يتجاوز عدد المصابين بمرض البول السكري 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ، وفي عام 2014 كان معدل الانتشار العالمي لمرض السكر يقدر بنحو 9% بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر وتُشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أنه سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030 ، تحتل مصر المركز التاسع على مستوى العالم تسبقها دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين و دولة الكويت وسلطنة عمان.
يعتبر مرض البول السكري مرض مزمن وقد يكون وراثي يتميز بإرتفاع غير طبيعي في مستوى الجلوكوز بالدم وإفراز كمية الجلوكوز الزائد في البول. الخلل الرئيسي يكمن في قلة إفراز أو نقص الأنسولين مما يؤدي إلى عدم تمثيل الكربوهيدرات (جلوكوز) بطريقة طبيعية .
يُفرز هرمون الأنسولين بواسطة خلايا البنكرياس بيتا (جزر لنجرهانز) ، ويتحكم الأنسولين في تمثيل الجلوكوز بالجسم عن طريق نقل الجلوكوز من خارج الخلية إلى داخل الخلية وذلك في الخلايا الدهنية وخلايا العضلات. وقد دلت الأبحاث الحديثة إلى أن الأفراد المصابين بالبول السكري إما يعانون من عدم إفراز الأنسولين في أجسامهم أو عدم كفاية الهرمون المُفرز بواسطة خلايا البنكرياس ، الوراثة قد تكون السبب في حدوث المرض وخاصة في العائلات التي لها تاريخ في الإصابة بالبول السكري وتعتبر السمنة من أهم أسباب الإصابة بالمرض أيضاً، يمكن إكتشاف الإصابة بالمرض عن طريق الكشف الدوري حتى يمكن إكتشافه منذ البداية ومحاولة علاجه حتى يمكن تجنب المضاعفات ، يتراوح مستوى الجلوكوز الطبيعي في الدم بعد الصيام مابين 70 إلى 100 ملجم /100مل دم ، إذا ارتفع مستوى الجلوكوز في الدم عن 120 ملجم / 100 مل دم فهذا يشير إلى الإصابة بالبول السكري.
وهناك أنواع لمرض البول السكري النوع الأول هو البول السكري المعتمد على الأنسولين والأنسولين في هذه الحالة ضروري حتى يبقى الشخص حياً ويحدث هذا النوع عادة في فترة الطفولة والشباب ، البنكرياس عند هؤلاء المرضى يفرز قليل من الأنسولين أو قد لا يفرز أنسوليناً نهائياً لذلك فهم يعتمدون على الأنسولين الخارجي لمنع حدوث تكوين الأحماض الكيتونية وإرتفاع نسبتها في الدم التي تؤدي إلى الغيبوبة وإذا لم تُعالج قد تؤدي للوفاة وقد يحدث رد فعل الأنسولين في صورة إنخفاض في مستوى الجلوكوز بالدم نتيجة لزيادة كمية الأنسولين بالدم إما عن طريق الخطأ في تحديد الجرعة أو عدم تنظيم مواعيد تناول الطعام أو حذف وجبة غذائية كاملة ويحدث نتيجة لذلك صداع ، زغللة ، رعشة خفيفة مما قد يؤدي إلى فقد الوعي والغيبوبة لذا يلزم في هذه الحالة إعطاء المريض محلول جلوكوز أو قطعة سكر ومن أهم أعراض هذ النوع كثرة التبول وكثرة العطش وكثرة الأكل وفقد الوزن.
النوع الثاني يسمى البول السكري الغير معتمد على الأنسولين ولا يُعد الأنسولين مطلوباً للإبقاء على الحياة وحوالي 90% من مرضى البول السكري مصابون بهذا النوع وفي معظم الحالات يمكن التحكم في المرض عن طريق تنظيم الغذاء والأدوية المتعاطاه بالفم. ومن أهم أعراضه كثرة التبول والشعور بالعطش وظهور جلوكوز بالبول وزيادة السكر بالدم.
سكر الحمل قد يحدث أثناء الحمل ومعظم المصابات به من الحوامل يكن بدينات ويعود مستوى الجلوكوز في الدم إلى مستوياته الطبيعية بعد الحمل.
يُمكن السيطرة على مرض البول السكر بإتباع نظام غذائي سليم وصحي وممارسة قسط كافي من الرياضة لما لها من دور كبير في تحسن مقدرة الجسم على استعمال الجلوكوز وتقلل من الإحتياجات من الأنسولين وكذلك المحافظة على وزن الجسم أقل من الوزن المثالي بقليل.
إحتياجات مريض البول السكري من الطاقة هي نفس إحتياجات الشخص الطبيعي ، يحتاج مريض البول السكري الكربوهيدرات من 40% إلى 50% من السعرات الكلية يومياً ويُفضل أن تكون من الكربوهيدرات المعقدة كالحبوب والخضراوات الجذرية و البذور الجافة والبقول أكثر من السكريات البسيطة وتُحدد كمية البروتينات يومياً بحوالي 15% إلى 20% من السعرات الكلية كاللحوم والطيور والبيض والجبن منخفضة الدهن ويجب أن تحتوي كل وجبة على جميع العناصر الغذائية وذلك بتناول الخضراوات والفواكه التي تمد الجسم بإحتياجاته من الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف وتناول كميات قليلة جداً من الدهون والزيوت والأطعمة السكرية.
(د. داليا محمد طلعت عبد الخالق )
مدرس التغذية وعلوم الأطعمة بكلية التربية النوعية جامعة الفيوم
التعليقات