السبت - الموافق 12 يوليو 2025م

نصر أكتوبر الذي لا يعرفه أحد : الطيران المصري يقصف مقر القيادة العبرى بقلب اسرائيل

بقلم الكاتب الكبير / توحيـــد مجدي

عرض وتقديم / عمرو عبدالرحمن

أخطر جريمة ارتكبت في حق المصريين هي تغييبهم عن عظمة تاريخهم الحقيقي القديم والحديث.

 

تمت الجريمة أولا ؛ بأيدي يهود الماسون علماء المتحف البريطاني الذين زيفوا تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وزعموا أن عمرها 3000 سنة بدل الحقيقي وهو 28 ألف عام، حيث انتهت فعليا قبل حوالي 3000 سنة ، فجاء أحفاد الخزر اليهود والاستعمار الصهيو بريطاني ، وسرقوا علومنا الفائقة التطور .. كما كذبوا ووصفونا بأننا ” فراعنة !!” .. بينما نحن المصريون كنا سادة العالم بحضارتنا الوحيدة التي سبقت الحضارة الإسلامية برفع شعار ” العلم و الإيمان .. فحملت مصر جذور عقيدة التوحيد الإلهية الأولي علي أرضها، وانطلقت حضارتها التكنولوجية والنووية لتحلق لأفاق أبعد أضعاف مرات أي حضارة أخري في التاريخ .. وحتي الآن.

 

وتكررت الجريمة ؛ في عصرنا الحديث بأذرع العدو الإعلامية المعادية والتي تعمدت إطلاق خطة شاملة لتغييب وعي الشعب علي مدي العقود القليلة الماضية، وحتي الآن نشهد بصماتها القذرة في الفضائيات التابعة لبعض ” لصوص الأعمال “، بينما الإعلام الرسمي عاجز عن الصد أو الرد .. أو المنافسة محليا أو دوليا.

 

وهو المتوقع طبعا إذا تذكرنا أن من كان يقوده أحد عناصر خلية “اسقاط مصر” التي بدأت بخلية لافون الاسرائيلية .. وهو لازال علي قيد الحياة – مع الأسف – دون أن يحاسب علي جرائمه البشعة كعميل للعدو.

 

في السطور التالية نكتشف معا اثنين من أخطر أسرار مصر الحديثة، ما بعد الاستقلال من الاستعمار، وهي عن حرب السادس من أكتوبر التي لا يعرفها أحد ..

 

والتي نكتشف من خلالها – مثلا – أن مصر أقوي بكثير مما يتوقع أهلها ، وأخطر بكثير مما يتوقع أعداؤها .. واننا نخوض حربا كبري حتي في أكثر مراحل التاريخ سلمية .. لأنها ببساطة “حرب وجود” .. إما نحن . وإما هم (يمكن وصفهم بأنهم القوي الكبري التي دبرت مؤامرة سايكس / بيكو الأولي .. وهم بريطانيا – فرنسا – روسيا و يهود ) .. فقط خرجت روسيا “الإمبراطورية” من “المعادلة” عام 1914 ـ لتعود إليها مرة أخري بعد عقود في رداء “روسيا الاتحادية”.

 

وأن مصر المنتصرة في معارك أكتوبر 73 ، كانت قادرة علي المضي بعيدا وتحقيق المزيد، تؤيدها بشارة نبوية شريفة لشخصية قيادية كبري، لكنها لم تستطع تصديق إمكانية حدوث معجزة إلهية بحجم القدرة علي إبادة العدو الصهيوني .. وغلب عليها المنطق العقلي البحت والضعف الإنساني، فتوقفت عجلة الانتصارات عن الدوران – مؤقتا.

 

وأن “الجنرال المحنك” محمد حسني مبارك قائد الضربة الجوية ، يختلف تماما عنه كرئيس وبخاصة في سنواته الأخيرة، والفرق بين الاثنين كما بين السماء . والأرض !!

 

ولكن يبقي المجد دوما وأبدا لخير أجناد الأرض بجيش مصر الأبرار بإذن الله.

 

•               أول ضربة جوية لوزارة الدفاع الإسرائيلية في التاريخ نفذها – منفردا – طيار مقاتل مصري اثار الرعب في قلب العدو الصهيوني – الأميركي .. وهرع قادة جيش الخنازير إلي الملاجئ هربا من ضربة جوية ينفذها الطيار المصري البطل.

 

في الجزء الثاني من السلسلة نواصل كشف المزيد عن وثائق شعارها ” سري للغاية ” تسمح الأرشيفات الحكومية السرية للدول العظمى بالكشف عن صفحات حصرية منها بين المرحلة والأخرى.

