الأنبعاث . . عمدة الخلق
آه ه ه ه ه ه ه . . . Ø
صرخة أم لحظة خروج رأس المولود منها
أغلق عينك وتنفس
ألا تذكر هذه الرائحة بطفولتك؟
أننا لا نختار من نحبه أو من يحبنا
Ø Ø Ø
مصيرك مقدر قبل أن تعرف إنها حبلى
قصص الجميع هي جزء من قصتك
إنها حكاية ما جعلك إنساناً
إنك أروع مخلوق ألتقط نفساً على وجه هذا الكوكب
وسبب هذا موجود تحت جلدك
مخبأ في داخلك عالم ديناميكي مذهل
حيث غابات من الخلايا تلتقط الضوء
وحيث تطلق حركات ضئيلة عواصف كهربائية عنيفة
وحيث تغذي سيول جارفة من الدماء دماغك
Ø Ø Ø
مجرد التواجد لدقيقة واحدة يبدو وكأنه أبسط شيء في العالم
مع ذلك ما يجري بداخلك كل ستين ثانية يكون معقداً بطريقة رائعة
يقوم جسدك بعمل ملايين الأشياء المختلفة لكي يحافظ عليك حياً
وأنت حتى لست مدركاً لتلك الأشياء
قلبك يخفق سبعين مرة حاملاً خمسة لترات من الدم
عبر 96,000 كيلو متر عبر دورتك الدموية
عميقاً داخل نخاع العظام كل دقيقة 150 مليون كرة دم حمراء يتم ولادتها
بينما أنت جالساً فإن 250 متر مكعب من أمعائك منشغلة بهضم الوجبة التي أكلتها
كل دقيقة من حياتك تعتمد على أن جسدك يؤدي عدداً لا حصر له من المعجزات الصغيرة
بقائك يعتمد على العمل الشاق الذي يقوم به جسدك
لكي يحافظ على كل شيء بداخلك متزن ومستقر
Ø Ø Ø
بداية خلقك تبدء بسلسة من الاحداث لالتقاء والديك
وتسافر ملايين الحيوانات المنوية في رحلة طويلة وخطرة نحو البويضة
وتقوم تريليونات الخلايا بتشكيل ذاتها في وجه إنسان
قذفة الرجل الواحدة نظرياً تكفي لتسكين عدة دول مرة واحدة
Ø Ø Ø
نحن البشر نربي أطفالنا داخل الرحم لتسعة أشهر طويلة
وهذا شيء في منتهى الخطورة
فإلى حين ولادتك تكون حياة أمك معرضة للخطر
Ø Ø Ø
يموت البشر جراء الولادة أكثر من أي مخلوق آخر على وجه الأرض
سواء الأم أم المولود
ومن المذهل أنه بالرغم من كل التحديات
التي تواجه خلق إنسان جديد
ثلث مليون رضيع يولدون كل يوم
Ø Ø Ø
اقوى صدمة تمر بها فيها حياتك هو لحظة خروجك من رحم أمك
طوال تسعة أشهر كنت محفوظاً داخل عالم دافئ مريح مائي
كل احتياجاتك يتم مراعاتها، وبينما أنت مغمورا في حماء من الماء السلوى
درجة حراتك كانت 37 درجة، أنت لم يكن عليك أن تأكل من أجل نفسك
أنت حتى لم يكن عليك أن تتنفس من أجل نفسك، دم أمك يمدك بالأكسجين
ولذلك لم تكن في حاجة إلى رئتيك، ولذلك جسدك لم يكلف نفسه بإرسال الدم إليهم
ولكنه قام بدلاً من ذلك بتغيير اتجاهه عبر ثقب في القلب
Ø Ø Ø
ثم فجأة أنكسر صمت الرحم وبينما تنبثق خارجاً إلى العالم
يبدأ جسدك بتسلم زمام الأمور من أمك
الصدمة بسبب الهواء البارد والأضواء الساطعة تثير نفسك الأول
ولكن قبل أن تستطيع أن تأخذ الأكسجين على القلب أن يتصل بالرئتين
ولكي يتم ذلك الثقب الموجود في القلب يجب أن يتم إغلاقه
ومع أول نفس لك فإن الممرات الهوائية لرئتيك تبدأ في التفتح
ومع هبوط الضغط يجعل الدم يندفع إلى هذه الممرات لكي تلتقط الاكسجين
وهذا الدم الغني بالأكسجين يفيض إلى القلب للمرة الأولى
الضغط نتيجة هذا الفيض من الدم يقوم بدفعة قوية مغلقة هذا الثقب
وأحيانا لا ينغلق الثقب، واحد من كل اربعة منا لديه ثقب في القلب ولا يعرف اغلبنا
Ø Ø Ø
حين تصبح مستعداً لولادتك
يكون رأسك قد نمى ليقارب حجم حوض والدتك
رأس كبير ليؤوي دماغاً كبيراً
دماغ يحتاج كل وقته لكي ينضج
Ø Ø Ø
اللحظات الأخيرة للولادة هي خاتمة رحلة طويلة
بدأت بالتقاء بويضة بحيوان منوي
كانت هناك الكثير من العثرات المحتملة في تلك الرحلة
ولكنك تغلبت على الاحتمالات في حين أنهزم الكثيرون
والأن وأخيراً، جاء وقت الخروج ومواجهة العالم
Ø Ø Ø
واااء . واء .. وااااااأء . . . Ø
ماذا تفعل في هذه اللحظة
ماذا تقرر لحياتك الأن
عيش حياتك الأن
قلبت الكتاب
#قـلبـت_الـكتــاب
التعليقات