السبت - الموافق 03 مايو 2025م

والقُرآنَ العَظيم !! بقلم :- أحمد العش

 

من عظمة الحرف القرآني السامق، ورفعة منطوقه الباسق، نضّارة معّانيه وفرّادة مغّازيه، وسلاسّة مقاصده ورَجّاحة طَرّائقه ، وروضَة فَيحَائه وبَهجَةَ إشرّاقَاته، حتى ليُخيل للسّامع من أول وهلة ، أنه ما سمع بياناً بمثل هذا البتة، وإن كان كافراً، ويمكُث بين ظهراني الكُفر ردحاً أو دهراً ..
نَمطٌ لا يقبل المُقّارعة، ونسقٌ لا تُدانيه المضّارعة، يُعجز الثّقَلين ويُفحمُ الدّهريين ، فلا أذنٌ سمعت ولا أنامل خَطَت، ولا خطر على قلب العالمين…
غشيت ومضته الوليد بن المغيرة وإن لم يُسلم، ونَصعّت حُجته فأفحَمت الغربي والأعجم…
قرآناً عربياً غير ذي عوج، لن يؤتى بسورة من مثله ولو اجتمع الشعراء والخُطباء وأولو الحجَج..
فيه البديع كله، وله الإجلال كله، الدنو منه دَواءٌ وسِقاءٌ وشِفَاء، واللغو فيه جِفَاءٌ وَعنَاءٌ وشَقاءُ …
إعجَازه في كَمَالِ بيَانه، وَجمَاله في جَلال تبيَانه…
فيه شطر حُسن البَلاغة وشطر حُسن الفصاحة، مُحكّمَات وَمُتَشّابهات فنعم دارُ المُقامة … رفيع الدرجات في ترتيل سنوده ومتونه وغاية مبتدأ ومنتهى آياته، منيعُ الشُبهات والهِنَات وإن طَالت أجزاءه وأحزابه..
بحره لا يُدرك ولو بريت أشجار الأقلام في الأرض نثراً وشعراً، ما بلغت يَم سورة واحدة حرفاً حرفاً..
يتزين به الأدباء فيخُطون أروع التناص، ويغرف منه الشعراء فينسجون القوافي والأوزان والاقتباس….
كأن في بريقه السجع والتورية والنَظَمِ والجنَاس، فلا مثنوية في فضله ولا إلتباس…..
يعلُو ولا يُعلى عليه، يسمُو ولا يخبو سناه…
يُرهص بنور الحق بالنص المنثور، ليُبهر الثقلين في الكون المنظور…
الرحيق المُغدِق والمُشِرق الذي لا يُرهَق ولا يُلحَق ….

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك