اهتم الإسلام بالبر و هو التوسع فى فعل الخيرات حتى أصبح الإسلام يعرف بدين البر،و جعل بر الوالدين أعظم البر فجعله أعظم الأعمال بعد الصلاه المكتوبه،سأل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم:أى العمل أحب إلى الله؟قال:الصلاه على وقتها.قال:ثم أى؟قال:ثم بر الوالدين.قال:ثم أى؟قال:الجهاد فى سبيل الله.
و ذلك لعظم دور الوالدين فى حياه الأبناء، فهما من رافقوهم و هم صغارا ضعافا محتاجين حتى صاروا كبارا لهم مكانتهم و دورهم فى المجتمع،و من الطبيعى أن يشكر الإنسان من قدم له يد المساعده،لذلك فالوالدين أحق الناس بذلك،لكثره ما قدما من تفانى من أجل أبنائهم دون إنتظار مقابل،بل و إن سعادتهما فى عطاء أبنائهم و إيثارهم على أنفسهم و أن يشاهدوهم فى أعظم مكانه.
و من حرص الإسلام على بر الوالدين،قرن عباده الله سبحانه و تعالى بالأمر بالإحسان إليهما يقول تعالى(و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا)،كما أن الأمر بالإحسان إليهما حتى و إن كان غير مسلمين يقول تعالى(و إن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما فى الدنيا معروفا).
و هذه التضحيات من الوالدين لابد لها من حقوق ترد إليهما، و هذا هو برهما و هو حسن الصحبه لهما و طاعتهما،و قد أرشدنا الله سبحانه و تعالى إلى الطرق التى يمكننا أن نرد لهما بها بعض من حقوقهما التى لو إستغرق الأبناء العمر كله فى تحصيلها لن يستطيعوا.
و من هذه الطرق،التواضع لهما و معاملتهما بلين و رفق يقول تعالى(و اخفض لهما جناح الذل من الرحمه و قل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا).
و قد اختصت الأم بمزيد من البر لضعفها فهى إلى ذلك أحوج و لسهرها و ما لاقته من تعب فى الحمل و الرضاعه و التربيه و السهر يقول تعالى(و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن و فصاله فى عامين أن اشكر لى و لوالديك)و يقول تعالى(و وصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها و وضعته كرها).
التعليقات