** وصلت أخبار الاتفاقات والرسائل التي أرسلت للحسين إلى الخليفة الأموي الجديد يزيد ، الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير ، بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد الدولة الأموية ، وقام الخليفة يزيد بتنصيب وال آخر كان أكثر قسوة ، اسمه عبيد الله بن زياد ، قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين : الأول سحب دعمهم للحسين ،، والثاني انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ، ليبيدهم عن بكرة أبيهم .. وكان تهديد الوالي الجديد فعالا ، فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث الحسين مسلم بن عقيل شيئا فشيئا ، لينتهى الأمر بقتل ابن عقيل ..
** بعد أن رأى الحسين تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه ، كما تخلوا من قبل عن مناصرة ابن عمه مسلم بن عقيل ، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين حين ذكرهم بها ..
** استمر الحسين وقواته بالمسير ، إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف ، واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده عمر بن سعد بن أبي وقاص ، ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم ..
** حينما وصل الحسين رضي الله عنه إلى أرض كربلاء ، جرى بينه وبين قائد جيش عبيد الله بن زياد عمر بن سعد كلام ، حيث عرض الحسين على عمر بن سعد ثلاثة أمور : إمّا أن يترك الحسين يعود إلى مكة المكرمة مع أهله، وإمّا أنْ يدعَه يذهب إلى يزيد بن معاوية في الشام فيضع يده مع يده ويرضى حكمه فيه ، أو يدعه يذهب لجهاد الترك حتى يستشهد ، وقد نقل عمرو الرسالة إلى عبيد الله بن زياد الذي أوشك على قبول دعوة الحسين ، لولا تدخّل رجل اسمه شمر بن ذي الجوشن أحد قواد جيشه ، ونهيه عبيد الله عن قبول تلك الدعوة حتى ينزل الحسين على حكمه ، وقد أبى الحسين النزول على حكم عبيد الله ..
فأرسل ابن زياد لعمر بن سعد برفضه ..
** ومع رفض الحسين للتسليم ، بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه الذين لا يزيدون عن 73 رجلا بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ، ثم اشتد القتال ، ودارت رحى الحرب ، وغطى الغبار أرجاء الميدان في أرض كربلاء ، واستمر القتال ساعة من النهار ، ولما انجلى غبار المعركة ، كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين الذين كانوا يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر ، واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة .. حرق جيش يزيد خيام أصحاب الحسين ، فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ، وفيهم : ولده علي الأكبر ، أخوته عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، ابن أخته زينب ،عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل ، عبد الله بن عقيل ،، جلّهم من آل البيت .. رحمهم الله ورضي عنهم ..
التعليقات