الخميس - الموافق 13 نوفمبر 2025م

ما بين الحرية والعدالة. . بقلم :- أحمد سعيد

لاشك أن الحرية و العدالة من أهم الدعائم الأساسية التى يرتكز عليها المجتمع-لكن – هيهات! هيهات!! فما نعايشه اليوم من تحزبات إجتماعية تبتعد كثيرا عن مسار الحرية و العدالة كما أنها تنتقص كثيرا من مبدأ الحيادية فى شموله ؛فالحيادية تعنى التجرد التام من كل العوامل

والمؤثرات التى قد تؤثر فى البحث ومن ثم الوصول للحقيقة ومن ثم إنفاذ العدالة بتطبيقها – لكن – فما يحدث اليوم على أرض الواقع يبتعد كثيرا عن موازين العدالة ولا يستقيم معها للأسف الشديد فما يحدث اليوم من تهويل وتخوين وتهوين عبر شاشات التلفزة هو أمر وللأسف الشديد يدعو للحسرة والتأسف وخاصة من أمر أولئك الذين مرضت عقولهم فأعيتهم أنفسهم فباتوا يزعمون لأنفسهم بأنهم آلهة للفهم والفكر وهم فى حقيقة الأمر لا يحملون سوى الضلال والإنحراف والإستخفاف والإستهانة بعقول الآخرين فكثيرا ما يخرج علينا الكثير من مقدمى البرامج الحوارية بأخبار يكاد لها السبق -ولكن-سرعان ما تذوب كما يذوب الملح فى الماء بعدما يتبين زيفها ويبقى المؤسف حقا أن نرى الإنحطاط والإسفاف يتصدر المشهد الإعلامي ناهيك عن ذلك يا عزيزي القارئ وصلات الردح والسباب التى أصبح المشاهد البسيط لا يسلم منها دون رقيب إعلامي ليس هذا فحسب وإنما من يتأمل المشهد الراهن يجد الكثير ممن غابت عنهم مهنيتهم بعدما فقدوا حياديتهم ناسين متناسين عظم ومكانة الرسالة الإعلامية التى أصبحت تحمل توجيها لتيارات بعينها ، كما ليس من العدل فى شئ أن نترك الحبل على غاربه لأمر أولئك الذين طاشت بهم أنفسهم بعدما أغوتهم أطماعهم أن يتخذوا من الإعلام وسيلة لردع وزجر من يخالفهم الرأى فالعدالة لا ترتضي لنفسها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء فكيف لنا أن نسمح بذلك ، ومايحزنني كثيرا ما أراه اليوم من أمر أولئك الذين إتخذوا من أنفسهم رسلا للتبشير والنذير بعواقب المستقبل الوخيمة وتصدرهم دائما المشهد الإعلامي بأنهم رسل ربي الذين جاءوا لهداية البشر وهم فى حقيقة الأمر قليل من المرتزقة يعملون وفق سياسات بعينها لا تهدف ولا تلبي مصالح العامة وكثيرا ما يتشدقون بأعينهم الساهرة على إيجاد حل للحياة وهم فى حقيقة الأمر يبحثون عن دور إعلامي منشود يبقهم تحت الأضواء الصاخبة ؛ فليس أكره إلى نفسي أن يشيح وجهي فى وجه من يتاجر بهموم والآلام البسطاء من العامة ومن اللافت للنظر تذرع هؤلاء بأنهم رسل ربي وهم فى حقيقة الأمر رسل الخراب والدمار والوعيد؛ لذا علينا واجب وأمانة أن نحذر هؤلاء والعمل على بترهم قبل أن ينشروا الطاعون فى المجتمع ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إصدار تشريعات منظمة لثقل الرسالة الإعلامية بما يضمن عدم التعرض للحياة الخاصة سواء من قريب أو من بعيد والعمل على الحد من الإساءة للآخرين فإن فى ذلك إحترام لسيادة القانون و لا يتعارض مع حرية الصحافة والإعلام ،ويبقى مابين الحرية والعدالة الإعلام.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك