* عندما تولى أبو بكر الخلافة ، خطب في الناس قائلاً :إنما أنا بشر و لست بخير من أحد منكم فراعوني ، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني ، و إذا رأيتموني زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ،، و يذكر لنا ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية و النهاية هذه القصة الدالة على تواضع أبي بكر ، فيتابع القول : ثم نهض أبو بكر رضي الله عنه إلى الجرف ، فاستعرض جيش أسامة ، و أمرهم بالسير ، و سار معهم ماشياً و أسامة راكباً ، و عبدالرحمن بن عوف يقود براحلة الصديق ، فقال أسامة : يا خليفة رسول الله ، إما أن تركب واما أن أنزل ،، فقال أبو بكر : والله لست بنازل ، و لست أنا براكب ،، ثم استطلق الصديق من اسامة عمر بن الخطاب فأطلقه له ،، أي طلب من أسامة السماح لعمر بالبقاء في المدينة ليكون عوناً لأبي بكر في أمور الخلافة ،، فكان عمر لا يلقاه بعد ذلك إلا قال : السلام عليك أيها الأمير .. فكان ذلك من أفضل أعمال أبي بكر رضي الله عنه إنفاذ جيش أسامة رضي الله عنه ،، الذي كان قد أعده رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته .. فضائله رضي الله عنه أفضل من في هذه الأمة بعد سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،، قال ابن عمر رضي الله عنهما :” كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم” ..
* جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبي بكر ، تلتمس ميراثها من أبيها صلى الله عليه وسلم ، أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر .. فقالت له : من يرثك ؟، قال : أهلي وولدي ، قالت : فمالي لاأرث النبي صلى الله عليه وسلم ؟، فقال : والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .. ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لانورث ، ماتركنا صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال .. وإني والله لاأغير شيئا” من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالتها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولاأعمل فيها إلا بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإني أخشى إن تركت شيئا” من أمره أن أزيغ ..
* وقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لايقتسم ورثتي دينارا” ، ماتركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة ..
* فأبى أبو بكر رضي الله عنه أن يدفع إلى فاطمة رضي الله عنها شيئا” ، أو إلى العباس أو إلى أزواجه صلى الله عليه وسلم ..
* لما مرضت السيدة فاطمة أتاها أبو بكر الصديق ، فاستأذن عليها ،، قال علي : يافاطمة ، هذا أبو بكر يستأذن عليك .. فقالت : أتحب أن آذن ؟، قال : نعم .. فأذنت له .. فدخل عليها يترضاها ، وقال : والله ماتركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا لابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاة أهل البيت .. ثم ترضاها حتى رضيت ..
* عاشت السيدة فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا” ، ولم يعلم بها أبا بكر ..
* بعد وفاة السيدة فاطمة عاد سيدنا علي وبايع أبا بكر ثانية ..

التعليقات