د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
الماء نعمة عظيمة أنعم الله بها على بني البشرو هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه العزيز(وجعلنا من الماء كل شىءحى أفلا يؤمنون) صدق الله العظيم.(الانبياء/30) ويوجد الماء في الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية وهو العنصر الأساسيلاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.والماء نعمة حباها الله على البشر والحفاظ عليها أمرٌ في غاية الأهمية وترشيد استهلاك الماء والأمن المائي من المفاهيم الحديثة التي باتت واسعة الانتشار بين أفراد المجتمع لأنها على تماس مباشر مع حياتهم اليومية.
و إن واقع الحال يشير إلى القصور في جوانب متعددة من الممارسات اليومية لاستهلاك المياه مما يؤدي إلى هدر هذا المورد الحيوي واستنزافه بلا محددات لهذه الثروة القابلة للنفاد. وعليه, لابد من أن تستخدم التوعية النفسية بصورة تنسجم مع متطلبات الحياة المعاصرة لإحداث التطوير الفكري والسلوكي المنشود.وقد تنبهت الدول العربية والمؤسسات العلمية والبحثية إلى ضرورة التصدي ووضع الخطط والدراسات وإقامة المؤتمرات الخاصة لإشاعة الاستهلاك التقشفي في استخدامات المياه في جميع مناحي الحياة. وتعد مشكلة استهلاك المياه من المشاكل التي تواجه الأفراد اقتصادياً واجتماعياً , فالاستهلاك الجائر للمياه يعني إهدار هذا المورد الحيوي , الذي يشكل أهمية حيوية في حياة الأفراد والمجتمع.وإننا نشهد اليوم اهتماماً متزايداً بترشيد استهلاك المياه وعلى المستويات الاجتماعية المختلفة والتي أخذت تنادي جميعاً بأهمية هذا الترشيد وتشترك في تحمل هذه المسؤولية ,فضلاً عن أن الفرد وعلى المستوى الشخصي ينبغي أن يمارس دوراً أساسياً ومهماً في تحقيق عملية الترشيد. وفي نظرة سريعة لهذا الدور نجد أن قابلية الاستنزاف تتنامى أيضاً نتيجة للاستهلاك الذي حصل بفعل متطلبات النمو السكاني والتطور الاقتصادي والاجتماعي .وبسبب نضوب بعض الموارد المائية نتيجة للجفاف وتزايد معدلات التصحر ,نجد أن مسألة العجز المائي باتت من المشكلات التي تعد أخطر التحديات التي تتطلب مواجهتها والتخطيط لها من خلال أساليب علمية وتكنولوجية يصاحبها توعية نفسية وتربوية بأهمية ترشيد الاستهلاك. وأن القصور في هذا الجانب سوف يجعل من مشكلة العجز المائي تتعاظم بسبب أن معظم الأنهار في الوطن العربي منابعها من خارجه فضلاً عن استمرار الجفاف في عدد من أجزاء الوطن العربي وانتشاره.فلابد من أن تشحذ الهمم للتفكير الجدي بالأمن المائي وترشيد المتاح من المياه مع العمل على اكتشاف مصادر جديدة له. لأن تغير نمط استهلاك المياه سيكون في مقدمة التحديات لخطط التنمية العربية وقد نبّهت إلى ذلك مؤتمرات خبراء المياه العرب إذ دقت ناقوس الخطر ودعت إلى ترشيد استهلاك المياه بشكل دقيق وصارم .واقترح الخبراء أن يصبح للمياه سعراً يوازي ندرتها المتوقعة وذلك لإجبار المستهلكين على التقنيين وأشاروا إلى ضرورة إشاعة استهلاك تقشف جديد لاستخدامات المياه المنزلية. وأشارت دراسة إلى أن المياه يجب أن تعامل معاملة الثروات المعدنية القابلة للنفاذ. الأمر الذي يدعونا إلى الإسهام في توفير هذا الأمن من خلال استخدام أساليب للتوعية النفسية غايتها تغيير الأنماط السلوكية في الاستهلاك والترشيد للمياه.
الوعي البيئي هو عملية نشر ثقافة الحفاظ على البيئة والمخاطر التي يمكن أن يواجهها الناس إذا لم يحافظو على البيئة وتحمل المسؤولية على عاتق كل فرد بأن الحفاظ على البيئة تعتبر واجب وفرض على كل شخص موجود في المنطقة التي يعيش فيها فهي من أهم النقاط التي تساعد على الحفاظ على البيئة بشكل كبير.الثقافة هي أساس قوام أي أمّة في العالم فمن غيرها تكون دولة لا معالمَ لها على الخريطة وتكون دولة مهملة , فجميع الدول العالم التي ينتشر فيها النظافة والإزدهار إنّما ناتجة عن شعور مسؤولية أفرادها بعدم التخريب في بلادهم والتي تكون بعدم ضرر الآخرين , وهذه المسؤولية تقع على عاتق الأسرة التي بدورها تعمل على نشر هذا الوعي وتربية أبنائهم على النظافة وتحمل المسؤولية تجاه بلادهم .
التربية المائية واجب ومسؤولية وطنية:
هناك من الدلائل ما يفيد سوء استغلال الإنسان لبيئته المائية متمثلاً ذلك في استنزاف الموارد المائية العذبة وتلويث مجاريها ومسطحاتها، وبالرغم من الأهمية القاطعة للمياه التي تفرض على الإنسان مسؤولية الحفاظ عليها, لأنها جزء من الحفاظ على حياته وحياة الكائنات الحية المسخرة له، فلا بقاء لهذه الكائنات بدون الماء، كما أنه لا بقاء للبيئة كلها في ظل عدم توفر الماء العذب الصالح للاستخدام.
ومشكلات نقص وتلوث المياه ليست مشكلات فنيه خالصة، بل لابد من مشاركة جميع أفراد المجتمع في علاج هذه المشكلة، وذلك عن طريق تربيتهم تربية مائية تركز على إنماء الوعي المائي وتنمية المهارات والاتجاهات والسلوكيات السليمة لدى المواطنين، انطلاقاً من إمكانية إعداد الفرد المتفهم لموارده المائية، والمدرك لظروفها, والواعي بما يواجهها من مشكلات وما يتهددها من أخطار، والقادر على المساهمة الايجابية في التغلب على هذه المشكلات والحد من تلك الأخطار عن طريق برامج التربية المائية.
الوعي المائي: مصطلح ومفهوم جديد علينا ..لكن دراسات علمية حديثة تحدثت كثيراً عن هذا المفهوم وأعطت تعريفاً خاصاً به فهو: ( إدراك الفرد للمشكلة المائية كإحدى المشكلات البيئية من حيث حجمها وأسبابها وأبعادها وكيفية مواجهتها, وتأثير الإنسان فيها وتأثره بها، والشعور العميق بالمسؤولية تجاه مواجهة هذه المشكلة والتصدي لها).
وهذا يفرض على الأجيال الحالية والقادمة المزيد من الاهتمام بالمياه العذبة بوجه عام ، وذلك بعد تفاقم أزمة المياه على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن تزيد من وعيها بكل ما يتعلق به وتجعله محوراً مهماً وأساسياً لفكرها وعملها، وتترجم ذلك بصفة مستمرة إلى عمل متواصل من أجل تنمية وترشيد استخدام مياهه والمحافظة عليها من الهدر والتلوث.
إن توعية المجتمع واجب وطني ومسؤولية تقع على عاتق كل فرد فيه فلا بد من نشر الوعي المائي من خلال تثقيف الطفل منذ صغره على عدم التبذير في استخدام المياه وإشراك المرأة في هموم وقضايا المياه وتوعيتها بندرتها وإرشادها إلى الاقتصاد في استعمالها وتنشئة أطفالها على ذلك. لأن هدر المياه منبوذ ولا يقره الدين قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) الأعراف /31 .
تؤكد كثير من العلماء والخبراء أن أزمة المياه هي قضية البيئة الأولى خاصة أن الماء ثروة محدودة الكمية وسكان العالم في تزايد غير محدود.وستتضاعف حاجة العالم إلى المياه سنة 2020م، وحينئذ سيكون الماء – وليس البترول – هو المورد الذي يتحكم في تنمية مختلف مناطق العالم عامة والمناطق الجافة وشبه الجافة خاصة. وفيما يلي نلقي الضوء حول أهم 3 محاور هامه في ترشيد استخدام المياه.
1-ترشيد الاستهلاك اثناء الاستخدام الشخصي
هل تعلم أن متوسط استهلاكنا لمياه الشرب لكل اسرة يصل الي 300 لتر في اليوم وهو ايضا ما يستدعي وقفة لأنه يفوق المعدلات العالمية التي تصل الي 200 لتر فقط في المناطق الحضرية و100 لتر في المناطق الريفية. لذلك نعرض بعض الوسائل الهامه لترشيد استخدام المياه اثناء الاستخدام الشخصي وهي كالتالي:
- فتح الصنبور عند الحاجة إلى استخدام الماء فقط، وعدم تركه مفتوحاً بعد الانتهاء من استخدامه والتاكد من إغلاقه جيداً حتى لا يتسرب الماء دون انتباه أحد.
- إغلاق صنبور الماء أثناء الحلاقة وتنظيف الأسنان
- القيام بإستخدام منظم تدفق المياه يعمل على تخفيض كمية الماء المستهلكة والمستخدمة .
- إصلاح المواسير الخاصة بالماء في حال عطلها أولاً بأول وعدم تركها تستنزف المياه.
- استخدام وضعية الرذاذ منخفض التدفق في الحنفية .
- إستخدام منظم رشاش يعمل على حبس الماء أو التحكم بقوة تدفقه أثناء الإستحمام مثلاً.
- القيام بغسل الفاكهة والمأكولات والخضروات في حوض أو طنجرة أو وعاء مملوء بالماء وذلك لتقليل الكميات المستهلكة.
- يجب ترك الأطعمة والمأكولات المجمدة بشكل عام في مكان مكشوف لمدة تكفي لإذابتها وتفكيكها بدلاً من صب الماء عليها بشكل عبثي .
- عند القيام بغسيل الأطباق يفضل دائماً أن يتم غسلها في حوض أو وعاء مملوء بالماء. أما الأطباق والصحون التي تحتاج إلى تنظيف وعنايةٍ أكثر فينصح القيام بغمرها في الماء لمدة قصيرة نوعاً ما قبل غسيلها بحيث يتحلل ما هو ملاصق عليها من بقايا طعام .
- القيام دوماً وبإستمرار بفحص الصنابير وأنابيب المياه والحنفيات بإنتظام وذلك لإكتشاف أية تسريبات محتملة للمياه يمكن تفاديها.
- إذا كانت هناك حديقة حول المنزل أو أشجار ومزروعات يمكن الاستفادة من مياه غسل الفواكه أو مياه الوضوء في ريّها.
- طرق ترشيد المياه في الزراعة
مشكلة المياه هي مشكلة المستقبل على مستوى العالم ومع إزدياد عدد السكان وثبات مواردنا المائية بـ 55 مليار متر مكعب من مياه النيل وحوالى 10 مليارات متر مكعب أخرى من الأمطار أو المياه الجوفية، ومع الإسراف في إستخدام الموارد نجد مقدرتنا على التوسع الأفقي في الزراعة أمر بالغ الصعوبة، الزراعة تستهلاك حوالي 80 % من اجمالي استهلاك مصر من المياه لذلك فهناك حاجة ماسة الي ترشيد المياه المستخدمة في عملية الزراعة . ولذلك يجب إتباع سياسة ترشيد المياه بعمل ما يلي:
- نظم الري
- اتباع نظام الري الحديثة
ولنا ان نتصور كمية الماء المفقودة نتيجة اتباع طرق الري التقليدية كثيرة ، فعند ري النبات بالغمر فان النبات لا يستفيد الا بمقدر 10 % من كمية المياه المستخدمة اما الكمية المتبقية 90% تفقد في (التصرف في طبقات الارض – البخر من سطح التربة- النتح عن طريق النبات ) .ونظرا لان كمية كبية من الماء المفقود تفقد عن طريق التصرف في الارض كان من الواجب اتباع طرق الري الحديثة لما لها من مميزات عديده ومن هذه الطرق.
2 – الري السطحي المطور:
وهي التسوية الدقيقة لسطح التربة التي يمكن بواسطتها أن نجعل جميع النقاط في الحقل متساوية الارتفاع بالنسبة لنقطة اعتبارية وبحيث لا يتجاوز الفرق في 80% من النقاط عن ± /1.5 / سم وإلا تعتبر عندها التسوية غير مقبولة.
3 – تقنية الري بالتنقيط:
هي التقنية التي تؤمن إيصال المياه للنبات بكميات قليلة وبتواتر كبير في نقاط ومساحات محدودة جداً من التربة وتعمل علي.
- توفير المياه: الري بالتنقيط يسمح للمزارعين بتزويد محاصيلهم بكمية المياه التي يمكن لها استيعابها في منطقة انتشار الجذور المحدد بمسقط القسم الخضري مما يسمح بتوفير المياه من جهة والحد من تلوث المياه الجوفية من جهة أخرى.
- إمكانية استعماله في مختلف أنواع التربة: تقنية الري بالتنقيط تلائم الأتربة الثقيلة ذات النفاذية المتدنية لأنه يتم توزع المياه بصورة بطيئة مما يقلل من ضياعها بالجريان السطحي أما التربة الرملية غير القادرة على الاحتفاظ بالمياه فيمكن زراعتها باستخدام هذه التقنية وبتقليل الفترة ما بين كل ريتين.
- تحويل الري في الحدائق إلي ري بالتنقيط قد يوفر ما يصل إلي 0.75 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.
4- تقنية الري بالرذاذ:
يتم تحديد طريقة الري المناسبة حسب شروط مناخية زراعية وطبوغرافية … الخ إضافة إلى بعض الحالات التي يصبح فيها الري بالرش الحل الوحيد وكمثال على ذلك
- المصادر المائية محدودة.
- الأراضي ذات التضاريس غير المنتظمة.
- الزراعة بالشتل
حيث يتم زراعة النباتات بكثافة عالية في حيز صغير لتقضي الفترة الاولي من حياتها في هذا الحيز ، ثم يتم نقلها للزراعة في الارض المستديمة فيتم نقلها مثلا في الطماطم عند ارتفاع 5سم ، وهذه العملية توفر كمية كبيرة من المياه حيث توفر علي الاقل من 2-4 ريات .
- ري المزروعات في الصباح الباكر أو عند مغيب الشمس حتى لا تتعرض المياه إلى التبخر بشكلٍ كبير، مما يدفع المزارع لإضافة كميات أخرى من المياه لري المزروعات لتحصل على كفايتها منها.
- عدم التوسع في مشاريع نقل مياه النيل لمسافات بعيدة حيث سيتم فقد كميات كبيرة من المياه بالبخر، فضلاً عما تتكلفه عمليات الرفع والنقل تجعل المنتج غير إقتصادي.
- نشر الوعى الصحى بين الفلاحين إلى ضرورة عدم تلويث مجارى المياه
- التنبيه على المزارعين بضرورة عدم غسل آلات ومعدات رش المبيدات الحشرية فى مياه الترع.
- عدم استعمال مياه الصرف الصحى فى الزراعة إلا بعد معالجتها.
- الاستخدام الأمثل للمخلفات والفضلات الزراعية للاستفادة منها كسماد عضوى أو أعلاف.
- عدم إلقاء جثث الحيوانات والدواجن النافقة فى المجارى المائية.
- ترشيد استهلاك الماء بالنسبة للدولة
- (خطة وزارة الزراعة)أعدت وزارة الزراعة 3 محاور لترشيد استهلاك المياه في أغراض الزراعة، تعتمد على تعميم أصناف زراعة المحاصيل الأقل استهلاكًا للمياه والأكثر تحملا للجفاف والملوحة، بهدف رفع كفاءة استغلال الموارد المائية والأرضية في مجال الزراعة، والتعاون الزراعي مع الدول الإفريقية والزراعة على مصاطب. وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضيإن خطة الوزارة تعتمد على زيادة الإنتاجية الراسية للمحاصيل وخاصة الاستراتيجية مثل القمح والذرة، والحد من مخالفات زراعات الأرز بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري والمحافظين، موضحًا أنه تم استنباط أصناف وهجن مبكرة النضج وأصناف من الأرز مبكرة النضج والأرز الهجين، فضلا عن استنباط أصناف من هجن الذرة مبكرة النضج والفول البلدي مبكرة النضج، بالإضافة إلى أصناف جديدة من القطن.
وأضاف أن هذه الأصناف تساهم في ترشيد استهلاك مياه الري بنسبة تصل إلى أكثر من 20%، مشددا على أن خطة وزارة الزراعة خلال الفترة القادمة تعتمد على التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في زراعة القمح والفول على مصاطب، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه ترشيد استهلاك المياه في ظل التحديات المائية، التي تواجهها مصر، وللحفاظ على الأمن الغذائي للمصريين.
وأشار وزير الزراعة إلى أن الخطة تعتمد على تحسين وصيانة الأراضي الزراعية وتتمثل في إجراء عمليات حرث تحت التربة لتفتيت الطبقة الصماء وتحسين حالة الصرف الزراعي، وإضافة الجبس الزراعي لعلاج قلوية التربة، فضلًا عن تنفيذ عمليات التسوية بالليزر.
و قال ايضا أن الحكومة لديها خطة لتفعيل التعاون بين مصر والدول الإفريقية لزراعة بعض المحاصيل «5 محاصيل»، مثل الذرة والأرز والقمح وقصب السكر وفول الصويا، وخاصة في بعض هذه الدول مثل موزمبيق وتنزانيا وزامبيا وزيمباوي، مشددا على أن هذا التعاون يساهم في تخفيض الفجوة الغذائية للمحاصيل الغذائية في مصر وزيادة التبادل التجاري مع الدول الإفريقية في المجال الزراعي والاقتصادي.
وأكد أن الحكومة تستهدف زراعة مليون فدان قمح بنظام الزراعة على مصاطب خلال الموسم الحالي لزراعة القمح، مشيرًا إلى أن هذا النظام يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الزراعة والمركز الدولي للزراعة في المناطق الجافة والأراضي القاحلة «إيكاردا» والحملة القومية للنهوض بمحصول القمح بمركز البحوث الزراعية ويحقق توفير 25% من كميات المياه المستخدمة و15% من التقاوي، كما أنه يساهم في زيادة جودة المحصول وتحسين عناصره الغذائية.
- (خطة وزارة الري)أكد وزير الموارد المائية والري بأن ثقافة الترشيد يجب أن يتم انتهاجها بمختلف نواحي الحياة كلها، مشيرا إلى أن سياسة ترشيد المياه اتبعتها وزارة الري منذ عام 1995.قال وزير الري، خلال كلمته في مؤتمر الصحفي بحضور وزيري الزراعة والأوقاف: “نسعى حاليا إلى توسيع سياسة الترشيد لتجوب المحافظات من خلال خطة طويلة الأمد بالتنسيق بين الوزارات الثلاث، كل في تخصصه”، وكشف عن مبادرة ترشيد استخدام المياه في الزراعة، التي ستطلقها وزارة الري قريبا تبدأ بمحافظة الفيوم، عن طريق استخدام طرق الري الحديثة عبر محطات للري الحديث لكل 100 أو 200 فدان لترشيد المياه وسيكون الدفع بالتقسيط على 20 عاما، وسيتم تعميمها في باقي المحافظات.
وأضاف أن مصر سيزيد عدد سكانها نحو 100 مليون نسمة حتى عام 2050 مما يدفع إلى ضرورة الترشيد للحفاظ على حق الأجيال القادمة، لافتا إلى أن خطة الحكومة لترشيد استهلاك المياه تعمل بها 9 وزارات وتكلف 900 مليار جنيه في 10 سنوات من خلال عدة محاور.وأوضح أن وزارة الري بدأت خطة ترشيد استهلاك المياه منذ عام 1995 وأدت إلى نتائج إيجابية، وتتحول الوزارة الآن إلى تركيب وسائل ري بالتنقيط للفلاحين بالتقسيط على 20 سنة، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على تنقية ومعالجة الصرف الصحي وأنفقت عليه الدولة 70 مليون جنيه، مشيدا بنتائج حملة ترشيد الكهرباء التي نجحت في ترشيد 2000 ميغاوات وهو ما يعادل إنتاج السد العالي من الكهرباء. وتابع الوزير: “نعمل على تحلية مياه البحر في المدن الجديدة، وتنمية المياه بإقامة سدود للأمطار، وتحلية المياه ومساعدة الأشقاء في دول حوض النيل بالترشيد حتى يعود على دول الحوض”جدير بالذكر أن تقارير إعلامية إثيوبية أفادت بأن إثيوبيا أتمت 60 في المئة من عملية بناء سد النهضة، الذي تخشى مصر أن يحد من حصتها في النيل عموما، خلال فترة ملء خزان السد وبدء تشغيله على وجه الخصوص.وقال الرئيس المصري في تصريحات له الشهر الماضي: “لا أحد يستطيع المساس بحصة مصر من المياه. إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين”.ايضا توجد العديد من الوسائل الاخري تقع علي كاهل الحكومه مثل
- تحديد النسل ضمان لتوفير مياه الشرب كما يؤكد وزير الري والموارد المائية المصري وأحد مؤسسي المنتدى الدولي للمياه. يقول الوزير المصري: “علينا تطبيق نظام قاطع لتحديد النسل. لقد حققنا بالفعل الكثير في مصر، إذ تراجعت نسبة المواليد من 3 إلى 1.9 بالمئة، لكن بالنظر إلى التسابق على الموارد المحدودة للمياه، يبقى الأمر معتمداً على التعاون مع الدول الأخرى ومن اهم الحلول لحل مشكلة المياةفى مصر تكدس السكان على ضفاف النيل. حيث يعيش سكان مصر على مساحة لا تتعدى 1/10 من مساحة مصر الاجمالية.
- تخصيص برامج تلفزيونية وإذاعية تهدف إلى النهوض بقطرة المياه والحفاظ عليها ومخاطبة كافة فئات المجتمع، وذلك بمشاركة الاجهزة التنفيذية والمجالس الشعبية والدعاة وقادة الرأى والفكر والمنابر الصحفية والاعلامية والدينية والجمعيات الاهلية وذوى الاهتمام والاختصاص.
- نشر الوعي بين الناس وتعريفهم بكيفية ترشيد استهلاك الماء وكيفية استخدامها بالشكل الصحيح عن طريق عقد الدورات وتوزيع النشرات عليهم.
- الاهتمام بالتربية البيئية في المدارس الابتدائية عن اهمية الماء و كيفية ترشيد استخدامه داخل المنازل
- بناء السدود والخزانات العملاقة لتجميع المياه وتخزينها لاستخدامها لاحقاً عند حدوث شح في مصادر المياه.
- تصليح أي عطل أو تسريب في شبكة المياه سريعاً، والحفاظ على هذه الشبكة من الذين لا يقدرون قيمة وأهمية الماء.
- اتخاذ كافة التدابير اللازمة لايصال وإمداد المياه الصالحة للشرب إلى جميع المواطنين مع مراعاة الأفراد من محدودي الدخل والفئات الفقيرة ، و بأسعار في متناول الجميع .
- التقطير لمياه البحر بطريقة سهلة و غير مكلفة, و لقد أجريت التجارب على أجهزة معملية فى المراحل الأولى ثم فى وحدات أكبر مصنعة من الأستانلس ستيل بسعة 1000 لتر و الفكرة تقوم علي تقطير مياه البحر (البحر الأبيض أوالبحر الاحمر) بالتسخين و يتم تكثيف المياه المتبخرة داخل مكثفات مخصصة لذلك فينتج لدينا مياه خالية من الأملاح أقل من النسب المتعارف عليها (تم أخذ كميات المياه من العين السخنة) و لقد تم خلط هذه المياه بالمياه العادية وأجراء التحاليل عليها الميكروبيولوجي و الكيميائي في أحد مراكز التحاليل المعتمدة فأثبتت صلاحية المياه في الأستخدام, و اذا تم ضخ هذه المياه المقطرة داخل النيل مباشرة نكون قد زودنا منسوب المياه في النيل لأستخدامها في الري مباشرة دون أستخدام مواد كيميائية, هذا الخليط من المياة سيستخدم مباشرة فى ري الأراضي الزراعية وهو أيضأ سوف يكون صالح لأصناف القمح ذات الحساسية لزيادة الأملاح لأن محتوى هذا الخليط من الأملاح سيكون مناسب لها. أيضأ استخدام المياة المقطرة مباشرة فى غسيل الأراضي الصحراوية ذات الملوحة العالية سوف يكون العلاج الجيد لها وسيؤدي الي توفير مياه النيل. وعلي الموقع صورة من التحاليل لكل مهتم بخدمة بلده,و هذا التقطير للمياه لا يحتاج الي مفاعلات نووية ذات التكاليف العالية أنما يحتاج فقط الي التسخين بالطاقة الشمسية و التي تتمتع بها مصر طوال العام
- الاعتماد على مصادر بديلة للمياه من خلال المياه الجوفية ، و كذلك وضع خطة للاستفادة من مياه السيول و الأمطار و ذلك بتجمعيها و شحنها في باطن الأرض لتغذية الخزانات الجوفية .
- البحث عن معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة الاستخدام في المجالات الزراعية ومجالات الصناعة.
- بناء الآبار الارتوازية لتجميع مياه الأمطار واستخدام تقنيات الحصاد المائي المتعددة لتجميعها.
- العمل على تحقيق التعاون البناء و المثمر بين الجهات البحثية والجامعات المعنية بالمياه و قطاع التصنيع لإعداد كوادر مؤهلة للعمل في مجال تصنيع معدات مياه الشرب .
- وضع قوانين لحماية الماء من التلوث وتغريم كل من يتسبب في تلوثها واستنزافها.
- إعادة النظر في التشريعات والاستراتيجيات والسياسات المائية لضمان تمشيها مع الالتزامات الناشئة عن الحق في الماء والواردة بالمواثيق والاتفاقيات الدولية والتي صادقت عليها مصر مثل معاهدة عام 1929 بين بريطانيا ومصر، لا يجوز لأي دولة أن تقيم أي مشروع مياه من شأنه تقليص حجم مياه نهر النيل التي تتدفق على مصر .
التعليقات