الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

الدكرورى يكتب عن ترجمان القرآن “الجزء التاسع عشر “

ونكمل الجزء العشرون مع ترجمان القرآن، وقد رُوي عن ابن عباس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، في المنام في اليوم الذي قتل فيه الحسين، فقال ” رأيت النبى صلى الله عليه وسلم، فى المنام بنصف النهار أشعث أغبر، معه قاروره فيها دم يلتقطه، أو يتتبع فيها شيئا، قلت يا رسول الله، ما هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم، دم الحسين، وأصحابه لم أزل اتتبعه منذ اليوم ” وبوفاة يزيد بن معاوية سنة أربعه وستين من الهجره، دعا عبد الله بن الزبير إلى نفسه بالخلافة، فبيايعه أهل الحجاز إلا ابن عمر وابن الحنفية، وابن عباس، وقد اعتزل ابن عباس ومحمد بن الحنفية الناس، فدعاهما ابن الزبير ليبايعاه فأبيا عليه، وقال كل منهما “لا نبايعك ولا نخالفك”
فهمّ بهما، فبعثا أبا الطفيل عامر بن واثلة فاستنجد لهما من العراق من شيعتهما، ويقول ابن كثير الدمشقي ” فقدم أربعة آلاف فكبروا بمكة تكبيرة واحدة، وهموا بابن الزبير فهرب فتعلق بأستار الكعبة، وقال أنا عائذ بالله، فكفوهم عنه، ثم مالوا إلى ابن عباس وابن الحنفية وقد حمل ابن الزبير حول دورهم الحطب ليحرقهم، فخرجوا بهما حتى نزلوا الطائف، وأقام ابن عباس سنتين لم يبايع أحدا، ومن حينها سكن ابن عباس الطائف وأقام بها، وكان من أقوال ابن عباس رضى الله عنهما قال “إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل الله أكبر، الله أكبر من خلقه جميعا، الله أعز مما أخاف وأحذر، وكان له أقوال كثيرة في الحكمة والنصيحة منها.
أنه قال “خذ الحكمة ممن سمعت، فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم فتكون كالرميّة خرجت من غير رام ” وقد أصاب ابن عباس العمى في آخر عمره، وكان يقول ” إن يأخذ الله من عينى نورهما، ففى لسانى وقلبى منهما، نور قلب ذكى، وعقل غر، ذى دخل، وفى فمى صارم كالسيف مأثور ” وقد توفي ابن عباس بالطائف وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وقد قيل أنه لمَّا وضعوه ليدخلوه في قبره، وقد جاء طائر أبيض لم يُرى مثل خلقته، فدخل في أكفانه، والتف بها حتى دفن معه، وقال عفان بن مسلم الصفار، وكانوا يرون علمه وعمله، فلما وضع في اللحد تلا تال لا يعرف من هو، وفي رواية، أنهم سمعوا من قبره قول الله عز وجل.
“يا أيتها النفس المطمئنه، ارجعى إلى ربك راضية مرضيه، فادخلى فى عبادى، وادخلى جنتى” ويعتقد أهل الطائف أن قبر ابن عباس يقع أمام مقبرة الشهداء بجوار مسجد عبد الله بن عباس بالطائف، في الجهة المُقابلة لمُصلى النساء حاليا، وبجواره قبر محمد بن الحنفية، وكان إبن عباس عن أسرته، قيل أنه لا يُذكر من أسماء زوجات ابن عباس إلا ثلاث زوجات، وهن حبيبة بنت الزبير بن العوام، وهي أم أكبر أبنائه العباس، وشميلة بنت أبي حناءة بن أبي أزيهر، وكانت زوجة مجاشع بن مسعود السلمي، وقد تزوجها بعد مقتل مجاشع في موقعة الجمل، وزهرة بنت مشرح، وهي أم ابنه الأصغر علي بن عبد الله بن عباس، وأما أولاده، فقد ولد ابن عباس، ابنه العباس، وهو أكبر أبنائه.
وبه يُكنى، ولا عقب له، وأمه حبيبة بنت الزبير بن العوام، وابنه الفضل، لا عقب له، وولده محمد، لا عقب له، وولده عبيد الله، وذكره ابن حزم الأندلسي باسم عبد الرحمن، لا عقب له، وولده علي، أصغر أبنائه، وهو أبو الخلفاء العباسيين، وهو الوحيد الذي أعقب من أبناء ابن عباس، ولد سنة أربعين من الهجره، وتوفي سنة مائه وسبعة عشر، وكانت أمه زهرة بنت مشرح، ومن البنات لبانة، وأسماء، ولقد كان ابن عباس رضي الله عنهما أحرص الناس على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان الصحابة رضوان الله عليهم.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك