يسهم انبعاث ثانى أكسيد الكربون من الصوب الزراعية بمقدار 80 % من السخونة العالمية . فقد ازدادت درجة الحرارة فى العالم 0.3 – 0.6 ْم على مدى 100 عام السابقة ، وسوف تواصل ارتفاعها اذا لم تتخذ اجراءات للحد من ذلك . ويتوقع فى نهاية القرن 21 أن ترتفع درجة الحرارة العالمية 2 ْ م ( الحد الأدنى 1 ْم والحد الأقصى 3.5 ْم ) وأكثر من ذلك فى المستقبل .
ويتوقع أن يتزايد ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى فى أستراليا على مدى 30- 50 عاما المقبلة ، مسببا ارتفاعا فى درجات الحرارة الى 3 درجات مئوية وانخفاضا فى هطول الأمطار بمقدار 20 % أو أكثر .
وقد تسبب التغيرات المناخية نموا أسرع للمحاصيل ، وتؤدى الى ادخال آفات حشرية وأمراضا جديدة. فسوف تتزايد الحشائش فى الأراضى الزراعية ، وسوف تتزايد الآفات الحشرية الضارة بالزراعة ، وسوف تتزايد الأمراض الضارة بالزراعة ، وسوف يحدث نتيجة لذلك عجزا فى الغذاء العالمى .وسوف يتزايد محصول الأرز فى بعض الدول ولكن سوف يترافق معة هبوطا كبيرا فى انتاج القمح والذرة فى أغلب مناطق زراعتهما مثل الصين والهند . وسوف ينخفض انتاج القمح الشتوى بمقدار 55 % فى الهند ونحو 15 % فى الصين بحلول عام 2100 .
فالسخونة العالمية منذ عام 1981 الى عام 2002 خفضت الانتاج العالمى الكلى من القمح والذرة والشعير والمحاصيل الأخرى بمقدار 40 مليون طن / سنة. وقد أثرت السخونة العالمية على مدى العقدين السابقين بالفعل على الامداد العالمى بالغذاء .فبارتفاع درجة الحرارة العالمية الدنيا 1 ْم يتناقص محصول الأرز بمقدار 10 % فى المواسم الجافة. أى أن درجة الحرارةالليلية عندما تزيد 1 ْم يقل المحصول 10 % ، بينما درجة حرارة النهار ( الدرجة العظمى ) ليس لها تأثير جوهرى . وارتفاع درجة الحرارة العالمية بمعدل 1 ْم سوف يسرع بتبخير الماء الأرضى بمقدار 7 % ، وسوف يؤثر ذلك تأثيرا خطيرا على انتاج الحبوب . فسوف تسبب السخونة العالمية جفافا أكثر من الموجود فعلا فى المناطق المنخفضة والمتوسطة الارتفاع ، مما يقلل من هطول الأمطار بمقدار 10 – 30 % بحلول عام 2030. وسوف تعانى المناطق المرتفعة الرطبة من السيول العنيفة مما يجعل الانتاج الزراعى رهنا للكوارث المتعلقة بالطقس . التغيرات المناخية سوف تؤدى الى خفض انتاج الذرة والأرز، وقد يكون لها تاثير بسيط أوحتى تأثير مساعد على انتاج القمح فى بعض المناطق . فالسخونة العالمية لن يكون لها تأثير جوهرى أو أن تاثيرها سيكون بسيطا على الزراعة فى الولايات المتحدة .
وغاز الميثان له دور أيضا فى رفع درجة الحرارة العالمية . فالانبعاثات الزراعية للميثان فى الاتحاد الأوروبى قدرت فى عام 2000 بنحو 10.2 مليون طن / سنة ، وهى تمثل المصدر الأعظم. ونحو ثلثى تلك الانبعاثات تتسبب من التخمرات المعوية للحيوانات المجترّة ، والثلث من السماد العضوى .
القمح هو مصدر تغذية خمس العالم ، ولكنه ليس وحده الذى سيكون عرضة لتغيّر المناخ . فسوف تكون الحبوب والذرة فى أفريقيا فى خطر كما هو الحال بالنسبة للأرز فى معظم الهند وجنوب شرق آسيا .
وتتوقع التحاليل والدراسات أن قوس الأراضى الخصبة الواسع من باكستان من خلال شمالى الهند ونيبال الى
بنجالاديش سوف يندثر ، فمعظم المساحة سوف تكون شديدة الحرارة والجفاف بالنسبة لمحصول القمح ، مما يضع الامداد بغذاء 200 مليون نسمة فى خطر .
وقد تحتاج الدول المنتجة للقمح الى زيادة الرقعة الزراعية للقمح بنحو عشرة ملايين هكتار من الأراضى الصالحة للزراعة لتغذية الانسان عام 2030. فقد تؤدى الحرارة الى خفض الانتاج5- 10 % أى بمقدار 30 -50 مليون طن عام 2030 ، ذلك فى الوقت الذى نتوقع فيه زيادة سكان العالم 200 مليونا أكثر من الآن . لذلك فسوف نحتاج الى 100 مليون طن اضافية من الغذاء لتغذيتهم ، ولضمان الأمن الغذائى سوف نحتاج الى تلك العشرة ملايين هكتار من الأراضى الزراعية للقمح . كل ذلك سوف يؤدى الى نقص المعروض من القمح وزيادة الطلب عليه ، ذلك مما يشكل خطرا كبيرا عند الاعتماد على استيراد القمح من الخارج .
جمع واعداد
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر
التعليقات