الإثنين - الموافق 23 ديسمبر 2024م

الثقه بقلم :- سميرة عبد المنعم

يقول تعالى(و لا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها و تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله و لكم عذاب عظيم).
تتضح فى الآيه الكريمه دقه اللفظ القرآنى و بلاغته،فقد نهى سبحانه و تعالى عن إتخاذ الايمان للخديعه و الفساد بقوله (دخلا)،لأن الشئ إذا دخل عليه شئ غريب ليس منه،يوهم الناس أنه منه فذلك هو التعبير عن الخداع،كما أنه يفسده.
و النهى فى الآيه الكريمه للذين يغرون الناس بالايمان الحانثه ليطمئموا لهم و هم لا ينوون إلا المكر لينالوا مصالحهم.
و سبب النهى أن ذلك الفعل تكون نتيجته هى إفساد حال الشخص و حال المجتمع،بالنسبه لإفساد حال الشخص هذا لأن الذى يخلف وعده يشتهر بين الناس بذلك فيسحبون ثقتهم به ،فيصبح وضعه مهين بعد أن كان أهل للثقه،فيهتز مركزه و يفقد مكانته لأنه فعل ما لا يليق بأهل الثقه،فسقط من نظر المجتمع.
أما فساد المجتمع فهو فقد الثقه بين الناس،و التى تقوم على أساسها التعاملات،و إذا إنتشر هذا الخلق تضيع الأمانه.
و قد شبه سبحانه و تعالى عاقبه ناقص العهد بصوره حسيه و معلومه للجميع و هى صوره إنزلاق القدم عن مكانها و السقوط أرضا،فيلاقى صاحبها ما يسوئه،و هذه الإستعاره للمستقيم حين يقع فى شر لأن القدم إذا زلت نقلت الشخص من أفضل حال إلى أسوء حال،لذلك تقول العرب للمبتلى بعد عافيه أو الساقط فى ورطه(زلت قده).
و المقصود بقوله تعالى(السوء)هو العذاب الذى يسوء صاحبه فى الدنيا من مهانه و إحتقار و بالتالى كساد حاله كما توعدهم بالعذاب العظيم فى الآخره.
و قوله (بما صددتم عن سبيل الله)لأنهم بذلك الفعل يفتنون من أراد الإيمان

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك