كتب :- محمد زكي
في سنوات سابقة ضمت سلطنة عمان أجمل المباني على المستوى العربي ، وصنفت مسقط كأجمل مدينة عربية، وذلك من جانب منظمة المدن العربية، والآن فان السلطنة، ممثلة في مسقط، حظيت بالمرتبة الأولى عربيا باعتبارها أقل المدن العربية تلوثا لعام 2016، والمؤكد أن ذلك لم يأت صدفة، ولكنه جاء نتيجة جهد وعمل دءوب ومتواصل من جانب السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وبمشاركة واعية ومتواصلة من جانب المواطن العماني أيضا.
وإذا كان هذا التصنيف الذي يصدره موقع “نومبيو دوت كوم ” الإلكتروني الذي تأسس عام 2009 في صربيا، قد ضم في مؤشر هذا العام 211 مدينة حول العالم، واعتمد أيضا على معايير محددة في عملية التصنيف، شملت جوانب ومجالات التلوث المختلفة، بما في ذلك التلوث السمعي، وعدم الرضا عن المساحات الخضراء والحدائق، والمناظر غير الحضارية، وغيرها من عوامل التقييم، فان هذه المرتبة المتقدمة، الأولى عربيا والسادسة آسيويا، والتاسعة والستين عالميا من حيث قلة التلوث، هي في الواقع ثمرة طيبة لجهود متعددة ومتكاملة أيضا، على صعيد التخطيط وتنسيق المدن، والعناية بالحد من مختلف مصادر التلوث، وغيرها التي تقوم بها بلدية مسقط بشكل دائم ومتواصل.
من جانب آخر فان جهود سلطنه عمان على صعيد العناية بالبيئة أسهمت بالتأكيد في الوصول إلى هذه المرتبة المتقدمة، والباعثة على الاعتزاز. فمن المعروف أن الاهتمام بالبيئة العمانية قد بدأ مبكرا، وهو اهتمام متواصل على امتداد السنوات الماضية وحتى الآن، حيث إن أول وزارة للبيئة في المنطقة العربية أنشئت في السلطنة منذ سنوات طويلة ، وتقوم وزارة البيئة والشؤون المناخية بدور كبير في العناية بكل ما يتصل بالحفاظ على البيئة والحد من التلوث، بما في ذلك الحد من الضوضاء والتلوث السمعي، بل إن العناية العمانية بالبيئة امتدت إلى المستويات والمنظمات الخليجية والإقليمية والدولية إيمانا من جلالة السلطان المعظم بأهمية الحفاظ على البيئة والحد من التلوث بالنسبة لحياة الإنسان، وليس مصادفة أن تكون أول جائزة عالمية لصون البيئة هي جائزة السلطان قابوس التي تمنحها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة كل عامين، وذلك منذ عام 1989، وهي تمنح لأفضل الأعمال في مجال صون البيئة على المستوى الدولي .
وإذا كانت السلطنة قد حظيت بهذه المرتبة الرفيعة، فان الحفاظ عليها ، وتحسين الترتيب على المستوى العالمي يتطلب ليس فقط استمرار الجهود المبذولة من السلطنه، ولكنه يتطلب أيضا تعاون المواطنين والمقيمين، من أجل الحد من التلوث بكل أنواعه، والحفاظ على نظافة وجمال مسقط وكل مدينة عمانية، لتكون السلطنة في ارفع المراتب دوما.
التعليقات