سطح المسرح
جدار به نافذة على المسرح
زهور يانعة
اطفال يمرحون
صوت قطار افتراضي
امرأة تلبس السواد
متوفي يشيعونة
رجل كبير السن
شاب فى مقتبل العمر
تظهر بؤرة ضوئية على الشاب الصغير ، يجهر باعلي صوتة وبدي علية التعنت :
كل الاشياء ، ليست ممكنة
كل الاشياء راحلة
كل الاشياء ترنو إلى العبث الادمي ، يشتت شمل البشريين ، ينحت واقع يهيكلة المتآمرين ، الحياة تسترق السمع إلى الخبايا ، لتقول وتكشف الغطاء عن مكمن رحيم .
يظهر الرجل المسن ، ذات جلباب أبيض متسع ويمسك بإحدي يدية عصاة غليظة قديمة ويتدلي من أسفل وجه لحية طويلة ، ينظر إلى البراح قائلا ويؤكد :
بعض الأشياء ممكنة ، ننظر إلى الجوانب الأيجابية المسالمة ، نحو الجانب المضئ ، نحو اليمين ، نحو أصالة الصديق ، ننظر الى زهور مع النسمة الهادئة ، والشمس المشرقة ، هناك ما نقول له مرحبا بك بعض الضيق .
لحظة من الصمت ، يسكن خلالها الشاب ، يري الرجل المسن ، يتعمق الشاب بفكرتة ياخذ المسن الشاب من زراعة قائلا وهو يلوح نحو نافذة الجدار :
أنظر ستري نفسك منذ الصغر ، تسعي نحو الجمال والحياة الصاخبة بجمال الالوان المشرقة .
يتحول الشاب بظهرة ناحية الرجل المسن قائلا :
هناك النهار ثم الليل ، لن يدوم الاشراق كثيرا ، ستختفي معالم الجمال فى إطار السواد ، ما ذنب عيوني أن تري السواد وتسمع صوت الكائنات الزاحفة الصغيرة .
يرفع الشاب زرعاه نحو اُذنة ليحجب عنهما السمع قائلا :
ما ذنب اُذني أن تسمع الهمس الرهيب ، القول السخيف الحوار الدنيئ ، ودقات الساعة القديمة الكاهلة .
يقطع المسن حلقة الخوف والبوح الرهيب قائلا :
تفرض الحياة علينا ، أشياء وجودها يكون من ضمن الطبيعة ، الحضور والرحيل طبيعة الأشياء ، الحب والهجر من تاريخ الحب ، الخديعة والوفاء من مدونات التاريخ ، العلم والفك من براح الأكوان .
ينهض الشاب بقفزة هائلة قائلا :
الإنسان مخير ، مسير ، يتجة ، يتوقف ، يجرح ، يجادل ، يستمر ، يكتسب ، يخسر ، يبكي ، يفرح ، ينام ، يستيقظ ، يحب ، يخدع ، يتزوج ، يكره ، يمرض ، يكبر فى السن ، ثـــم يمـــوت .
يصمت الرجل المسن ويعبث بلحياه قائلا وهو يلوح نحو زهور يانعة :
انظر لتلك الزهور ؟ انها يانعة ذات رائحة جميلة ، كم رائعة زهور الأعناق الطويلة الخضراء .
يتأمل الشاب الزهور قائلا وهو يلوح نحوهم :
هذه الزهرة جميلة لكنها خائنة ، و، هذه الزهرة رائعة لكنها تبتسم لكل عابر ، والاخرين قاتلة ، وتلك سريعة الموت
هؤلاء الزهور عندما يتقربون منك يجرحونك باشواكهم .، رغم جمالهم .
يصمت المسن قائلا وهو ينظر لأطفال فى بؤرة الضوء :
انظر أنهم أطفال المستقبل ، يمرحون ويرسمون المستقبل فى ألعابهم .
ينظر الشاب إليهم متأملا فى حذر قائلا بلا إهتمام :
اليوم لهم وغدا سيكون لأمثالنا .
يغض الشيخ قائلا :
ازرع شجرة يعم الخير على الجميع .
يهاجمة الشاب باقولة :
كلما كبرت الشجرة ، عجزت عن حماية نفسها وعجزت عن حماية مواطنيها وماتت .
يشد الرجل المسن على يد الشاب قائلا :
اذا انتم المستقبل .
الشاب ينتفض :
والعوائق والروتين والغيمة التى تمطر وقت الصيف والطريق المكلوم بالصعوبات والقدرات المحدودة والعطاء الضئيل والحياة القصيرة ، ونظارة الحياة التى تحتاج لتلميع .
يجهر المسن :
أصرخ اعلم الوجود انك هنا .
يتأرجح الشاب متسائلا :
فى اي اتجاه الشرق أو الغرب .
المسن بثقة :
فى اتجاه الصواب .
ينصت الشاب ثم تظهر امرأة تلبس السواد تعمل فى حركة التزامية ، ينظر لها الشاب ويتابع باهتمام ، يصفها المسن :
ام الشعوب والأمم .
الشاب برثاء :
امرأة تركها زوجها وابنائها وماتت وحيدة .
المسن وهو يشعر بالأسف :
امرأة قامت بالتضحية وتحملت .
الشاب باهتمام :
اين حقوق المرأة ؟ الآدمية والإنسانية .
يري الشاب شاب مثلة ينظر إلى الساعة مسرعا ، يضحك قائلا :
هاهو الذي هجر وترك بلادة وأمة واخواتة فى الضياع .
ينظر الشاب يري متوفي يحملون نعشة ، يلوح باستهانة :
ماذا اخذت معك ، حين رحلت تاركا خلفك عائلتك المسكينة .
يصمت الرجل المسن ويشد أزر الشاب يصمت قائلا بهمس :
أصمت واستمع ، لقد جاء من بعيد ، هاهو يقترب استعد ، استعد .
يتفاجأ الشاب بصوت قطار تبين من صوتة الضخامة ، أهتم الشاب بالأمر ، فزع وارتعب وشعور بالتردد والأزمة الخوف ، نظر حولة وتساءل بخلدة :
ماذا ساأخذ معي ، الماضي ، الحاضر ، الهجر ، ابي ، امي ، اخواتي ، الفراق ، الحب الخديعة ، الموت ، النجاح ، الرسوب ، الحق ، الباطل ، الأمس ، المستقبل ، الليل ، النهار ، النجوم ، القمر .
يجذب الرجل المسن الشاب قائلا بعنف :
اصعد يكاد ينتهي .
يجري الشاب نحو براح الصوت ، ناظرا إلى خلفة قائلا :
نسيت اشيائي لقد تركتها .
يتحدث الرجل المسن بصعوبة تطغي علية صوت القطار :
هذه الأشياء بداخلك .
الشاب يصرخ وهو يتحسس جسدة قائلا : انا لا أرها .
يتلاشي صوت الرجل المسن وهو يقول بكلمات متقطعة تبتعد مع ابتعاد صوت القطار :
لقد ولدت معك يا بني .
يجهر الشاب مع ابتعاد الصوت ، كأن الشاب يغرق مع رحيل القطار صارخا :
يا الهييييييي .
تمت
التعليقات