الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

ظاهرة الزلازل كارثة طبيعية أم عقابية !!!

كتبت: هند درويش

شهدت مصر خلال شهر يناير الجارى ثلاث زلازل على التوالى حيث وقع الأول فى 5 يناير، والثانى يوم السبت الماضى، والثالث مساء أمس الإثنين الماضى قوته 4.1 ريختر بالقرب من مدينة العاشر من رمضان.

أمرنا الله سبحنه وتعالى بالتفكر في أحوال الامم السابقة لاخذ العبرة والعظة، كي لا نفعل كما فعلوا فيحل علينا عقاب الله “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” (يوسف:111). أرسل الله تعالى نبيه شعيب عليه السلام إلى قوم مدين حيث أشتهروا بالتّلاعب بالأوزان يغشون في الوزن والمكيال، فدعهم إلي عبادة الله وحده لا شريك له و ترك عبادة شجرة الأيكة وأن يتقوا الله في الميزان و لا يبخسوا الناس في بضاعتهم،وألا يفسدوا في الأرض وكان يحذرهم من عذاب الله تعالى لكن دون جدوى، فوقع عليهم عقاب الله {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} (سورة الأعراف:91)

أخذتهم رجفة، أي: رجفت بهم أرضهم، وزلزلت زلزالاً شديداً أزهقت أرواحهم من أجسادهم، وصيرت حيوانات أرضهم كجمادها، وأصبحت جثثهم جاثية؛ لا أرواح فيها، ولا حركات بها.

والزلازل تخويفا وعظة من الله لعبادة. وظهورها وعيد من الله لأهل الأرض قال تعالى: ” وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ” ( الإسراء:59).

الأعاصير والزلازل والكوارث كلها آية من آيات الله ، بل جنود من جنود الله يرسلها على من يشاء ، ويصرفها عن من يشاء ” وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ”
قال ابن القيم ( ومن تأثير المعاصي في الأرض مايحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها ).

وتبديل النعم شيء ملاحظ بشدة في وقتنا الحالي حيث تداول خبر بالأمس عن ظهور حالات من الحمى القلاعية بالمنوفية، وظهور بؤرة إيجابية لمرض انفلونزا الطيور”H5N1″ بالمنوفية.

صدق الله العظيم : ” ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ( الأنفال:53)
تفسير الطنطاوى: واقتضت حكمته ألا يبدل نعمه بنقم والمنح بالمحن إلا بسبب ارتكاب الذنوب، واجتراح السيئات، فإذا لم يتلق الناس نعمه- عز وجل- بالشكر والطاعة، وقابلوها بالنكران والعصيان، بدل نعمتهم بنقم جزاء وفاقا.

فهذه الهزات الأرضية انذار من الله لنا لنتقي عقابه ونتوب إليه قبل أن يحل علينا غضبه. فالدنيا دار عمل بلا حساب، والآخرة دار جزاء بلا عمل، فهل نحن مستعدون للقاء الله ؟

قال تعالى: ” يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ” ( آل عمران: 30).

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك