة حرق القمامة قبل أول أيام العيد فيرد عليه أصحاب المزارع أنها مزارع مكيفه ومغلقه .. وقد سألنا الدكتورة سهير حسن رئيسة الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ورئيسة فرق الطب الوقائي المشكلة بقرار الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لتحديد أسباب الكارثة فقالت أن أسباب النفوق بنسبة‏100%‏ ليست مرضية علي الإطلاق‏ وأن فيروس إنفلونزا الطيور لا علاقة له بما تعرض له المزارع
وكشفت الدكتورة سهير حسن عن أن النفوق ليس علي مستوي جميع المزارع, بل في قطعان تسمين بعينها داخل كل مزرعة, لافتة إلي أن هناك قطعانا داجنة داخل المزارع التي شهدت حالات النفوق سليمة بنسبة100% ولم يمسسها سوء وهو ما يؤكد أن النفوق ليس مرضيا وإلا لنفقت جميع القطعان في المزرعة وفي البيوت المجاورة لها  فالمرض لا ينتقي  ولكن يصيب المزرعة بأكملها والمنطقة المحيطة لها.
وأوضح بيان لهيئة الخدمات البيطرية أنه تم تشكيل ثلاث لجان للتصدي لظاهرة التفوق المفاجئ لدواجن التسمين في 19 مزرعة بمحافظة الدقهلية من إجمالي 145 مزرعة في منطقة الإصابة بالمحافظة والتى أدت إلى نفوق 88 ألف طائر من إجمالى 137 ألف طائر فى فجر يوم الجمعة  أول أيام عيد الأضحى المبارك، تم تشكيل ثلاث لجان فورية قامت الأولى منها فى نفس يوم حدوث الظاهرة برئاسة الدكتور محمدين يوسف مدير مديرية الطب البيطري بالدقهلية والدكتور أحمد جمال مدير المعمل الإقليمي بالمنصورة بفحص الحالات وأخذ العينات الضرورية وإرسالها إلى المعمل الإقليمي بجمصة وعمل التقصي في باقي المراكز.
وقامت اللجنة الثانية التى تم تشكليها من أطباء الهيئة والمديرية برئاسة الدكتور موسى عبد الحميد رئيس الإدارة العامة للأوبئة وأمراض الدواجن بالهيئة فى اليوم التالي بفحص جميع مزارع مركز ميت غمر وآخذ العينات اللازمة للمعمل القومي للرقابة على الإنتاج الداجنى بالقاهرة وفى 28 أكتوبر ثالث أيام عيد الأضحى تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتورة سهير عبد القادر حسن رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي قامت بفحص جميع مزارع مركزي أجا والسنبلاوين وعمل تقصى عن أسباب الظاهرة.

وأوضح بيان لهيئة الخدمات البيطرية أنه تلاحظ أن الظاهرة قد حدثت واختفت تماما خلال 4 ساعات فى ثلاث مراكز فقط من مساحة محدودة بطول حوالي 8 كم وعرض 3 كم في كل من ميت غمر وأجا والسنبلاوين، وتلاحظ عدم تكرارها مرة أخرى فى أى منطقة أخرى من المحافظة أو المحافظات المجاورة وحدوثها فى بعض
المزارع دون أخرى مجاورة لها.

وأشارت النتائج الأولية لفحص العينات فى معمل بحوث صحة الحيوان والتى تم أخذها من مسحات من القصبة الهوائية ومسحات من فاتحة المجمع عدم وجود أى أمراض وبائية تسبب هذه الظاهرة.

وكان محـــافظ الدقهلــية قد عقد اجتماع طارئ لدراسة الأمر  بديوان عام المحافظة الساعة الثامنة مساء  الجمعة 26/10/2012

لقد دفن أصحاب المزارع الدجاج النافق والآن الأمور هادئة.. الطيور الباقية لا مشاكل فيها ..إن المزارع احد أهم دعائم الاقتصاد الوطني وبدونها ترتفع أسعار اللحوم الحمراء والسلع الاخري ارتفاعا كبيرا .. ولا ننسي العاملين بالمزارع الذين يعتمدون في معيشتهم عليها ..نأمل أن تكون هناك متابعه بيطريه اجباريه للمزارع وان لا تترك هكذا دون رقيب ولا حسيب فالأمر يتصل بصحة المواطن التي يجب أن توضع في المقام الأول دائما ..ننتظر النتيجة النهائية والحاسمة لنتعرف علي السبب الرئيس لنفوق تلك الدواجن ويجب العمل علي تلافي كل الأسباب وتوفير بيئة صالحه لهذا القطاع الحيوي ..ولا ننسي معاقبة المخطئ وتعويض أصحاب المزارع منه والإعلان بشفافية عن السبب مهما كان ..أصحاب المزارع يستخدمون الآن الفورمالين والفينيك والجير لتطهير العنابر ونحن نتمنى أن يتم تطهير البلد من الفساد

محمد زكي

محمد زكي

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك