الخميس - الموافق 23 أكتوبر 2025م

البخل.. داء الملايين (1) إعداد/ محمد مأمون ليله

تعريف البخل
البخل من أسوأ الصفات التي تقلل من الرجولة، وتنقص من الرياسة والمهابة، وكان العرب يكرهونه جدا؛ لأنه دليل على قلة العقل وسوء التدبير، وخبث الطوية وقصر النظر المتين، وهو أصل كل نقيصة، ويدعو إلى خصال ذميمة، ومن شأنه أن يهلك الإنسان، ويدمر المحاسن

والأخلاق، كما أنه قرينة على سوء الظن بالله العلي ،ويبعد صاحبه عن صفات كل صالح وولي.
والبخيل من أشد الناس عناء وشقاء، يكدح في جمع المال ولا يستمتع به، ويتركه للورثة يتلذذون به، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء.
وقد اختلف في تعريفه وحده؛ لأنه أمر نفسي يختلف باختلاف الطبائع والنفوس، ووراثته أو اكتسابه من النفوس، فقيل البخيل: من منع الزكاة، وقيل من منع الواجبات غير الزكاة والنفقة، وقيل هو من فعل الواجبات ولكنه أخل بالمكرمات والمحاسن، وأفضل ما قيل فيه قول الإمام الغزالي رحمه الله: الْبَخِيلُ هُوَ الَّذِي يَمْنَعُ حَيْثُ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَمْنَعَ ، إِمَّا بِحُكْمِ الشَّرْعِ ، وَإِمَّا بِحُكْمِ المروءة ، وذلك لا يمكن التنصيص على مقداره.
وعلى هذا فالبخل قد يكون بعدم فعل الواجبات، أو الإخلال بمكارم الصفات، ثم يتسع الخرق ويزداد حتى يقصر في حق ربه ، ثم في حق مجتمعه، ثم يصل إلى التقصير في حق نفسه، فيمرض ولا يتداوى، ويجوع ولا يأكل، ويتعرى ولا يلبس.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك