كتب :- محمد زكي
سلطنة عُمان من أوائل الدول التي وضعت ركائز اجتماعية سليمة جنبتها سمة العنف والإرهاب. وفى هذا الإطار لم يأت حصول سلطنة عمان على درجة “صفر” في سُلم المؤشر العالمي
للإرهاب، وهي الدرجة التي تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية، من فراغ أو بمحض الصدفة وإنما جاء ترجمة لجهود عُمانية في مجال بناء السلم الاجتماعي ووضع الأسس الراسخة لفكر وقيم التسامح والتعايش ليس بين المواطنين وحسب، وإنما تطبيق هذا الفكر على مستوى السياسة الخارجية وفي علاقات سلطنة عُمان مع كافة دول العالم.حيث تضمن التقرير الذي أصدره معهد “الاقتصاد والسلام” مؤخرًا في مؤشره الدولي الثالث للإرهاب لعام 2015، حصول السلطنة على درجة “صفر”. وأرجع التقرير الدولي هذه الدرجة إلى الجهود التي بذلتها سلطنة عُمان في التنظيم الدقيق في كل ما له علاقة بالتطرف والتعصب الطائفي، وأنها وقعت على الاتفاقية الدولية لمنع تمويل الإرهاب في العام 2011 وأوجدت نظاماً لمكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في العام 2002 بموجب مرسوم سلطاني.وأشار التقرير إلى أن هذه الآليات جنبت سلطنة عمان وقوع أي عمل من أعمال الإرهاب من خلال سياستها التي تعمل على تشجيع التسامح على الصعيدين المحلي والعالمي، مؤكدًا أن العُمانيين “يركزون على بناء أمتهم بعيدًا عن الدمار والنزاعات”، وأنه لا يوجد عُماني واحد انضم إلى تنظيم “داعش”، ويرجع ذلك إلى وعي المواطنين العُمانيين وجهود الحكومة في مكافحة فكر التطرف. حيث ارتكز الوعي المستنير لدى المواطنين في سلطنة عُمان على أسس راسخة من خلال قدرة النظام السياسي بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان على وضع ركائز وأسس وبناء مجتمع خال من العنف والإرهاب منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتي الآن وعلى مدار أربعة عقود وست سنوات. حيث أسفرت هذه السياسة العُمانية في بناء مجتمع خال من العنف والإرهاب عن تحقيق مجموعة من النجاحات على المستوى العربي والدولي من أبرزها: أولاً: كشف التقرير السنوي لمؤشر التنافسية العالمي لعام 2015 -2016 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في سويسرا، عن ترتيب الدول العربية والعالمية في مجالات التطور وتعزيز الكفاءات الاقتصادية حيث حصلت سلطنة عُمان على المرتبة السادسة عربيًا والـ 62 عالميًا. كما حصلت السلطنة على المركز الثاني عربياً في مؤشر السعادة العالمي لعام 2015 الذي تضمنه التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم 2015 والذي أصدرته شبكة حلول التطوير المستدامة التابعة للأمم المتحدة «SDSN» واستند التصنيف على عوامل متعددة مثل الحصة الحقيقية لكل فرد من إجمالي الناتج المحلي ومعدلات الفساد والحريات والرعاية الصحية وغيرها وشمل التصنيف 158 دولة. بالاضافه الى حصول السلطنة عالمياً على المركز السابع في جودة الحياة بحسب قاعدة البيانات الدولية الإلكترونية “نمبيو” كما ورد في تقرير موسع نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية. من خلال معايير عدة منها معيار جودة الحياة الذي يقوم على نظافة البيئة والأمن والسلامة والقوة الشرائية لدى السكان وغيره من المعايير. كما حلت السلطنة ايضا في المرتبة الخامسة عربيا والـ69 عالميا في مؤشر الابتكار العالمي 2015، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية وجامعة كورنيل بالتعاون مع منظمة الانسياد، حيث يرتب أداء 141 بلدا اقتصاديا في أرجاء العالم، وذلك استنادا إلى 79 مؤشرا.
و صنفت ضمن مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة العام الماضي وجاء ترتيبها في المركز 56 بين 187 دولة أما في دليل التنمية البشرية 2014. بالاضافه الى انها حصلت على المرتبة الاولى عالميا في معدل سرعة التنمية البشرية وعلى المرتبة الأولى عالمياً أيضاً في ارتباط التنمية البشرية بعناصر غير العائدات النفطية وذلك وفق تقرير سابق للتنمية البشرية صادر عن الامم المتحدة والذي صنف 135 دولة على مستوى العالم.وإجمالاً يمكن القول أن قيم التسامح والتواصل الحضاري والحوار والاحترام والتعاون الإيجابي باتت من الركائز الأساسية التي تقوم عليها العلاقات العُمانية الخارجية على مر العصور وإيماناً من القيادة السياسية العُمانية بالحوار كوسيلة فعّالة وأحد آليات التواصل الحضاري بين شعوب العالم والإيمان المطلق بأن الاختلاف سنة كونية والتقارب ضرورة إنسانية، والاعتزاز بتاريخ السلطنة وثقافاتها ولغتها وتراثها ووعيها بمسؤولياتها كعضو في المجتمع الدولي من خلال تقديم المساعدة في إيجاد تفاهم متبادل بين الثقافات بما يعود بدوره على نشر ثقافة السلام و التعاون بين الأمم، أنشأ السلطان قابوس الكراسي الأكاديمية العلمية بهدف تشجيع الوصول الى مجتمع عالمي معاصر، يعيش في سلام ويوجهه التفاهم المشترك والتسامح وأيضا تقديم وجهات نظر معاصرة حول كيف يمكن للصوت العربي ان يسمع بصورة أفضل لصالح انسجام عالمي أوسع في ظل العولمة
التعليقات