حقيقة بداءنا نهتم بتراثنا مع بزوغ فجر حركة اليقظة – هذا بعد اهمال طال امده – اى تزامن مع اواخر القرن التاسع عشر حيث ادرك روادها اعنى اليقظة ان ارتباط اليقظة مع مستجدات الغرب وحده يسلبها حقا عنصر الاصالة الذى يعتبر حقيقة سنام السلامة والصحة لها فى حين ادركوا بذات الوقت مقدار حاجتنا الى روافد من المدنية الحديثة فى الغرب حتى يتمكن تيار اليقظة من مسايرة روح العصر
والثابت ان حركة احياء التراث لم تنفك ولم تنفصل عن حركة اليقظة القومية وهذه النقطة جعلت بعض رواد حركة اليقظة موضع شك واتهام من قبل رواد الاصالة وارباب الفكر الاسلامى وانا حقيقة مع هذا المنحى وهذا الاتجاه على اعتبار ان هناك كان تفريط بجليل القيم بل وبمحاربة الدين بكل ما حوى – راءى اعتقده – بل كانت عنصرا جوهريا فى برنامجها وموقعا من مواقع النضال التى تقاسمها الرواد فيما بينهم
ايها السادة ان استقراء الماضى فى تاريخنا فى كل المجالات باهتمام شديد يعطينا تجاربه ويصل ما انقطع من مسيرتنا الحضارية شرط ان لا نتخطى المعتقد السائد والثابت فى نفوسنا كامة لها تاريخ وحضارة بكل منابعها واذكر على سبيل المثال لا الحصر حركة تحرير المراءة – التى قادها قاسم امين – التى دون ادنى شك قفزت فوق كافة حواجز المعتقد وهذا يعيه كا منعم للنظر والشواهد كثيرة لا يتسع المجال لسردها
على كل الاحوال هناك كثر ممن نهلوا من روافد المدنية الحديثة فى الغرب ولكن حافظوا على اصالتهم وارثهم التاريخى والحضارى وجميعنا مع هذا التيار الذى اعتقد انه خدم تراثنا ولم يكن مع الغرب يوما عليه
والواقع ومن تاريخ اليقظة نرى ان مهمة البحث عن جذور اصالتنا واحياء تراثنا نهض بها مجددون وعصريون ممن اتصلوا بالغرب الحديث ونهلوا من موارد ثقافته فى حين ان الامسيون لم يحملوا هذه التكاليف ونحن بدورنا نشكر منهم من حافظ على ارثنا ولم يتجاوزه باى صورة وتحت اى مسمى
وانا حقيقة لا ارى تعارض بين الاخذ من مناهل المدنية الحديثة بشرط احتفاظنا بهويتنا وخصوصيتنا فنتاج المدنية هو ملك للجميع ويجب الافادة منه بكل منجزاته
فهويتنا بوعائها الواسع كنت وما زلت وسابقى باذنه تعالى ادعو الى المحافظة عليها فامة بلا تاريخ حقيقة هى امة بلا حضارة كيف لا وحضارتنا هى منطلق كافة المدنيات – ولا اقول حضارات – الحديثة واعنى الحضارة بكافة ابوابها التى لا تخفى على احد – ملاحظة هذه المدنيات وجدت الاساس التى بنت عليه فبنائها لم ياتى من فراغ تذكروا ذلك جيدا
ومن اؤلئك الرواد نذكر الكواكبى فقد اصدر ام القرى التى تعد المنبر الهام للدعوة الى الاستقلال الفكرى والاصالة الاسلامية العربية وايضا الشيخ البشير الابراهيمى واصل نضاله بقلمه فى معركة التحرير الجزائرية وهو كان مقيما انذاك فى ارض الكنانة – مصر – واعتبر ان صراع التحرير ضد المستعمر موصول لا محالة بالماضى العتيد للامة وهو الماضى الاسلامى المشرق المشرف الذى تعرض لذرائع الاستلاب
ومن اؤلئك الرواد ايضا علال الفاسى الذى كان يقيم ايضا فى مصر والتى كانت حقيقة ساحة نضاله وهو المشهود له بانه زود حركة استقلال المغرب بعناصر من الفكر الاصيل وكان حقيقة بيته دارا لصفوة من الشباب المغاربة الذين كانوا طلابا فى مصر فى ذلك الحين وكان يرعاهم ويوجههم ويعدهم لمعركة الاصالة والمحافظة على ارثنا
ولا ننسى ايضا احمد زكى الذى بذل الغالى والنفيس فى رحلاته الى اوروبا باحثا عن كنوز تراثنا – المنهوب – وبالتالى اسس مكتبة قيمة جدا التى فيما بعد وهبها لدار الكتب المصرية على كل الاحوال اؤلئك الرواد كثر سقنا بعض الامثلة للتدليل على ما ندعى
والى ج 2
#***********************************************
التعليقات