السبت - الموافق 07 سبتمبر 2024م

نحن و هم بقلم :- سميرة عبد المنعم

إن الإختلاف مع الآخرين،لا يجب أن يتحول إلى عداء،إنك لو جلست مع من إعتبرته لمجرد إختلافه معك فى الرأى عدو،ستجد أن بينكما قواسم مشتركة،و قد تكتشف أنه لم يكن هناك داعى لذلك العداء،ربما كلاكما على حق،نعم،فقد يكون للحقيقة أكثر من وجة.
إذا كان الخلاف،الذى تحول لعداء على أمر معين،فقد يكون كلاكما صواب،و لكن إصرار كلا منكم على إثبات أن الحق معه،و أن الآخر هو المخطأ،هو ما جعلكما لا تريان الحقيقة كاملة،فيحكم على صحة الرأى تبعا للظرف و المكان،الزمان،المكان، والموقف،فالرأى الذى إعتقدتم أنه خطأ،قد لا يكون خطأ بل هو فقط ليس مناسب لذلك الموقف،و سيكون هو الصواب فى ظرف آخر،و لكن عدم بحث المختلفين عن حلول و أرضية مشتركة لهم و تركيزهم على الصواب و الخطأ،هو ما يحول الخلاف إلى صراع،عداء وتفرق إلى أحزاب و جماعات،و تتضح الفرقة فى التعبير بألفاظ(نحن، هم)،تختفى الوحدة و الإتحاد.
إن الإختلاف هو الأمر الطبيعى،أما الحيادية الدائمة و الوقوف فى المنتصف دون وجهة نظر تعبر عنك هو الخطأ،رأيك يعبر عن وعيك،ثقافتك،خبرتك،بيئتك و تجاربك،أى إن رأيك هو أنت،و إختلافك عن غيرك هو الطبيعى،هو سنة الحياة.
يجب أن لا نفكر عند النقاش أى منا هو المخطأ،بل يجب التأكد من أن الأمر الواحد قد يكون له زوايا متعددة كلها صحيحة،فعندما أدخل ثلاثة من العميان إلى غرفة بها فيل،و وقف كلا منهم فى زاوية،يتحسس هذا الشئ ليصفه،قال أحدهم أن ما تحسسه هو شئ له قوائم يقف عليها،و قال آخر بل إن له خرطوم،و قال الآخير لا بل إن ما تحسسه له ذيل،و بدأ كلا منهم يتهم الآخر بالخطأ بل و الكذب،و إحتد النقاش و تحول إلى صراع،و الحقيقة كانت أنهم كلهم كانوا على حق،و لكن،كلا منهم كانت وجهة نظرة من زاويتة.
يجب أن تكون منصفا حتى فى خلافك،إترك لمخالفك حرية الرأى،إستمع له و إحترمه،تحلى بالهدوء و التسامح.،إقبل الإختلاف،و إبتعد عن ضيق الأفق و الدكتاتورية،فلا أحد منا مقدس،فكل أمر قابل للنقاش،و أى رأى قد يكون خطأ،و ربما من يخالفك فى الرأى فى أمر،يوافقك فى أمور.
و لا ننسى أبدا،أننا كلنا لنا قاسم مشترك،هو الإنسانية،فلا تستحقر و لا تستخف بأحد،لكن تواضع.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك