النظافة من سنن الفطرة،و هى سلوك محبب للنفوس،و قد إهتم الإسلام بالنظافة إهتمام بالغ،لما فيها من صحة للأبدان و وضاءة للوجه،تشعر بعدها بالنشاط الذى يمكنك من العمل،و لما فيها من وقاية من الأمراض،و من عناية الإسلام بالنظافة أن جعلها شرط الصلاة التى هى أول ما يحاسب عليه يوم القيامة،يقول تعالى(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم إلى المرافق و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم إلى الكعبين).
كما إهتم الإسلام بنظافة الثياب و حسن المظهر(و ثيابك فطهر)،و يعد السواك من السنن المؤكده،كما شرعت النظافة فى الطعام و الشراب يقول تعالى(حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع)،و ذلك لإشتمالها على الأقذار و الجراثيم و ما تسببه من أمراض،كما تعنى نظافة الطعام عدم أكل الحرام،و يقول تعالى(يا أيها الذين امنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)،و ذلك لما تسببه الخمر من ذهاب للعقول و ما يتبعه من تصرفات خاطئه.
و قد إمتدت النظافة للنكاح،فقد حرم الزنا و إتيان الزوجة حال حيضها و نفاسها و اللواط،لما قد يسببه من أمراض.
و لم تشرع النظافة كمشقة بل كنعمة من الله على عباده لحمايتهم (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)،و النظافة توجب محبة الله سبحانه و تعالى(و الله يحب المتطهرين).
و النظافة لا تشمل الجوانب الماديه فحسب،بل تمتد لتشمل الجوانب المعنويه،فنظافة العقل بخلوه من كل ما يخالف أوامر الله،و نظافة القلب بخلوقه من الحقد و الحسد و الكراهيه و غيرها،و نظافة الروح بالبعد عن الشرك،كما تمتد النظافة لتشمل كافة الجوارح،فالعين نظافتها فى أن لا تنظر إلى كل ما حرم الله و اللسان نظافته فى عدم الكذب،و الأذن نظافتها فى عدم تجسسها، واليد نظافتها فى أن لا تمتد إلى السرقه و الكسب الحرام و الأرجل نظافتها فى أن لا تسعى فيما يغضب.
و تشتمل النظافة على نظافة الأماكن العامة،و كل مكان تدخله،بيتك و عملك و السوق و المسجد و حياتك كلها.
و شرعت النظافة بالماء لتكون فى أتم صورها،فلا يبقى من النجاسة لون يرى او ريح يشم.
التعليقات