الجمعة - الموافق 04 يوليو 2025م

مصطفى شردى .. قاهر الفساد ونصير المظلومين بقلم : وجدى زين الدين

مرت أمس الذكرى السابعة والعشرون على رحيل فارس الكلمة والمدافع عن المظلومين ونصير الديمقراطية المرحوم الأستاذ والأب مصطفى شردى

أول رئيس  تحرير لصحيفة «الوفد» طيب الله ثراه وأدخله فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء.. لقد رحل الفارس وكان من قدرى أن أكون آخر من يجرى معه حديثاً على سريره فى المستشفى.. لقد أراد القدر أن أستمع إلى آخر كلماته قبل أن يلقى ربه، ولم يدر بخلدى أبداً ساعتها أنه سيكون اللقاء الأخير الذى يجمعنى به وكنت ساعتها بصحبة الراحل الكريم سعيد عبدالخالق رئيس تحرير الوفد السابق، رحمه الله برحمته الواسعة.

كان مصطفى شردى الأب والأستاذ يتحدث ويبتسم ويداعب ويسأل عن الصحيفة التى تعلق فؤاده بها لدرجة الجنون، ولا يمكن أبداً أن أنسى كلماته الرنانة ساعة صعود الروح إلى بارئها وهو يردد مصر مصر وكررها كثيراً، ولأننى وقتها لم أشهد أحداً تخرج روحه الى بارئها، أصابنى الذهول الشديد وكانت صدمة أخرى عندما تلعثم الراحل سعيد عبدالخالق وفقد النطق تماماً لأنه أدرك أن شردى يودع الحياة.

ولما أدركت أن المنية فارقت «شردى» أسرعت إلى التليفون وتحدثت مع الأستاذ عباس الطرابيلى رئيس تحرير الوفد السابق أطال الله فى عمره، ولما أبلغته بخبر الوفاة أغلق الهاتف فى وجهى ثلاث مرات، ولإصرارى الشديد استمع إلىَّ وبعدها أصبت بحالة انهيار وكل ما أذكره أن الجماهير العريضة احتشدت أمام المستشفى على الكورنيش.

إننى أعتز وأفتخر أننى تتلمذت على يد الراحل الكريم مصطفى شردى الذى مازلت حتى هذه اللحظة أنهل من علمه وإصراره الشديد على اقتحام الصعاب مهما كانت، ولا أنسى له أبداً أننى تعلمت على يديه فنون المهنة بالإضافة إلى الصبر الجميل على الملمات والأزمات الطاحنة.. إن مصطفى شردى الذى رحل فى 30 يونية عام 1989 باقٍ بيننا فى مدرسة الوفد الصحفية بمبادئه التى غرسها فى قلوبنا وعقولنا ما دامت الحياة تدب فينا وباقٍ بقلمه الذى ينبض حتى آخر دقات قلبه المشحون بالآلام والأوجاع

. إن الكلمات مهما كانت بليغة أو فصيحة لن توفى هذا المعلم حقه، فأنت من دافع بالكلمة عن حرية مصر وكرامة الأمة وعن حقوق المظلومين وأنين وصرخات المكبلين بالقيود والأغلال.. إن مصطفى شردى باقٍ فى نفوسنا فهو أول من اقتحم عروش الفساد بالبلاد وجاهر بصوته ضد هؤلاء الخونة الذين مصوا دماء الفقراء والمطحونين.

يرحمك الله يا أغلى الناس عندى فقد كنت فى منزلة أبى الذى يحنو علىَّ ويعلمنى فى كل وقت.. وعزائى إلى السيدة الفاضلة ثريا شردى ـ أطال الله فى عمرها وأمدها بالصحة والعافية، كما أقدم عزائى إلى الأصدقاء محمد وإبراهيم وأيمن أبناء أعظم الرجال يرحمه الله برحمته الواسعة.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك