يقول تعالى (ويل للمطففين.الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون.و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم .يوم يقوم الناس لرب العالمين ).
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:لما قدم النبى المدينه كانوا من اخبث الناس كيلا فأنزل الله (ويل للمطففين )فحسنوا الكيل.
و المراد بالتطفيف البخس فى المكيال إما بالازدياد إذا اقتضوا من الناس و إما بالنقصان إن قضوهم،و قد أمر الله تعالى بالوفاء فى الكيل فقال تعالى (و أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير و أحسن تأويلا)،و قد أهلك الله قوم شعيب على ما كانوا يبخسون الناس فى الميزان،ثم قال تعالى متوعدا لهم (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون.ليوم عظيم)أى أما يخاف أولئك من البعث و القيام بين يدى الله فى يوم عظيم الهول من خسر فيه أدخل نارا حاميه.
وقوله تعالى(يوم يقوم الناس لرب العالمين )أى يقومون حفاه عراه فى موقف صعب ضيق ضنك على المجرم و يغشاهم من أمر الله ما تعجز القوى عنه،فعن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يوم يقوم الناس لرب العالمين لعظمه الرحمن عز وجل يوم القيامة حتى إن العرق ليلجم الرجال إلى أنصاف آذانهم)،و عن الأسود الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل او ميلين-قال-فتصهرهم الشمس فيكونون فى العرق كقدر أعمالهم)،و عن أبى هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبشير الغفاري:(كيف انت صانع فى يوم يقوم الناس فيه ثلاثمائة سنه لرب العالمين من أيام الدنيا لا يأتيهم فيه خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر)،و فى حديث أنهم يقضى بينهم فى مقدار عشره الآف سنه كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة مرفوعا (فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنه).
اعاذنا الله و إياكم من كرب يوم القيامة، فالحياة فانيه و الآخرة باقيه،فهل تستحق منا الفانيه أن نعذب فى الباقيه.
التعليقات