يقول تعالى مخبرا عن صفات المؤمنين المحموده (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)أى فزعت قلوبهم و خافت ففعلوا أوامر الله وتركوا زواجره (و على ربهم يتوكلون)أى لا يرجون غيره و لا يقصدون إلا إياه لأنهم يعلمون أنه ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن.
ثم نبه تعالى على أعمال المؤمنين كما أخبر عن اعتقادهم،و هذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها فيقول تعالى(و أقاموا الصلاة و أنفقوا مما رزقناهم)أى يقيمون الصلاة محافظين على مواقيتها و حدودها و هى أكبر أركان الإسلام،و هى حق الخالق،و الإنفاق مما رزقهم الله على الذين يجب عليهم الإنفاق من زوجاتهم و قرابات و فقراء و مساكين،و ذلك حق المخلوقين (سرا و علانيه)أى فى السر و الجهر لم يمنعهم حال من الأحوال أناء الليل و أطراف النهار.
و يقول تعالى عنهم ايضا(يجاهدون فى سبيل الله و لا يخافون لومه لائم)أى لا يردهم راد عما هم فيه من طاعة الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر (و يطيعون الله و رسوله )فيما أمر و ترك ما عنه زجر.
(و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل)من صله الأرحام و الإحسان إليهم و إلى الفقراء و المحاويج و بذل المعروف.
(و الذين صبروا إبتغاء وجه الله) أى عن المحارم و المآثم ففطموا أنفسهم عنها لله عز وجل.
(و يدرؤون بالحسنه السيئة)أى يدفعون القبيح بالحسن،فإذا آذاهم أحد قابلوه بالجميل صبرا و صفحا.
و فيما يخص تعاملهم مع بعضهم يقول تعالى (أذله على المؤمنين أعزه على الكافرين )أى أن يكون احدهم متواضعا لأخيه متعزز على عدوه.
(و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض )أى يتناصرون و يتعاضدون كما جاء فى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)و شبك بين أصابعه .
التعليقات