الجمعة - الموافق 07 فبراير 2025م

محمد زكى يكتب :- مبارك عن قرب ( في قفص الاتهام)

من ارشيف الكاتب: محمد زكي سبق نشره الخميس, 18 آب/أغسطس 2011 15:23 للتاريخ – تفاصيل دقيقه للجلسه الاولي من جلسات محاكمة مبارك

حظيت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك باهتمام كبير في وسائل الإعلام الدوليةالتي أجمعت في نسخها الالكترونية وعلى شاشاتها على تاريخية المحاكمة بالنسبة لمصر والمنطقة العربية إن مبارك بدا شاحب اللون ومريضا في سريره وعيناه محمرتان ومغطى إلى صدره وأصبعه في أنفه بدا حليق اللحية مصبوغ الشعر وفي وزنه المعتاد، كما ارتدى بدله تدريب(ترينينج سوت) بيضاء، وفي عروق يده اليمنى جهاز طب2ي لتركيب المحاليل الطبية(كانيولا)، وساعة جلدية سوداء، وفي يده اليسرى دبلة الزواج، فيما ظهر نجلاه وهما يرتديان الملابس البيضاء الخاصة بالمحبوسين احتياطيا ..
ففي مشهد تاريخي غير مسبوق في مصر، رقد الرئيس المخلوع على نقالة داخل قفص المتهمين، ووقف بجواره نجلاه علاء وجمال.
 
إن مبارك وبعد فترة طويلة من التقارير المتضاربة حول وضعه الصحي ظهر بشكل أضعف بكثير عما تصوره الكثيرون
،
إلا انه كان واعيا بما يدور حوله ولم يظهر إلا القليل من المشاعر حول ما يجري، شأنه في ذلك شأن نجليه اللذين بذلا جهدهما في الوقوف أمام سريره لمنع الصحافيين من التقاط أي صور له .
 
ولدى وصوله إلى قاعة المحكمة استقبل أحد المحامين المصريين ويدعى ماجدوهبة الرئيس السابق بالهتاف المجرم وصل…المجرم وصل “
 
صدرت عن بعض أهالي الضحايا عبارات سباب بصوت خافت أثناء دخول مبارك وباقي المتهمين قفص الاتهام، وهو ما دفع برئيس المحكمة لإصدار تعليمات صارمة بضرورة التزام الجميع الهدوء أثناء المحاكمة وعدم الخروج على تقاليدها حرصا على تحقيقالعدالة.
 
أمسكالرئيس السابق حسنى مبارك بمصحف في يديه خلال المحاكمة، بينما أمسك نجلاه علاء وجمال بيديه عدة مرات وهو على السرير الطبي داخل قفص الاتهام وقبل بدءالجلسة .
وقدقام علاء مبارك بتسليم والده الميكروفون للرد على سؤال المحكمة حول ما إذاكان قد ارتكب الجرائم الواردة في أمر الإحالة من عدمه، ولم يتمكن مبارك من الإنصات بشكل جيد لما يقوله المستشار أحمد رفعت، وهو الأمر الذي دعا نجله الأكبر علاء إلى الاقتراب من والده ليعلمه بما يقوله   رئيس المحكمة.
هذا وقد وقف كل من المتهمين علاء وجمال مبارك لمتابعة وقائع الجلسة بإصغاء شديد،وتبادلا الهمسات في مواقف كثيرة من المحاكمة بينما التزم الرئيس السابق الصمت الكامل طوال فترة المحاكمة.
سخرمبارك خلال المحاكمة من ادعاء أحد المحامين أن الرئيس السابق توفى فى عام 2004 وأن الشخص الموجود داخل قفص المحكمة هو «دوبلير» أرسلته الولايات المتحدة.
وكان المحامى قد طلب تحليل الصفة الوراثية لمبارك ونجليه للتأكد من شخصية المتهم حينها أبدى الحاضرون في المحكمة دهشتهم البالغة واستنكارا ممزوجا بالضحك، وحدث ضجيج في جملة واحدة ردد كل من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمالعبارة “أنكرها كلها تماماً” على اتهامات النيابة العامة لهم بالقتل العمدىللمتظاهرين مع سبق الإصرار والترصد، والتربح من رجل الأعمال حسين سالم،والإضرار العمدى بالمال العام
إن محاكمة مبارك كانت لحظة تاريخية لكثير من المصريين وأن الكثير منهم قدأستمتع برؤية الرجل ذليلا خصوصا وانه في فترة حكمه انتشر الفساد والفقروالتعذيب.
ولكنها أثارت مشاعر محبيه بشكل كبير وهو ما أسفر عن تشابك بين المؤيدين والمعارضين مما أسفر عن إصابة 53 شخصا بجروح طفيفة.
إن مؤيدي مبارك قاموا بالهتاف “بنحبك يا مبارك” فيما ارتدى البعض الآخر قمصانا كتب عليها “أنا مصري وبرفض إهانة رئيسي“.
وقد وضح ان محاميي المتهمون أكثر تنظيما وعقلانيه في طرح طلباتهم أما هيئة الدفاععن المدعين بالحقوق المدنية فقد بدا عليهم أنهم حضروا للخطابة وكأننا في طابور المدرسة فالقانون له حججه ومستنداته وأسانيده أما محاولة الخروج عن المهنة والتشتت هنا وهناك بالهتاف ومحاولة النيل لفظيا من المتهم فهو أمر لا يسمن ولا يغني من جوع بل وينبئ مقدما بخسارةالقضية فبعض المحامين كان كل هدفه أن يلعب علي أوتار الشعب المكلوم بعبارات رنانة ويلاحظ أن القاضي قرأ الملفات جيدا واستعد استعدادا جادا للأمر ومن خلال الجلسة نري أن الملف كبير وشائك وتحتاج القضية لعدة أشهر لا تقل عن 6 أشهر وان أذعنت المحكمة لطلبات الجميع وسمعت كل الشهود لامتد الأمر لأكثر من ذلك ظل علاء وجمال حسني مبارك طوال الجلسة وخلال فترات الاستراحة يخففان عن والدهما ، لكن ما إن تم وضعهما داخل السيارة المصفحة في طريق العودة إلي سجن مزرعة طره حتي انفجرا في البكاء وتولي الحراس مهمة تهدئتهما .
عندنزولهما إلي السجن توجها مباشرة إلي الزنزانة ورفضا استلام طعام الإفطارولم يغادرا الزنزانة في اليوم الثاني ، حيث دخل علاء مبارك في نوبة بكاءشديدة، لنقل والده من شرم الشيخ للقاهرة إلي المركز الطبي العالمي.
و بكي علاء وحاول التغلب علي أحزانه بقراءة القرآن، بينما حاول جمال التماسكوكان يشعر بالحزن الشديد، ليس علي مصيره فقط، بل حزنا علي ما آل إليه حال والده في نهاية العمر وقال للحراس إنه يعتقد أن والده كان يستحق التكريم وليس السجن لأنه قدم لمصر الكثير.
أن محاكمة الرئيس السابق تعد بمثابة عظة وعبرة لبقية الحكام العرب,وعليهم ان يفكروا في مصيرهم بعد أن شاهدوا مبارك خلف القضبان ولكن البعض يتخوف من ان الخيارات المتاحة أمام هؤلاء القادة لمواجهة تلك الثورات لم تعد كثيرة, بلإنه بات يتعين عليهم التصدي بشراسة لها حرصا علي البقاء في السلطة, بدلامن التعرض للمصير نفسه الذي تعرض له مبارك.
ونحن نحترم قضاؤنا الشامخ ونثق فيه ونأمل أن لا تلهينا المحاكمات عن البناء وعن المضي قدما في طريق الإصلاح وان ينهض المجتمع وينظر للأمام وان تدور عجلة الإنتاج لأننا نشعر الآن أن مصر عادت إلينا وأننا جميعا عدنا إليها
 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك