محمد زكي يكتب :- هل فارسنا لم يصل ..ربما في الطريق

نختلف في كل شيء ولكننا نتفق علي عدم رضائنا عن وضعنا الحالي .. ليست هذه ثورتنا ربما سرقت منا ..ليست هذه مصرنا ربما  هي مراه لضمائرنا ..عندما قامت الثورة كنا نظنها طوق النجاة الذي سيزيح الهم والمشاكل عن كاهلنا ..كنا نظنها اليد التي ستمتد لتمسح دموع البائسين من الشعب الكادح ..اعتقدناها ثورة تهدم قلاع الفساد وتبني صروح الفخر والإباء ..انتظرنا الفارس الذي يأتي علي حصانه الأبيض ليهزم الجهل والمحسوبية ..ما من مصري إلا  وتوقع مصر الجميلة وهي تسعد برضا أبنائها واستقرار حياتهم ..هتف الشعب يسقط يسقط (….) آملين أن يسقط معه نظام اغفل الوطن وتفرغ لالتهام ثرواته ..

خرج العاطلون والمظلومون والمضطهدون يطمحون أن يعيشوا كراما ..أراد المصري أن يرفع رأسه ويهتف أنا المصري باني الأهرامات وصاحب أعرق  حضارة علي الأرض .. هدمنا نظام جثم علي قلوبنا ثلاث عقود كان يحاسبنا فيها عن الهواء الذي نتنفسه ..ومنذ 25 يناير كلما مر يوم اكتشفنا أن الأحلام تتبخر والأماني تتبدد والآمال تؤد ..فالشعب الذي ثار وجد من بني جلدته من يثور عليه و يسطو علي  ثورته ويسخر من تطلعاته وينتقد تصرفاته ويكمم أفواهه ..تمر الشهور ويكتشف المصري أن الثورة لم تحقق أي شيء له علي صعيد الواقع بل ربما تغيرت الوجوه ولكن السلطة اللعينة دائما ما تلعب بالرؤوس ..العاطلون جالسون يضربون كفا بكف فلا توجد وظائف ..الأسعار ترتفع ارتفاعا ملحوظا في كل السلع والخدمات

..أزمات ووقفات احتجاجيه وتكميم افواة واستئثار بالسلطة وتكويش واخونة وصراع ضد كل الكيانات وتخوين وخلايا إلكترونيه ومستشارين للرئيس بلا اختصاصات بل بلا عمل .. قرارات ضد الدستور والقانون ..تراجع عن القرارات ..صلوات تتكلف الملايين ..حدود بلا سيطرة ..جزء غالي من الوطن يحاول البعض استقطاعه ..جنود يغتالون وتروي دمائهم أرضنا الطاهرة ..سلام وحميمة مع الأعداء

..خطابات ود وغرام مع من اغتالوا البراءة في بحر البقر وعلي الحدود ..سلام مع من تتلطخ أياديهم بدماء شهدائنا ..ثوار يعتدي عليهم في التحرير ..بلطجية أمام المحاكم وأمام أجهزة الكمبيوتر وعلي شاشات الفضائيات ..فتاوي تحل دم المخالفين والمعارضين ..شيوخ يسبون الناس من علي شاشات التلفاز والمنابر ..فئة تهاجم الجميع بالحق وبالباطل ..محاكم أصبحت مسرحا سخيفا للصراعات السياسية ..تلوث مياة وانقطاع كهرباء  ..ريف مهمل ..فلاح يحتضر

..دولة تعيش علي الديون ..بنك دولي يملي شروطا ..نشاط رياضي متوقف ..قرار بقطع عيش فئة من الشعب بإغلاق المحال وان ينام الشعب مبكرا ويستيقظ مبكرا ويغسل قدميه  قبل النوم ويتناول اللبن الدافئ ..مجلس شعب غير دستوري ومجلس شوري غير دستوري وجمعية تأسيسية لوضع الدستور غير دستورية ..عشرات المتحدثين باسم الرئاسة

..تعيين شخصيات في مناصب هامه بلا مؤهلات أو خبرات وآخرون لا يرضي عنهم الشعب ..التظاهر أصبح خروج علي الحاكم ..الخارج علي الحاكم ينبغي ان يقتل ..وسط كل هذا لا تلوح في الأفق بادرة أمل أو وميض فجر جديد ..كانت هناك وعود وعهود ولم تتحقق الوعود وتم الحنث بالعهود ..هل نحلم من جديد ..هل فارسنا لم يصل ..ربما في الطريق

..ربما لم يولد بعد ..لكن الواقع أن مصرنا أمنا الحنونة حزينة ..مازال المصري مقهور فقير عاطل ومسلوب الاراده ..لكل ما سبق وأكثر أصدقكم القول ..أنا مش مبسوط م الثورة