خلقنا الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم و لم يتركنا بل نزل إلينا القرآن الكريم تبيانا لكل شئ،و من أبرز الجوانب التى أعتنى بها هى الأمثال يقول تعالى (و لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) فإن المثل يقرب المعنى إلى الأذهان لأنه يصور لها المراد بصورة المحسوس فيثبت بها،و يجذب الانتباه و هو يؤثر أكثر من الكلام المجرد.
و يعتبر المثل فى القرآن نموذج نفهم من خلاله كيف نتعامل يقول تعالى (و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون)و المقصود بالعالمون الأتقياء الأنقياء،كما نقيس على الأمثال كل ما شابهها على مر الزمان.
و ضرب القرآن الأمثال و ليس المقصود أدواتها و إنما غايتها فضرب الله المثل بالذبابه(إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها)و قد أثبت العلم الحديث أن فوق البعوضه تعيش حشره غايه في الصغر لا ترى بالعين المجردة،و قال تعالى ممثلا لمن اتخذ من دونه أولياء (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ).
و هناك التمثيل الرمزى و هو ما جاء على لسان الطيور و الحيوانات و هى رموز لحقائق علويه كقوله تعالى (قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان و جنوده)و اكتشف العلم الحديث لماذا قال تعالى ليحطمنكم و لم يقل ليفعصنكم بما انها حشره و ذلك لأن جسد النمله زجاجى لذلك فهو يتحطم.
و قوله تعالى (من كل مثل) لأن الأمثال أقسام، فمنها الصريح الظاهر و عددها اربعون منها قوله تعالى (ضرب الله مثلا كلمه طيبه كشجرة طيبه)و منها الكامن و يكون حكمه حكم الأمثال.
و من أنواع الأمثال التمثيل القصصي الذي يبين لنا أحوال الأولين لنأخذ العبره من قصصهم كقوله تعالى (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و أمرأة لوط) و يوجد أيضا التمثيل الطبيعى.
كل شئ موجود في القرآن و كأن الله يقول لنا ها هو طريق الهداية ظاهر فلم يبق لكم حجه،ليغرى النفوس بالخير و يمنعها الشر.
التعليقات