الجمعة - الموافق 27 ديسمبر 2024م

محمد زكي يكتب : هل هو مظهر للديمقراطية ام عوده للديكتاتورية

من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي

ان تدفع جماعة الاخوان المسلمين باحد مرشحيها لسباق انتخابات الرئاسه لهو امر لم يكن متوقع وقوبل بالاستغراب والاستهجان من غالبية المصريين وذلك لاسباب كثيره اعتقد ان المسؤلين عن الجماعه ادري بها قبل غيرهم .


فلقد اعلنت جماعة الاخوان المسلمين مرارا وتكرارا انها لن تسمي مرشح بعينه من داخل الجماعه بل يمكنها بعد دراسة الخريطه السياسيه جيدا والاطلاع علي كافة المرشحين وبرامجهم واجنداتهم ان تساند احدهما …
وكثيرا مااعلنت الجماعه انها لا تطمع في كرسي الرئاسه خصوصا بعد ان حصلت علي اكثريه في مجلس الشعب واغلبيه في مجلس الشوري …
وكانت الجماعه قديما تنتقد بشده سيطرة الحزب الوطني علي الحياة السياسية المصرية وطالبت كثيرا ان يتنازل مبارك عن عضوية الحزب الوطني …
وجماعة الاخوان وعلي لسان المهندس خيرت الشاطر نفسه وفي تصريحات صحفيه منشوره قطعت عهدا علي نفسها الا يكون منصب الرئيس احد خياراتها …
اتابع البرامج الحواريه علي شاشات التلفزيون وايضا تصريحات اعضاء الجماعه والحزب وهم يدافعون عن القرار باستماته وبشده بمجرد ان الجماعه اتخذت القرار وهو جزء من التركيبه النفسيه والتنظيميه لجماعة الاخوان المسلمين وهذا امر – كما قال لي احد اعضائها – يعد احد اسباب نجاح الجماعه فكما علمت ان لكل فرد من جماعة الاخوان مهمه ونشاط معين يضطلع به ولايخرج نفسه عن هذا الاطار ولايتدخل في الشئون الاخري للجماعه وعندما تتخذ القرارات من قبل السيد المرشد العام او ادارة جماعة الاخوان علي الجميع المسانده بكل قوه وحماس …
اي لو اجتمعت الجماعه وقررت عدم الدفع بمرشح كنا سنجد نفس الاعضاء يدافعون عن القرار ويبرزون مزاياه …
لكن دعونا نعود للنقطه الرئيسيه الان وهي هل ماقامت به الجماعه امر مقبول ام لا ؟…
لو نظرنا الي الامر من وجهة نظرهم فهم يقولون ان الوضع الداخلي وتصرفات العسكري وفشل الجنزوري هو السبب الرئيسي بل يهاجمون من ينتقدهم لانهم يرون امورهم افضل من غيرهم وليس هناك – كما يقولون – من هو احرص علي مصلحتهم بل ومصلحة مصر منهم وانهم يرتبون امورهم ويتشاورون وقراراتهم نابعه من داخلهم وهم لم يعهدوا التدخل في شئونهم اي ماحدث شان داخلي لهم وان المهندس خيرت الشاطر خيارهم الاوحد وان المجتمع سيري مدي بعد نظرهم وانه الرابح لامحاله ولايريدون المجادله والجدال في امر مفروغ منه ….
اما الاخرون فيرون ان القرار مفاجئ وصادم وان الظروف والوضع كان لابد ان يكون في الحسبان لان البلد علي صفيح ساخن والانتقادات للجماعه والحزب في الفتره الاخيره اصبحت واضحه وتتزايد بل ان البعض ندم علي اختياره مرشحي حزب العداله والحريه في الانتخابات بعد ان راي الجميع ماالت اليه الاوضاع الداخليه منذ انعقاد اولي جلسات مجلس الشعب والجماعه تريد ان تتنصل من النتائج وترمي بالامور دائما علي العسكري والدكتور الجنزوري ولو كانت الامور قد اصبحت افضل كنا سنري التفاخر من قبل الجماعه بانهم سبب هذه الانجازات …
