توصل الدكتور زيد الغزواي استاذ الهندسة الطبية إلي أفضل تصميم للمنشآت بفضل التدبر في قوله تعالى: ” وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ……. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” ( النحل: 68-69). فالله سبحانه وتعالى يحثنا على التفكر في خلقه لبيوت النحل، حيث تتراصف الاشكال السداسية بأقصر طول مشترك في تكوين خلايا النحل, إذا اريد تغطية مساحة كبيرة بأقل عدد من الاشكال السداسية وهذا يعني توفير أستخدام الشمع, مع بنية قوية تتحمل الضغط. ومن خلال الدراسة والتحليل وجد أن تصميم الله سبحانه وتعالى لبيوت النحل تتوافر فيه أفضل المواصفات لتصميم منشأ أو هياكل للسيارات أو الموبايلات وغيرها، وهذا بعد أن تم وضع قوة ضغط على المنشأين بمقدار 10000 نيوتن، وتم تسجيل الاختلافات بين التصميم المقترح بهدي القرآن، والتصميم الحالي للمنشأ:
1- قوي: أي يتحمل أعلى جهد، حيث أننا نجد الألاف من النحل حول هذا البيت دون أن ينكسر فهو يتحمل الأوزان الثقيلة، ولو كان ثقيل الوزن ما تحمل وسقط.
2- قاسي: اي ليس مثل المطاط.
3- خفيف الوزن: نلاحظ أنه معلق بالشجرة ومع ذلك لم يسقط، وهنا تم تحقيق المعادلة الصعبة ألا وهي صناعة شيء يجمع بين القوة وخفة الوزن في آن واحد.
4- مقاومة للاهتزازات: يقدر من خلال التجارب أن قوة الاهتزاز أو الذبذبات التي تصدرها بيوت النحل أقوى من اهتزاز أي زلزال.
5- قيمة الإزاحة: في تصميم المنشآت الحالية التي تشمل على زواية 90 درجة أعلى في الإزاحة، وهذا يشير إلي ضعف المنشأ، أما قيمة الإزاحة في تصميم المنشأ المستلهم من بيوت النحل الذي تشتمل على زواية 120 درجة أقل في الإزاحة بنسبة 91% عن المنشأ الحالي، وهذا يشير إلي أن المنشأ أقوى من التصميم الحالي بالضعف وقدرته على تحمل الضغط أعلى بكثير.
6- الجهد في المنشأ: وبمقارنة التصميمين وجد أن هناك انخفاض في قيمة الجهد بنسبة 41.5% لصالح المنشأ المقترح بهدي القرآن، وهذا يعني أن المبنى أقوى بكثير.
وإذا تأملنا الطبيعة لوجدنها تزخر بالانماط السداسية نظرا لبنيتها القوية والتوفير في بناها, حيث يبين الله في هذه الآية الكريمة أنه جعل من الماء كل شيء حي ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ” (الأنبياء: 30). وإذا درسنا تصميم المولى للماء نجد بأنه رتب الذرات المؤلفة لنسيج الماء بترتيب سداسي، واستخدم الله الشكل السداسي أيضاً لترتيب مركبات العظم البشري بحيث رتب الله الصفائح الكلسية في العظم البشري على هيئة شكل سداسي له ستة أضلاع والذي يضمن بأن يكون العظم البشري خفيف الوزن، قوي، ومتزن، ونجد أيضاً الخلايا الضوئية التي يسقط عليها الضوء في عيون الحشرات قد رتبها المولى بترتيب سداسي والذي يضمن أعلى حساسية لالتقاط فوتونات الضوء (أي وحدات الضوء الأساسية) الساقطة على العين. فإذاً يعلمنا الله سبحانه وتعالى بأن تصميم المجسات الضوئية يجب أن يتم بترتيب سداسي للحصول على أعلى نقاوة في التصميم.
ونلاحظ أن الشكل السداسي آية دالة على وحدانية الله عز وجل في مخلوقاته تبين بالدليل العلمي بأن الله لا شريك له في ملكوته وأن جميع ما نراه حولنا هو من صنع الله، لأنه لو تعددت الآلهة لكان هناك اختلافات وفروقات في طرق الخلق ولكن بما أن طريقة الخلق واحدة أي سنة الله في خلقه واحدة إذا الخالق واحد أحد، فسبحانه القائل: ” قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ” (الإسراء:42-43). إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا: أي لكان هناك مغالبة ومنافسة لينازعوه هذا العرش.
بقلم: هند درويش
ماجستير في التفكر في القرآن الكريم وعلاقته بالتفكير الإبداعي
التعليقات