 

بينما لايزال هناك حظر نشر شامل سارى حتى كتابة تلك السطور على فصول كاملة من تلك اليوميات تسكن صفحاتها أدراج ودهاليز طرقات ملفات الأرشيفات الرسمية للأجهزة السيادية السرية فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وروسيا الاتحادية .. وحتي فى ” إسرائيل ” حسب الصفحة رقم 451 من سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية.

 

وكلها تثبت أن حرب أكتوبر 1973 كانت معركة غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى الحديث، خططت لها عقليات عسكرية مصرية نابغة بدأتها بضربة جوية عملاقة انتهت بنصر شارك فى صنعه أبطال ورجال أسلحة القوات المسلحة المختلفة.

 

منها الخاصة بإحدي يوميات نصر أكتوبر ، وهي بتاريخ 6 أكتوبر 1973 ، عن الأرشيف الأمريكى والسوفييتى وسجلت بدقة وقائع معركة جوية مصرية – إسرائيلية .. فوق تل أبيب.

 

وبالتحديد فوق وزارة الدفاع العبرية القريبة من سواحل البحر المتوسط.

 

المثير أن وقائع تلك اليومية تطابق وثائق أرشيف ملفات الأمن القومى الفيدرالى الأمريكى والأرشيف الحكومى السوفيتى كما تظهر نفس البيانات فى كتاب الحرب الخاص بعمليات القوات الجوية الإسرائيلية فى أكتوبر 1973 .

 

كلها، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التطوير فى تقنية استخدام المتاح من السلاح الجوى مع الخطط التى رسمها اللواء / محمد حسنى السيد مبارك – قائد سلاح الجو المصرى وقتها تستحق التوقف عندها طويلً بالفحص والدرس.

 

الزمان الساعة 1.55 – بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 العظيم فى ذلك اليوم الباهر من تاريخ الشرق العربي حيث انطلقت فوهات مئات المدافع المصرية الثقيلة من مختلف الأعيرة تزأر فى تناغم غريب بترنيمة النصر.

 

دكت حصون الجيش الإسرائيلى المحتل للأراضى المصرية على طول المواجهة فوق خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وعندما توقف القصف عقب تحقيق كامل أهدافه بدأت عملية العبور العظيم.

 

اختلطت دموع النصر بالعرق والدماء وسط مشهد مصرى بطولى جرت أحداثه الحصرية فى السماء أمام سواحل مدينة تلأبيب الإسرائيلى التى مثلت وقتها عمق العمق بالنسبة للعدو الإسرائيلى.

 

يثبت نجاح إحدى طائرات القوات الجوية المصرية القاذفة فى اختراق المجال الجوى لمدينة تل أبيب وتهديدها مقر وزارة الدفاع والأركان الإسرائيلية بشكل مباشر أضاء جميع الأنوار الحمراء فى العالم ذلك اليوم المشهود.

 

طبقًا لتفاصيل يومية الحرب كلفت الطائرة المصرية صباح السادس من أكتوبر 1973 بمهمة شديدة الخطورة لم يعلن عنها نهائيًا حتي لحظة تنفيذها.

 

قرر القائدان “السادات ومبارك” فيها تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية غير مسبوقة هدفت إلى قصف مبانى وزارة الدفاع والقيادة والأركان وغرفة العمليات الإسرائيلية الرئيسية فى قلب مدينة تل أبيب ظهر ذلك اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 .

 

فى الواقع تعددت المهام والعمليات الجوية التى أسندها اللواء طيار مبارك قائد سلاح الجو المصرى إلى طائرات القوات الجوية المصرية متعددةالطرازات – معظمها روسية الصنع – بغرض قصف وتدمير الأهداف الإسرائيلية الأولية فى عمق سيناء تمهيدًا للعبور العظيم.

برزت بينها مهمة كلف فيها اللواء طيار مبارك قاذفة استراتيجية ثقيلة الوزن روسية الصنع من طراز – Tupolev TU16«توبوليف – » TU16 انطلقت ضمن أسراب النسق الجوى المصرى الثالث المسند إليه مهمة دك الحصون العسكرية الإسرائيلية الرئيسية فى عمق تجمعات العدو.

 

وبسبب الإشارة للأهمية المعروف أن القاذفة الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف – »TU16– التسمية توبولوف خطأ – طائرة ثنائية المحرك قامت بأول رحلة رسمية لها فى صباح 27 إبريل .1952 دخلت القاذفة الروسية الخدمة العسكرية لحساب س اح الجو السوفيتى بداية عام1954، واستمرت بعدها فى خدمة القوات الجوية السوفيتية حتى عام 1993 ، وقد تم تصنيع عدد 1509 طائرة من تلك القاذفة الروسية الاستراتيجية التى تعتبر أول قاذفة استراتيجية – لمهام القصف فى العمق تمت صناعتها بغرض حمل القنبلة النووية السوفيتية.

 

دخلت طائرات ذلك الطراز الخدمة لحساب القوات الجوية المصرية فى نهاية الخمسينيات، بينما خرج آخر جيل منها من الخدمة الرسمية لدى سلاح الجو المصرى عام 1993 .

 

أعود للوثائق الرسمية الأمريكية المصنفة تحت بند «منتهى السرية » حيث تكشف أن اللواء حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى نفذ مشروعات مصرية جوية سرية للغاية قبل أكتوبر 1973.

 

كشف عدد منها أثناء المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل ولايزال عدد آخر قيد الأسرار الممنوعة حتى يومنا هذا.

 

= الزمان: يوم من أعظم وأمجد أيام التاريخ المصرى الحديث.

= المكان: المجال الجوى فوق البحر المتوسط وسواحل إسرائيل قد بدأت فى الظهور بوضوح أمام الطيار قائد العملية.

وبينما أصبحت مدينة العريش فى ذيل القاذفة الاستراتيجية المصرية الثقيلة روسية الصنع من طراز «توبوليف – TU16 مثلت القاذفة الروسية الاستراتيجية الثقيلة «توبوليف – »TU16 الرعب بكل معانى الكلمة الفنية والتقنية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلى، وكان معنى ظهورها على الرادارات العبرية فى هذا اليوم بالذات أنها فى مهمة كارثية لقصف عمق الأراضى الإسرائيلية.

 

لكى نستوعب المشهد معًا فالقاذفة الروسية «توبوليف – »TU16 يتكون طاقمها من6 إلى 7 أفراد يبلغ طول أجنحتها 66 مترًا، بينما يبلغ طول القاذفة 34 مترًا حمولتها القصوى 79 ألف كيلو جرام. تبلغ السرعة القصوى للطائرة توبوليف المعروفة باسم«بادجر » ما يعادل 1050 كيلو مترًا فى الساعة ومداها النهائى 7200 كيلو متر فى العمق مع القدرة على الارتفاع لمستوى يقارب 42 ألفقدم فوق سطح البحر.

 

وكان معروفًا أن ذلك الطراز من القاذفات الاستراتيجية الروسية الصنع لديه قدرة حمل قنبلة غير تقليدية تزن 9 آلاف كيلو جرام.

كما لا يخفي على الخبراء العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين وقتها من الناحية الفنية إمكانية تزويد الطائرة الاستراتيجية بقنبلة نووية يصل وزنها إلى4800 كيلو جرام فى العمق.

أى أن سجلات حرب القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والسوفيتية لم تبالغ عندما سجلت أن ظهور القاذفة الاستراتيجية المصرية «توبوليف –  – TU16 أمام سواحل إسرائيل بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 كان بمثابة كارثة على “اسرائيل”.

 

الكارثة تجسدت فى كيفية هروب تلك القاذفة المصرية الاستراتيجية الثقيلة للغاية من جميع الرادارات الأمريكية والأحدث بالعالم يومها بين التى خدمت القوات الأرضية الإسرائيلية على طول خط المواجهة، وفى كل أرجاء شبه جزيرة سيناء.

 

الإجابة بسيطة: لقد شلت الخطة الهجومية التى وضعها اللواء حسنى مبارك قدرة الرادارات الأمريكية تمامًا بعد دقائق من بدء الضربة الجوية الأولى، بينما أكملت المقاتلات المصرية تدمير قدرات الرادارات الإسرائيلية ومنعتها من رصد هجوم النسقين الثانى والثالث المصري.

 

الدليل الرسمى على نجاح الهجوم الجوى المصرى يكمن فى هروب القاذفة المصرية الاستراتيجية روسية الصنع ثقيلة الوزن «توبوليف»TU16 – من الرادارات الأمريكية، وظهورها فجأة أمام السواحل الإسرائيلية فوق البحر المتوسط فى عمق الكيان الصهيوني.

 

كان الأمر عند التحقق من بيانات الرادار الإسرائيلى بالنسبة للقيادة السياسية العبرية يعنى أنها مسألة حياة أو موت لآلاف السكان فى قلب مدينة تل أبيب، ناهيك عن إمكانية الطائرة المصرية قصف أى هدف عسكرى أرضى إسرائيلى بقدرة تدميرية بالغة التأثير.

 

على الفور كان الجنرال «بينى بيليد » قائد لسلاح الجو الإسرائيلى الثامن في تاريخها ، أول من أبلغته غرفة الرصد الأرضية الإسرائيلية بحقيقة دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية المجال الجوى الإسرائيلى.

 

ولأن الأمر كان يتعدى صلاحيات بيليد العسكرية والسياسية فقد أبلغ فور علمه بالموضوع هيئة رئاسة الحكومة وقيادة أركان الدولة فى إسرائيل فوصل خبر القاذفة المصرية فى نفس اللحظة إلى كل من:«موشيه ديان » وزير الدفاع لإسرائيلى، كماوصل الخبر إلى «دافيد إليعازر » رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، فطلب وزير الدفاع موشيه ديان إعلان حالة الطوارئ داخل مدينة تلأبيب فى اليوم الأول لحرب أكتوبر 1973.

 

فانطلقت صفارات الإنذار لأول مرة فى تاريخ إسرائيل وانطلقت إجراءات الطوارئ معلنة عن ضربة جوية مصرية وشيكة على المدينة الساحلية التى هرع سكانها فورًا إلى المخابئ.

 

و طلب موشيه ديان من السيدة «جولدا مائير » – خامس رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل – إخلاء مكتبها الحكومى فورًا، والنزول إلى مخابئ الطوارئ حيث بدأت عملية الإخلاء فى هدوءورئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذهول غير مصدقة لما يحدث من حولها.

نفس الأمر أبلغه وزير الدفاع موشيه ديان إلى مقر إقامة «إفرايم قاتصير » الرئيس الرابع للكيان الصهيوني فتم تهريبه وأسرته فى دقائق.

تحولت كل الأهداف العسكرية والسياسية أو حتى المدنية داخل مدينة تلأبيب منذ لحظة رصد دخول القاذفة المصرية الاستراتيجية العملاقة الأجواء الإسرائيلية هدفًا محتملً.

 

وكانت هى المرة الأولى فى تاريخ ” إسرائيل ” منذ اندلاع الصراع العربى – الإسرائيلى ، تتمكن فيه طائرة مصرية استراتيجية هجومية من اختراق المجال الجوى لأكبر المدن العبرية من حيث عدد السكان والمبانى الحكومية الأهم وعلى رأسها مقر وزارة الدفاع فى قلب تل أبيب.

حتى «كينيث برنارد كاتينج » السفير الأمريكى الجديد يومها فى تلأبيب فقد أطبق عليه الوجوم دون استعداد مسبق فلم تبلغه أجهزة استخبارات بلاده أو تحذره قبلها لهذا الاحتمال، مما تركه مع طاقمه الدبلوماسى دون أى خطة لإجلاء أعضاء جاليته الدبلوماسية.

 

على ضوء معلومات الرادار الجوى المركزى فى تل أبيب اتخذت رئاسة هيئة الأركان العبرية قرارها بالإخلاء الفورى لجميع المواقع الحكومية الحساسة المواجهة لساحل البحر المتوسط، ومن بينها السفارات الأجنبية المتواجدة ضمن نطاق مبانى ومقار وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأمرت قيادة الجيش الإسرائيلى المسئولين عن السفارة الأمريكية الواقعة على بعد بلوكات قليلة من مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية الإخلاء العاجل خشية أن يتعرض مبنى السفارة الأمريكية نفسه للقصف.

 

قرر السفير الأمريكى قبل أن يترك مكتبه مهرولً فى اتجاه ملاجئ الطوارئ إبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية، لكن ضباط طاقم حراسته التابع لأمن السفارة الأمريكية رفضوا السماح له بالبقاء دقيقة واحدة أخرى داخل مكتبه بينما صفارات الإنذار تدوى بقوة فى كل أرجاء “إسرائيل”.

نجح السفير الأمريكى عقب إجلائه مع طاقمه إلى مخبئ الطوارئ داخل مبنى السفارة الأمريكية بتل أبيب المعد لتحمل حتى القصف النووى فى الاتصال عبر هاتف الطوارئ بوزير الخارجية الأمريكية الجديد وقتها «هنرى كيسنجر» وأخبره فى هلع أن القوات  الجوية المصرية فى طريقها لقصف عمق تل أبيب.

