الخميس - الموافق 06 فبراير 2025م

محمد زكي يكتب :- أنصاف مواهب

عقول مصرية حائرة مملؤة بالأفكار والابتكارات والاختراعات رغم أنها نمت في مجتمع لا يشجع علي البحث العلمي ولا يهتم بالكفاءات ولا يرعي المواهب بل يوصلها إلي حالة من اليأس والإحباط وهناك من يحاربها ليس هذا كلام مرسل دون سند بل

حقيقة دامغة نعايشها كلنا وأراها أمامي كل يوم ليس فقط في أبنائي بل أيضا من خلال معايشتي لواقع مرير وقربي من العملية التعليمية إنها المدرسة التي تتخلي عن دورها بواسطة بعض معدومي الضمير الذين يعتبرون أن المدرسة عزبة ورثوها أو ابتاعوها ليتحكموا في مصائر تلاميذ يمتلكون من المواهب ما يكفي لوضع مصر في مكانها الحقيقي بين سائر الأمم لكنها النفوس الدنيئة التي لا تريد النجاح لأحد إنهم يهتمون بأبنائهم وربما أقاربهم ، في مدارس كثيرة اعرفها رواد الفصول والأمناء والتلاميذ المثاليين والأوائل والمتحكمين في كل شيء هم أبناء المدرسين  للأسف معظمهم أنصاف مواهب أما الدرر الكامنة في عقول الآخرين والمواهب الساطعة يتم محاربتها والعمل علي وأدها بدافع من الغيرة والحنق الشديد والرغبة في إعلاء الأبناء علي جثث الحيدة والنزاهة وتنجلي الحقيقة حينما ينتقل التلميذ الخارق الذي يعمل ولي أمرة بالمدرسة ويحظي بمجاملة سائر المدرسين ويحصل علي الدرجات النهائية حتى ولو اخطأ وتم عقابه علي الخطأ في الامتحان من ولي أمرة أمام الجميع بالمدرسة لأنه اخذ الامتحان قبلها بأيام وحفظه ومع ذلك يخطئ !! نعم يحصل أبناء المدرسين علي الامتحان وإجاباته في المنزل وان حصل علي درجة اقل وعوقب وأعلنت الدرجة تسمع مكبرات الصوت أخر العام تعلن أنه الأول وحصل علي الدرجة الكاملة 100% ويكرم في المدرسة والإدارة والمساجد وعندما ينتقل إلي مرحلة دراسية اعلي ويترك عزبة الوالد إلي مدرسة أخري  تدرك أنه بدون حظوة الوالد أو الوالدة وخيانة الأمانة من قبل الزملاء حتى نصف الموهبة التي كانت تلازمه ضاعت وفنت مع التدليل والاعتماد علي الآخرين والحصول علي المغانم دون عمل أو جهد لذا زرعت قيم سلبية بداخلة وأصبح لا يستطيع التصرف بعيدا عن مساعدة الآخرين فتقهقر بين زملائه وهو الذي كان ملئ السمع والإبصار في عزبة  أهلة المسماة مجازا بالمدرسة علي الجانب الآخر لم يعد التلاميذ ميالين لإبراز تفوقهم أو مواهبهم في ظل مناخ لا يساعدهم ولا يرعاهم ويقول الإنسان الذي بداخلهم إن الكل يتساوي وفي النهاية مهما أبدعوا فالاختيار والاهتمام سينصب علي أبناء المدرسين وأصحاب النفوذ وحينما ينتقلوا لمرحلة أخري يكون الطموح قد خمد والنشاط قد تحول إلي كسل وان شاهدوا ذلك الذي كان رائدهم وأولهم قد ترنح في المرحلة الأعلى لم يمدوا له يد العون ويعتريهم شعور بالشماتة وهو الذي أضاع عليهم فرص إبراز مواهبهم وتفوقهم وان استمرت الموهبة مع احدهم وتخرج وقد التهم أكوام الكتب الدراسية التهاما وعاش وسط تلال المذكرات وأدمن رائحة الحبر وحصل علي الليسانس أو البكالوريوس ووجد وقتا ليتفرغ لاكتشاف آو اختراع اختمر في رأسه احتاج لمساندة الدولة وهو لا يعلم أنها من المثبطات فينبري له احد الموظفين الكارهين للعلم الراسخين في مجال تطفيش العقول وإحباط الشباب لينال الشاب حظا وافرا  من العبوس والتقليل من العزم وعدم الاهتمام فيهرب إلي اليأس والإحباط لكن هناك دول تعاني من نقص المواهب والكفاءات تستنشق كل النوابغ تود لو تحتضنهم وتمد لهم يد العون ليرفعوا علمها عاليا في المحافل الدولية ويساعدهم علي الارتقاء الي مكانه عالية بين الأمم هكذا تفعل قطر منذ سنوات وهكذا فعلتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع احد شباب المخترعين من محافظة الدقهلية والذي نجا من براثن الإحباط وهاهم باعة الوهم يهاجمونه وهم نائمين لا يريدون من يوقظهم لتظل مصر تنعم فقط بأنصاف المواهب !!.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك