من ارشيف الكاتب الصحفي محمد زكي
قول الله تعالي في الآية 41 من سورة الروم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيالنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ..لقد عم الفساد واستشري وأصبح ينهش في الجسد المصري تجده في
كل مكان تزكم رائحته الأنوف .. كلنا نعاني من الفساد وتقريبا كلنا فاسدون .. علي رأس قائمة الفساد أضع الموظف الجالس علي كرسي ليقضي مصالح العباد وييسر عليهم إذ به هو المثبط والمحبط والمتكاسل عن أداء عمله فلقد أرسل وزير التربية والتعليم لمديرية التربية والتعليم بالدقهلية خطابا واضح لا لبس فيه بحصر المسجلين لديها الذين سبق لهم العمل بالتدريس في سنوات سابقه وفقا للقانون 155 لتعيينهم حلا لمشكلة معلمو الحصة المنقطعين والعجز الواضح في مدرسي الدقهلية بادرت المديرية بإرسال خطابات بهذا المعني الخميس الماضي إلي جميع الإدارات التعليمية بالدقهلية وهنا استشعر حوالي أربعة آلاف مواطن أن الدولة لأول مرة تستجيب لهم وتحقق أمانيهم وذهب كل إلي الإدارة التابع لها وكله بهجة وحماس وقد القي من علي كاهله حمل البطالة الثقيل والبغيض فالجميع لديه أسرته التي تنتظر هذا اليوم منذ سنين وهناك في الإدارات وخصوصا إدارة غرب المنصورة التعليمية استقبلهم الموظفين بالعبوس وعدم الاهتمام ومحاولة كسر الأمل وزرع الإحباط داخلهم فكل موظف لا يحمل سوي شهادة الدبلوم جلس وكأنه مفتي الشئون القانونية بالحكومة المصرية وفسر الخطاب علي هواه محاولا الحيلولة دون عودة هؤلاء إلي عملهم وكأنه سيصرف رواتبهم ان عملوا من جيبه الخاص وإصرارهم الغريب علي تسجيل من حصلوا علي تربوي فقط رغم ان المطلوب كما فعلت كل الإدارات تسجيل من حصل علي مؤهل عالي مناسب وبالطبع هؤلاء عندما يتم تعيينهم كمعلم مساعد يعطوا فرصه عامين للحصول علي المؤهل التربوي كل الإدارات تفهمت الأمر ماعدا إدارة غرب التي يعتبر مابها أنفسهم جهابذة فن الإدارة في مصر !! رأيت مواطنين في ريعان شبابهم وقد جلسوا أمام المديرية وقد كرهوا أنفسهم كما يقولون فكيف نطلب منهم ان يحبوا وطنهم إن السادة المسئولون يعاملونهم باستعلاء متناسين أنهم علي مكاتبهم من اجل هؤلاء ، حينما يشعر المصري بكرامته وان الدولة تحترم أدميته يكون الإنتاج واشد ما أخشاه الشعور باليأس في الإصلاح الذي تسلل إلي قلوب المصريين فأصبحت عبارة الزعيم سعد زغلول ” مفيش فايده ” علي السنة الناس في الشارع ووسائل المواصلات وحتى فيما بينهم وبالطبع هناك من يحاول زيادة إشعال المشاعر تجاه مؤسسات الدولة للصيد في الماء العكر وساعدهم علي ذلك الأداء المتردي لحكومة الدكتور الببلاوي التي استقالت بعد ان فشلت في عمل أي شيء يحفظ ماء الوجه لحكومة كنا نأمل منها الكثير حيث بشرنا بأنها مملؤة بالكفاءات وعلي رأسها خبير اقتصادي يستطيع ان ينتشلنا مما نحن فيه لكن ما حدث هو العكس حيث تردي الاقتصاد ورغم اتجاه الحكومة الأمني وتخصيص كل الجهود للنواحي الأمنية إلا أن العمليات الإرهابية طالت اعز شبابنا ولأنها حكومة لينه ومرتعشة فقد تجرأ عليها الخارجون علي القانون وصالوا وجالوا دون أن تقف لهم الدولة بحزم بل تلوح في الأفق عوده قويه للاحتجاجات الفئوية لان الدولة لم تفي بوعودها التي قطعتها علي نفسها لتحقيق المطالب الفئوية أيضا ضعف وزارة الخارجية في إيصال المعلومات الصحيحة عن ثورة 30 يونيو للخارج رغم العدد الهائل من السفارات في دول العالم وعدم الحسم في مشكلة سد النهضة الإثيوبي لذا سعد الشعب بنبأ استقالة الحكومة وربما يكون هذا هو الشيء الوحيد الجيد الذي فعلته حكومة الببلاوي
التعليقات