محمد زكى
حماية البيئة وحقوق الإنسان
حقوق الإنسان
حقوق الإنسان هي مجموعة حقوق تنتمي لفرد أو مجموعة أفراد من البشر، ومما لا شكَّ فيه أن هذه الحقوق وُجِدت نتيجة ضعف الإنسان المتأصل، أو لأنها ضرورية لقيام مجتمع عادل خالي من الظلم، وأياً كان المبرر النظري فإنَّ حقوق الإنسان تُشير إلى سلسلة واسعة من القيم أو القدرات التي تحمي مصلحة الإنسان، وهي ذات طابع عالمي، حيث وُجِدَت منذ القِدَم، وطالبت بالمساواة بين البشر.
حقوق الإنسان وحماية البيئة
يبحث الإنسان العاقل في مجتمعة عن حقوقه، ويُحاول تحويل بيئته التي يعيش فيها بطرق لا تعد ولا تحصى، وبشكلٍ عام إنَّ البيئة الطبيعية والداخلية ضرورية لسلامة الإنسان، والتمتع بحقوقه الأساسية مثل حق البقاء على قيد الحياة، كما أنَّ القدرة على تغيير البيئة للأفضل أو للأسوأ لا يُعتبر تطوراً جديداً على الإطلاق، وإنما التطور هو البحث عن حقوق الإنسان بطرق تحمي البيئة، ولا تُلحق الضرر بها. بالإضافة إلى ذلك يجب العبث في الطبيعة بطرق تتجنب حدوث تلف فيها، ومحاولة تلاشي الأخطار التي تنتج عن التكنولوجيا، لأن الناس لا يعلموا عواقب النشاطات على البيئة، حيث يُوجد العديد من الأنشطة التي تؤثر بشكلٍ سلبي على البيئة رغم ارتباطها بالعلم والتكنولوجيا، مما يؤدي ذلك إلى إزالة الغابات، وانتشار ظاهرة التصحر، وتلوث الهواء والمياه والأرض، وإلحاق الضرر بالنباتات والحيوانات، والموارد غير المتجددة في الأرض.
وظائف وكالة حماية البيئة
أنشئت وكالة حماية البيئة ” EPA ” بموجب قانون حماية البيئة الذي صدر عام 1997م، وبشكلٍ عام تتضمن هيئة حماية البيئة الوظائف الإدارية التالية: حماية البيئة. منع تدهور البيئة والضرر الذي يُصيب الإنسان. مطالبة الأشخاص بالمشاركة في نشاطات تُحسِّن البيئة بشكلٍ تدريجي. تسهيل تنفيذ التدابير والقوانين الوطنية المتعلقة بحماية البيئة. توفير الرقابة البيئية، والإبلاغ عن المخالفات التي تُهدد البيئة. مراعاة صحة الإنسان والبيئة في الأراضي الملوثة. معالجة الأراضي التي تُعاني من التلوث، وتشكل خطر على صحة الإنسان.
كيف نحافظ على البيئة
البيئة
لقد شهدت العصور الحديثة تقدُّماً علمياً هائلاً في جميع المجالات أدّت لأساليب عيشٍ تمتاز بالمرونة والرفاهية، وإلى جانب هذه الإيجابيات فقد جلبت معها أيضاً العديد من المخاطر التي تؤثّر على حياة الكائنات الحية والإنسان، فقد أدّى التطور الصناعي إلى تراكم النفايات الصناعية والغازات السامة والمواد الكيميائية الناتجة عن هذه الصناعات الضخمة، وبالتالي فإنّ ذلك يُسبّب خللاً واضحاً في التسلسل البيئي الذي بدوره يودي بحياة الكائنات الحية والإنسان إلى التّهلُكة.
‘طرق الحفاظ على البيئة
إنّ المحافظة على البيئة إحدى أهم الأهداف التي تطمح حكومات الدول لتحقيقها، ولتجنُّب بيئة مليئة بالمخلفات والفضلات، هنالك بعض الطرق الممكن اتّبعاها، ومن هذه الطرق ما يلي:[٣] تجنُّب حرق القمامة؛ لأنّ الدخان والغازات الناتجة تؤثّر بشكل كبير على الغلاف الجوي والهواء. تجنُّب رمي المخلفات في أماكن عشوائية، بل يجب وضعها في المكان المخصص لذلك. تجنُّب استخدام الغاز البترولي والتعويض عنه ببدائل صديقة للبيئة كالفحم. تجنُّب تشغيل الأجهزة الكهربائية غير المستخدمة؛ لما لذلك دور في توفير الطاقة. إعادة التدوير؛ حيثُ أصبحت هذه الصناعة منتشرة حالياً في جميع البلدان، وهي من أفضل الوسائل لاستغلال المُخلّفات وإعادة صنعها مرة أخرى.
مفاهيم بيئية
البيئة: هي الوسط الذي يُحيط بالإنسان والكائنات الحية والجمادات؛ إذ إنّ للإنسان دوراً كبيراً في هذه البيئة، فهو يُؤثّر ويتأثر بما حوله سواء أكان ذلك بشكل إيجابي أو سلبي، وتحتوي البيئة على عناصر مهمة لا يمكن الاستغناء عنها، فهي أساسيات ضرورية للحياة، فمثلاً التربة هي إحدى أهم عناصر البيئة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبها تحيا النباتات وتنمو؛ وذلك لاحتوائها على الماء والأملاح المهمة لحياة النباتات، كذلك الهواء، فمنه يُستمَدّ غاز الأكسجين لتنفس الإنسان والحيوان، وغاز ثاني أكسيد الكربون للنباتات، وغيرها من الغازات كالنيتروجين وغيرها، أما الماء فهو أساس كل شيء؛ حيث لا استمرارية للحياة من غير وجوده، وكل هذه العناصر وغيرها تتحرّك مع بعضها لتُشكّل توازن بيئي. النظام البيئي: هو عبارة عن تفاعل دوري بين جميع الكائنات الحية (الإنسان، الحيوانات، النباتات، الجمادات) لتُشكّل نظاماً متوازناً بين جميع العناصر.
مكونات النظام البيئي
إنّ للنظام البيئي مجموعة من العناصر التي ترتبط فيما بينها بشكل مُتسلسِل لتشكل النظام البيئي، ومن بعض هذه العناصر المُكوّنة للنظام البيئي ما يلي: العناصر غير الحية: وهي الهواء والضوء والحرارة والتربة والمعادن. العناصر المُنتِجَة: وهي النباتات؛ حيثُ إنّها تبني غذاءها بشكل ذاتي، فهي تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الهواء، والماء من التربة، والضوء من أشعة الشمس؛ لتصنع بهذه المكونات غذاءها الذي يساعدها في النمو. العناصر المستهلكة: وهي الكائنات التي لا تبني غذاءها بنفسها، بل إنّها تستهلك الغذاء باعتمادها على غيرها، كآكلات الأعشاب التي تتغذى على النباتات والأعشاب مثل المواشي، وآكلات اللحوم التي يُعتبَر غذاءها الرئيسي اللحوم كالحيوانات المفترسة، والكائنات الحية التي تأكل كلا النوعين (اللحوم والأعشاب) مثل الإنسان. المُحلِّلات: وهي الكائنات الحية القادرة على التّأقلم بأي بيئة حتى لو كانت تخلو من الأكسجين؛ حيثُ تستمدّ غذاءها من التحلُّل الذي يحدث للكائنات الحية بعد موتها، مثل البكتيريا والفطريات.
التلوث
هو إحداث خلل واضطرابات ضخمة في التوازن الموجود بين عناصر النظام البيئي، ونتيجة لهذه التغيرات الهائلة والسلبية، فقد تعجز العناصر البيئية من تغطية هذا الخلل لأنّه يفوق مدى طاقتها على تحمل التغيرات؛ ممّا يؤثر بشكل سلبي على حياة الإنسان والكائنات الحية، فهو من أشد المخاطر التي تؤثّر على المدى البعيد، كما وأنّ للإنسان دوراً كبيراً في إحداث هذا الخلل، فتصرّفاته غير العقلانية مع البيئة قد يُفقِدها توازنها، ومن بعض الأساليب الخاطئة للإنسان: الرعي الجائر، وقطع الأشجار، وتجفيف البحيرات، وغيرها من التصرفات السلبية التي ثؤثّر في النظام البيئي.
أسباب ازدياد مشكلة التلوث البيئي
إنّ اختلال التوازن البيئي وملوثات البيئة في ازدياد، وذلك يعود لعدة عوامل وأسباب، منها ما يلي:[٢][١] الكثافة السكانية الهائلة، وبالأخص في الدول النامية وغير المنتجة؛ ممّا يؤدّي إلى حدوث خلل بين بين أعداد السكان والموارد الطبيعية غير القادرة على تلبية احتياجاتهم. التطور الصناعي الذي أدّى بدوره لاستخدام طاقات هائلة تستنزف البيئة، كما أدت إلى إنتاج مواد صعبة التركيب لا تتحلّل ببساطة. الكوارث التي تُسبّبها ناقلات النفط سواء أكان ذلك بتسرب النفط الذي يؤدي إلى قتل الكائنات البحرية، أو بالأشعة الضارة التي تخترق الغلاف الجوي وتؤثّر عليه بشكل سلبي. المبيدات الكيميائية والأسمدة غير الطبيعية (الكيميائية)؛ حيثُ تُستخدَم لتحسين الإنتاجية الزراعية، لكن في حال استُخدِمَت بكميات تفوق الحد الطبيعي وبشكل غير صحيح، فإنّ ذلك يؤدي إلى إتلاف المزورعات. عدم التخلُّص من المُخلّفات الصناعية بشكل صحيح ومدروس؛ ممّا يؤدي إلى زيادة مشكلة التلوث بشكل مُضاعَف.
دور مؤسسات المجتمع في الحفاظ على البيئة
لقد أصبحت قضية التلوث البيئي أمراً يؤرّق العالم بأكمله؛ لما لها من تبعات على المدى القريب والبعيد، لذلك؛ على جميع المؤسسات التكاتف للحد من هذا التلوث وتوعية الناس لمدى خطورة هذا الأمر، وفي ما يلي دور بعض هذه المؤسسات: دور مراكز الأبحاث: يجب أن يكون لهذه المراكز دور مهم في تقديم الأبحاث التي تصب في صالح البيئة، ويكون ذلك بوضع طرق بديلة عن المواد الضارة بالبيئة بمواد أخرى تكون صديقة للبيئة. دور الهيئات الإعلامية: ويكمن دور الإعلام في توعية الناس لمضار التلوث البيئي وخطورته على الصحة، وعرض برامج توعوية يعي من خلالها الناس كيفية التعامل مع البيئة بشكل صحيح، وكيفية التخلص من المخلفات وإعادة تدويرها. دور المؤسسات التعلمية: بما فيها المدارس والجامعات والكليات؛ حيثُ يُترجَم دورها بمواد تُدرّس عن مفهوم البيئة وكيفية المحافظة عليها، وغيرها من الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تزيد من وعيهم ومسؤوليتهم اتجاه البيئة. دور الجهات الإدارية: وهو دور كافة المؤسسات الإدارية بما فيها الحكومات؛ وذلك بوضع قوانين صارمة ونظام مراقبة لطبيعة المواد الكيميائية المُستخدَمة في الصناعات، كما هو الحال في الدّول المتقدمة التي تُشرّع قوانين بمنع استعمال المواد الكيميائية السامة التي تؤثّر سلباً على الإنسان والكائنات الحية.
التعليقات