الجمعة - الموافق 07 فبراير 2025م

((يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ))

محمد زكى

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ)). قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}))..صحيح البخاري..

* شرح الحديث *
أي: تسجُد لربِّها حقيقةً، وهي أينما سجَدتْ سجَدتْ تحتَ العرش، تَستأذِنُ، أي: تَستأذِنُ ربَّها في الطُّلُوعِ مِن المَشرق ومعاودةِ سَيرِها مرَّةً أخرى، فيُؤذَنُ لها في ذلك، ويُوشِكُ أنْ تسجُدَ، أي: وسيأتي قريبًا الوقتُ الذي تسجُدُ وتَستأذنُ فيه في الطُّلوع من المشرِقِ فلا يُقبَلُ منها سجودُها، ولا يُؤذَنُ لها في الطُّلوع من المشرق، فتَطلُعُ مِن مَغربِها، وذلك من علامات السَّاعة، فذلك هو معنى قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.. أي: تتحرَّكُ وتَسيرُ في طريقها المحدَّدِ لها، ولا تزال تَجري في مسيرتها هذه حتَّى يَنتهيَ العالَمُ؛ {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .. أي: إنَّها إنَّما تتحرَّكُ حرَكتَها هذه بنِظامٍ دقيق مُحكَم، يدلُّ على وجودِ الله تعالى، وتَقديرِه وتدبيره لهذا العالَمِ تدبيرًا يَليق بعِلمِه وعزَّتِه وحِكمتِه سبحانه ..

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك