من أهم القيم التى جاءت بها العقيده الإسلاميه هى تحريم الظلم و مقاومته بشده،يقول تعالى فى الحديث القدسى(يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى و جعلته بينكم محرما فلا
تظالموا)، و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم(دعوه المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و يفتح أبواب السماء و يقول الرب و عزتى لأنصرنك و لو بعد حين)،و يقول صلى الله عليه و سلم(و اتق دعوه المظلوم فإنه ليس بينه و بين الله حجاب)،و أمر بالعدل،و العدل فى الإسلام سوى بين الجميع،و لا يتأثر بحب أو كراهيه،و لا يفرق بين غنى و فقير،رؤساء و مرءوسين، ولا بين مسلم و غير مسلم،و ينظر لحسب و نسب،و لا جاه أو مال،يقول تعالى(يا أيها الذبن آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)،عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أنه قال:أفاء الله خيبر على الرسول فأقرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كما كانوا و جعلها بينه و بينهم فبعث عبد الله بن رواحه فقال لهم(يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلى قتلتم أنبياء الله و كذبتم على الله و ليس يحملنى بغضى إياكم على أن أحيف عليكم)،و يقول تعالى(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى)،حاول أسامه بن زيد أن يتوسط لمرأه من قبيله بنى مخزوم و هى ذات نسب كى لا يقطع رسول الله يدها لإقامه حد السرقه عليها،فغضب رسول الله بشده و خطب قائلا(إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد و ايم الله لو أن فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
و لا أعظم من أن العدل هو الهدف الأول من إرسال الله للرسل،(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط)،فبالعدل أنزلت الكنب و بعثت الرسل و قامت الدنيا.
فلابد أن ينصف المظلوم و يأخذ صاحب الحق حقه،و كلما كان صاحب الحق أضعف كلما كان حقه عند الله أكبر.
و الأمر بالعدل إبتداء من النفس،فقد أمر بالموازنه بين حق الله و حق النفس و حقوق الآخرين،فقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم سلمان الفارسى فيما قاله لأبى الدرداء رضى الله عنهما(إن لربك عليك حقا و لنفسك عليك حقا و لأهلك عليك حقا فأعط كل ذى حق حقه).
و قد أمر الله سبحانه و تعالى بتحرى العدل فى كل شئ،فى القول والعمل،فى الحكم و الصلح و الشهاده،يقول تعالى(و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى)،و يقول تعالى(و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)،و يقول تعالى فى الصلح(فأصلحوا بينهما بالعدل و اقسطوا إن الله يحب المقسطين)،و يقول تعالى فى الأمانه و الشهاده(فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى اؤتمن أمانته و ليتق الله ربه و لا تكتموا الشهاده).
و على هدى رسول الله صلى الله عليه و سلم سار الخلفاء من بعده،فقال أبو بكر رضى الله عنه بعد توليه الخلافه(ألا إن أقواكم عندى الضعيف حتى أخذ الحق له)،و أوصى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أحد القضاه(ز اجهل الناس عندك سواء لا تبالى على من وجب الحق ثم لا تأخذك فى الله لزمه لائم و إياك و الاثره و المحاباه فيما ولاك الله).
التعليقات