ان جماعة الاخوان المسلمون لم تراعي رفض الشارع لهذه الهيمنه الغريبه علي مقاليد الامور في البلد وتشعبهم في كل القطاعات بداية من المدارس الابتدائيه مرورا بالنقابات والجمعيات والمجالس النيابيه والان يريدون كرسي الرئاسه وهذا امر لايحدث في اي بلد يريد ان يكون ديمقراطي وان يعيش افراده علي اختلاف طوائفهم في سلام وان يشعر كل مواطن بامتلاكه جزء من هذا الوطن هناك احزاب اخري وهناك شباب ثوره يتطلع لدور وهناك ديانات اخري وهناك …
مصر كبيره وغنيه وبها مختلف الاطياف السياسيه والدينيه والاجتماعيه واللعب علي وتر الاغلبيه ليس امرا مستحبا في كل الاحوال ..ان اللغط مازال مستمرا بسبب لجنة المائه لوضع الدستور وكيف سيطرت عليه تيارات دينيه تنتمي ايضا لحزب الحريه والعداله بل ان رئيس اللجنه هو رئيس مجلس الشعب هو الدكتور الكتاتني من جماعة الاخوان المسلمين اي ان البلد لم يعد بها غير الجماعه وان مصر ليس بها فقيه دستوري في قيمة الدكتور الكتاتني ليصبح الرجل رئيس لجنة وضع الدستور ورئيس مجلس الشعب ..ان كانت الامور تقاس بانه لابد ان يكون الرئيس المنتظر اسلامي فهناك اكثر من مرشح اسلامي منهم الدكتور ابو الفتوح والشيخ ابو اسماعيل وغيرهم فلماذا لم تتم المسانده لاحدهم وعدم الاتجاه لتفتيت الاصوات التي ستعطي لاي مرشح اسلامي ..وان كان الوضع غير مريح داخليا بسبب الهيمنه من قبل تيار واحد علي الحياه في مصر فما بالنا بنظرة العالم الينا الان هل تخلصت مصر من ديكتاتور حتي نخلق ديكتاتور اخر بالطبع سينتقدني البعض ويقول وماشان الاخرين بنا لايمكنهم التدخل في شاننا الداخلي اقول لهم ان الغرب يترجم رؤيته الي افعال وتصرفات وقرارات ونحن لانعيش بمعزل عن العالم لاننا كما تشاهدون جميعا لاننتج ولانزرع الا القليل واعتمادنا الكلي علي الاستيراد كما اننا لانشكل تكتلات سياسيه او اقتصاديه وليس لنا اي ثقل دولي والاصلاح الداخلي يكمن في كيفية التفاهم مع الخارج ..اننا لم نخرج عن الاطار فما زلنا نحاول فهم ومغزي ومردود قرار جماعة الاخوان المسلمين المصريه من ترشيح احد اعضائها لمنصب الرئاسه وهو النائب الاول لمرشد الاخوان والرجل قدم استقالته فورا من المنصب حتي يكون مرشح لكل المصريين وبقراءه متانيه لتاريخه فلا غبار عليه بل الكل يقدره ويحترمه وان كان البعض ينتقد كونه رجل اقتصاد والخوف من تزاوج السلطه والمال مره اخري الا ان الوضع والظرف والشخص مختلف ..والبعض يري انه ليست لديه خبره في العمل السياسي ولكن الامر مردود عليه بانه يمتلك وهو لن يعمل بمفرده بالطبع ..اذا ما الاشكاليه ..فلترشح الجماعه من تراه مناسبا ..وليري الشعب الاصلح له ..ونعود مرة اخري لصناديق الاقتراع او الانتخاب لتكون هي الفيصل دائما والحكم فيما يحدث ولتنشط الجبهات المعارضه والقوي الاخري ولا تستكين ولاتجلس علي المقاهي تزرف الدموع علي ماالت اليه الاوضاع بل العمل والوصول لكل منزل ..فليكن معترك الرئاسه فرصه ليستفيد الشعب من المنافسه ولو مره واحده في حياته ..شخصيا كنت لااود ان تسمي الجماعه مرشح لها علي الكرسي ولكن ..ديمقراطيا ..
من حقها وعلي من يريد ان يثبت وجوده الوصول للناس ،لرجل الشارع ،للمطحونين.
،للعاطلين وللشباب الذي لاحول له ولاقوه ..
اجعلوا المصري غايتكم وهدفكم …
اجعلوا مصر في قلوبكم واعينكم …
وفق الله الجميع لما فيه خير هذا البلد العظيم المعطاء …

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك