كتبت :- سميرة عبد المنعم
قال تعالى (وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين . ربى هب لى من الصالحين. فبشرناه بغلام حليم.فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت أفعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ) (الصافات 99-102).
بعد أن بين سبحانه فى الآيات السابقه قصه إبراهيم مع قومه وأنه بعدما أيس من إيمانهم، هاجر من بين أظهرهم وقال ( إنى ذاهب إلى ربى سيهدين. رب هب لى من الصالحين ) ( الصافات 99-100) يعنى أولاد مطيعين عوضا عن قومه.
بعد ذلك بين فى هذه الآيات الكريمة ابتلاء الله و اختباره لإبراهيم، قال تعالى (فبشرناه بغلام حليم) و هذا الغلام هو إسماعيل عليه السلام فإنه أول ولد بشر به وهو أكبر من إسحاق، وإنماأقحم أهل الكتاب إسحاق على أنه الذبيح لأنه أبوهم و إسماعيل أبو العرب فحسدوهم فزادوا ذلك و حرفوا.
والأدلة العقليه على ذلك أن أول له معزه ما ليس لمن بعده من الأولاد خاصة و أن إبراهيم أوتى الولد على كبر ،فالأمر بذبحه أبلغ فى الابتلاء و الاختبار ، و من الأدلة على أن إسماعيل هو الذبيح أن المناسك و الذبائح إنما محلاها بمنى من أرض مكه حيث كان إسماعيل لا إسحاق فإنه كان بأرض الشام إذا هل يأمر الله بإحضار إسحاق من الشام ليذبح بمكة، أم يكون الأمر بذبح من هو بمكة?
ومن الأدلة النقليه من كتاب الله على أن إسماعيل هو الذبيح أنه ذكر البشارة بغلام حليم وذكر أنه الذبيح ( فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى في المنام أنى أذبحك ) و رؤيا الأنبياء وحى، و لما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا ( و بشروه بغلام عليم) و قال تعالى: (فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب) أى يولد له فى حياتهم ولد يسمى يعقوب فيكون من ذريته نسل، فكيف يمكن بعد أن يأمر بذبحه صغيرا وقد وعدهما الله بأنه سيعقب?
و إن الذى أمر الله تعالى إبراهيم بذبحه من إبنيه هو إسماعيل وذلك واضحا فى كتاب الله و ذلك أن الله تعالى حين فرغ من قصه المذبوح قال بعد ذلك ( و بشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) ( الصافات 112).
وختم الله القصه بقوله ( كذلك نجزى المحسنين ) ( الصافات 110) أى هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره و نجعل لهم من أمرهم فرجا. إن الله تعالى شرع لإبراهيم عليه السلام ذبح ولده ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء لأن المقصود كان إثابه الخليل على صبره وعزمه.
?
التعليقات