الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

المؤلم المضحك بقلم :- سميرة عبد المنعم

لكل منا ما يضايقه،و يكون ذلك بالنسبه إليه مؤلم،و لكن الذى يضايقه قد يكون الامنيه التى يتمناها غيره،و هنا يكون ذلك المؤلم المضحك،فالغاضب من عمله غيره لا يجد عمل و المتضايق من زوجته غيره يتمنى أن يتزوج،و الأكثر من ذلك حياتنا هذه هى أمل من مات يريد أن يرجع ليعمل صالحا ( فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون).


و يوضح لنا القرآن الكريم تلك الحاله فى سوره القيامه يقول تعالى (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) قال السلف هو الذى يعجل الذنوب و يسوف التوبه و يقول ابن عباس:هو الكافر يكذب بيوم الحساب و هذا الأظهر لهذا قال بعدها (يسئل أيان يوم القيامه) أى متى يكون? وسؤاله استبعاد لوقوع و تكذيب للقيامه.
و قوله تعالى (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) أى إذا عاين الإنسان أهوال القيامه، حينئذ يقول هل من ملجأ؟ فيجيب تعالى (كلا لا وزر) أى ليس لكم مكان تعتصمون فيه،و لهذا قال( إلى ربك يومئذ المستقر) أى إليه سبحانه المصير.
و قوله تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيره.ولو ألقى معاذيره) أى هو عالم بما فعل ولو اعتذر وأنكر،يقول ابن عباس:اى جوارحه تشهد عليه و قوله (كلا بل تحبون العاجله.و تذرون الآخره)أى ما يحملهم على التكذيب بالقيامه و مخالفه ما أنزل الله أنهم همتهم الدنيا و لاهون عن الآخره.
(و التفت الساق بالساق)أى التفت عليه الدنيا و الآخرة فآخر يوم من الدنيا أول يوم من الآخره ويقول ابن عباس: ماتت رجلاه فلم تحملاه،و قوله جل وعلا (فلا صدق ولا صلى.ولكن كذب وتولى)إخبار عن الكافرالذى كان فى الدنيا مكذب للحق بقلبه،متولى عن العمل بقالبه، (ثم ذهب إلى أهله يتمطى)أى بطرا.و قال تعالى (أولى لك فأولى)هذا تهديد و وعيد من الله للكافر المتبختر فى مشيه اى لا يحق لك أن تمشى هكذا و قد كفرت بخالقك،و قوله (أيحسب الإنسان أن يترك سدى)أى ليس يترك فى الدنيا لا يؤمر ولا ينهى ولا يترك فى قبره لا يبعث و المقصود إثبات المعاد،و لهذا قال تعالى مستدلا على الإعاده بالبداءه (ألم يك نطفه من منى يمنى) أى أما كان الإنسان نطفه ضعيفه.
و يختم الله السوره بقوله (أليس ذلك بقادر على أن يحى الموتى) أى الذى أنشأ الخلق السوى من النطفة الضعيفه قادر على أن يعيده.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك