مجتمع المعرفة من أهم أولويات العالم الحديث المتحضر بكل جوانبه وأبعاده، وبناء مجتمع المعرفة هو من أهميات البحث العلمي، فالبحث العلمي هو مركز ارتكاز المجتمعات وهو النواة التي ترتكز عليها البلدان المتقدمة، وبعض البلدان النامية، حيث تتسارع الدول في الحصول على أسبقية العلم، حيث تقوم الدولة بتسخير كافة امكانياتها، ووضع كامل مؤهلاتها وقدراتها للحصول على لقب الدولة المتقدمة في مجال العلم والبحث العلمي، حيث تقوم بتخصيص جزء من الناتج القومي الاجمالي وجزء من إيراداتها لخدمة العلم والعلماء، حيث دخلت الدول فيما بينها بالتسابق المعرفي، فأصبحت كل دولة تكرس اهتمامها لخدمة العلم، وتوسيع نطاق البحث العلمي وخصوصاً في الدول المتقدمة، حيث من قرأ التاريخ يرى نماذج الدول المهتمة بالبحث العلمي والتي كرست أموالها وعلماءها لخدمة البحث العلمي هي الدول الإسلامية، حيث منذ بداية الإسلام إلى يومنا هذا استطاعت الدول الخروج من ظلمات الجهل إلى النور والمعرفة، وأصبح هدفها الرئيسي هو بناء مجتمع معرفي قائم على البحث والتطوير بعيداً عن الجهل، حيث نص الإسلام منذ بدايته على الاهتمام بالعلم ونستدل بهذا ما ورد في القرآن الكريم من آيات قرآنية كريمة نصت على الاهتمام بالعلم والعلماء والمعرفة، ومن ثم أتى عصر النهضة الأوروبية وسيطرت أوروبا على أراضي الدولة الاسلامية، فأصبحت أوروبا دولة متقدمة بفضل البحث العلمي والعلم.
من أهم واجبات التعليم هو تطوير تقنيات ومهارات العلم وتجديدها وإعادة تدريب أشخاص محترفين في كتابة البحث العلمي حتى يصبحوا أشخاص قادرين على مواكبة العلم المتجدد والمتطور قادرين على تنمية مجتمعاتهم من خلال البحث العلمي، وخصوصاً أما التسارع الكبير في المعلومات ومخرجاتها، حيث أن البحث العلمي لا يأتي وليد ذاته أي من نفسه بل يأتي نتيجة حدوث تنمية في المجتمع أو الحاجة لحدوث هذه التنمية، فمن هنا تقوم المجتمعات بتبني الأبحاث العلمية لما لها من دور كبير في خدمة التنمية المستدامة, ولابد أن يتلاقى الفكر والتخطيط للبحث العلمي مع سياسات الدولة نحو دعم وتنمية القدرات وتوجيه الإمكانيات المتاحة لخدمة قضايا التنمية وقضايا المجتمع.
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
التعليقات