الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

موسى و الخضر

كتبت :- سميرة عبد المنعم
قال تعالى ( إذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى أبلغ مجمع البحرين) حدثنا ابى بن كعب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( أن موسى قام خطيبا فى بنى إسرائيل فسئل:اى الناس أعلم؟

قال:انا ،فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن لى عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك،قال موسى: يا رب و كيف لى به؟قال :تأخذ معك حوت فتجعله بمكتل،فحيثما فقدت الحوت فهو ثمه)أى علامه.
ففعل موسى ما أمره الله به و انطلق و معه فتاه يوشع بن نون عليه السلام، فلما إلتقى موسى بالخضر قال (هل أتبعك)و هذا تلطف من موسى و هو ما ينبغى من المتعلم للعالم فلم يقول له أن الله يأمرك أن تعلمنى.فرد الخضر ( و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)أى اعرف انك ستنكر على ما انت معذور فيه و لكنى اطلعت على مصلحته الباطنة،فشارطه الخضر (فلا تسألني عن شئ)أى فى البداية و قوله (حتى أحدث لك منه ذكرى )أى حتى ابدئك انا به.
يقول تعالى (حتى إذا ركبا فى السفينة خرقها)أى مشيا على ساحل البحر فمرت سفينه جديدة فكلموهم أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول تكريما له فخرقها،عند ذلك قال موسى (اخرقتها لتغرق اهلها) فذكره الخضر بما تقدم من الشرط فقال موسى (لا تؤاخذنى بما نسيت)،و لهذا جاء فى الحديث الشريف (كانت الأولى من موسى نسيانا).
و قوله تعالى (فانتلقا حتى إذا رأى غلاما فقتله)لم يكن فى الغلمان اوضأ منه فقتله فقال موسى (أقتلت نفسا ذكية) أى صغيره لم تعمل إثم،فذكره الخضر بما تقدم من الشرط،فقال موسى (أن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبنى)و هذه الثانيه لموسى فشارطه على نفسه، وأما الثالثه ففى قوله (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه)أى رده إلى حاله الاستقامة.
وأما عن تفسير ما أشكل أمره على موسى و أظهرالله للخضر حكمته الباطنة ففى قوله ( أما السفينة فكانت لمساكين)أى ليس لديهم ما ينتفعون به غيرها و كان أمامهم ملك ظالم فأراد أن يعيب السفينة ليتركهاالملك،و قوله (و أما الغلام فكان أبويه مؤمنين)و كان الغلام كافر فخاف أن يدفع ابواه حبهما له أن يتبعاه،و قوله (و أما الجدار فكان لغلمين يتيمين) كان تحته كنز لهما و قيل صحف فيها علم،و ذكر أن الكنز حفظ لهما بصلاح ابيهما ولم يذكر منهما صلاح.
و نلاحظ انه فى حاله السفينة قال (فاردت)و فى حاله الغلام قال (فاردنا)أما فى حاله الغلامين اليتيمين قال (فأراد ربك أن يبلغا اشدهما) لأن ذلك لا يقدر عليه إلا الله.
قال النبى صلى الله عليه وسلم عن موسى و الخضر (لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب).

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك