![محمد زكي](https://alfaraena.com/archive/images/mohamed-zaki.jpg)
لابد أن نعترف أننا في مأزق فلم يعد الخطاب الديني متماشيا مع العصر وأصبح الدعاة والخطباء شكلا ومضمونا يعيشون مغيبين في عالم آخر جامد لا حراك فيه يحفظون نصوصا ربما لا يفهمون معظمها يكررون ما يقولون ولا يطوعونه ليطبق علي الحاضر الذي نعيشه ونقاسى من عدم وجود رد علي بعض التساؤلات واختلاف علماء الدين فيما بينهم في رؤيتهم لأمور العصر فما بالنا بالإنسان العادي غير المتخصص في الدين والذي يسير حياته وفقا لأراء وفتاوى العلماء ، كنت منذ شهور قد حدثت احد الخطباء عن التجديد ومراعاة تطورات العصر فقال لي أن احضر له ورقه رسمية من وكيل وزارة الأوقاف التابع له المسجد الذي يعمل به بالموافقة علي ذلك وانه ملتزم بموضوعات الخطب التي يعرفها من خلال موقع الوزارة علي شبكة الانترنيت وانه لو جاء مفتش لمراقبة خطبته ووجده لا يلتزم بموضوع الخطبة سيجازي !! الأسبوع
الماضي علي سبيل المثال حضر خطيب آخر للمسجد وأثناء الخطبة سرد قصة يحكيها دائما خطيب المسجد الأساسي لكن المكان والزمان وبعض التفاصيل مختلفة وكلا القصتين تدعوان للتساؤل فهناك أشياء مبهمة وغير واضحة وتحتاج للتفسير فسألت الخطيب عن الاختلاف الواضح بين القصتين فقال إن ما قاله قصة أخري وعن بعض التساؤلات قال المفترض ألا نسأل ونأخذ المغزى منها وقال إننا عبدنا الله دون أن نراه كذلك يجب تصديق ما يقال ( رغم أن القصة حدثت بعد وفاة الرسول صلي الله علية وسلم ولم ترد لا في القران ولا في السنة ) وسألت نفسي كيف اخذ عظه وعبرة من موضوع يحتاج بعض الوضوح ، لابد من دعاه علي قدر كبير من الثقافة والمعرفة والفهم العميق لأمور الدين ، أصبح بعض المثقفين يتوغلون في المسائل الدينية الشائكة ويعتقدون أنهم افهم من علماء الدين لأنهم وجدوا تدني في فطنة وذكاء كثير من خريجي الأزهر ، إنها مياه راكدة تحتاج من يحركها فإذا ما ادعي البعض المعرفة وأراد أن يهيل التراب علي قامات وهامات من العلماء والأئمة الذين لولاهم لتعقدت أمور كثيرة في حياتنا وبدلا من أن يضيف رأيا سديدا ويوضح أمور مبهمة نجدة يريد إحراق كل الكتب القديمة ويشكك في ثوابت راسخة هنا تحركت المياه الراكدة لكنها للأسف تزكم الأنوف فالمسلم العادي الغير متعمق في الدين يستطيع أن يرد لكنه يعتقد أن رده ربما يمتزج بالعاطفة و ينتظر من علماؤه الذين يظهرون علي الفضائيات ليل نهار أن يدحضوا فكر المتطاول فإذا بهم أصوات خافتة رغم انه معتركهم الذي يجب أن يقاتلون فيه ببسالة بل هي فرصة لتوضيح ما كان يجب أن يوضح ، الناس تجلس وتنتظر والكلمة الآن بألف كلمة في وقت آخر للأسف صوت الحق ضعيف والصوت الآخر يكتسب كل يوم مريدين لأنه يتحدث بمنطق وبلغة العصر لجيل يستخدم قمة التكنولوجيا في تعاملاته اليومية أصبح يؤمن بالجدال والنقاش والوصول بالعقل لكل جزئية تشغل باله ، كلمة إلي أزهرنا الشريف ستنتهي الزوبعة لكن يبقي التجديد مطلب ملح حتى تستقيم الامور.
التعليقات