 

فى نفس التوقيت تقريبًا تلقى هاتف هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية اتصالات إسرائيلية وصلت لحد الاستغاثة الدبلوماسية الرسمية.

أبرزها جاء من نظيره «أبا إيبان » وزير الخارجية الإسرائيلى، كما تلقى الوزير الأمريكى اتصالين آخرين أولهما أجراه إسحاق رابين السفير الإسرائيلى المنتهية ولايته لدى واشنطن – يومها – الذى شغل مهام منصبه من عام 1968 وحتى عام 1973.

أما الاتصال الثانى فأجراه السفير الإسرائيلى الجديد فى واشنطن وقتها «سمحا دينيتس »، وقد طلب الجميع من كيسنجر سرعة التدخل والتصرف لإنقاذ “اسرائيل”.

 

لم يجد هنرى كيسنجر أمامه سوى إبلاغ الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون » طالبًا منه اتخاذ قرار عاجل لإنقاذ مدينة تلأبيب ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.

فأجرى نيكسون على الفور اتصال مع السكرتير العام للأمم المتحدة – وقتها – النمساوى الجنسية «كورت فالدهايم » .

فى الحديث طلب نيكسون من فالدهايم التدخل الفورى بثقل نفوذ منظمته لدى الرئيس المصرى محمد أنور السادات لإقناعه بالعدول عن منطق قصف مدن العمق الإسرائيلية حتى لا تضطر إسرائيل للرد بالمثل، وذلك بهدف إبعاد المدن المصرية والإسرائيلية وسكانهما عن خطر المعارك العسكرية ومجمل الصراع حماية للمدنيين فى الدولتين.

وافق «كورت فالدهايم » السكرتير العام للأمم المتحدة واتصل بالرئيس السادات لكنه لم يتمكن من الوصول إليه مباشرة بسبب تواجد الرئيس وقتها فى غرفة العمليات.

 

لكن عندما أحيط السادات علمًا بالاتصال طلب من معاونيه أن يبلغوا فالدهايم باسمه عبر الهاتف أن مصر تحترم الاتفاقيات الدولية، ولن تهدد حياة المدنيين فى إسرائيل مهما كلف الأمر.

 

المثير أن العملية النوعية للقاذفة المصرية التى خطط لها اللواء طيار محمد حسنى مبارك قائد سلاح الجو المصرى فوجئ السادات أنها أدت بشكل غير مباشر إلى تحقيق فكرة الردع العسكرية الشاملة، وقيدت إسرائيل بشكل نهائى طيلة فترة الحرب من التفكير الانتقامى ضد المدن المصرية.

 

فى ذات المسار السياسى اتصل الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بالعاصمة السوفيتية موسكو، وتحدث هاتفيا مع «ليونيد بريجينيف » الزعيم الروسى.

فى المكالمة حمل الرئيس الأمريكى ريتشاردنيكسون موسكو المسئولة عن نتائج مهمة القاذفة المصرية الاستراتيجية الروسية الصنع «توبوليف -»TU16 حال إسقاط حمولتها المدمرة فوق مدينة تل أبيب.

 

فرد عليه الزعيم الروسى بريجينيف ساخرًا أن روسيا عندما تبيع أسلحتها لأى دولة بالعالم لا تسلم تلك الدول قائمة بالأهداف المسموح بقصفها فى الحروب من عدمه، وأن مصر حرة فى اختيار أهدافها.

 

وأكد الزعيم الروسى فى رده على محدثه أن الاتحاد السوفيتى ليس طرفًا فى الحرب فعلت نبرة صوت الرئيس الأمريكى وتوتر الحديث بينهما بشكل غير مسبوق، لدرجة أن نيكسون هدد بتدخل القوات الجوية الأمريكية ضد الجيش المصرى لو تطلب الأمر.

 

مرت الثوانى والدقائق التالية داخل مقر قيادة القوات الجوية الإسرائيلية بتل أبيب كأنها ساعات، وأمر اللواء بينى بيليد قائد القوات الجوية العبرية لاعتراض القاذفة المصرية المقتربة بثبات من شواطئ تل أبيب.

 

وبالفعل .. القت الطائرة المصرية قنبلتها العملاقة التي تحملها .. لكن طائرات العدو دمرتها قبل سقوطها علي مبني وزارة الدفاع ، بينما هربت الطائرة المصرية وعادت الي مصر سالمة.

 

 

 

المصدر: المجموعة 73 مؤرخين.

 

نصر الله مصر.

 

الكاتب الكبير عمرو عبدالرحمن

الكاتب الكبير / توحيـــد مجدي

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك