1- مقدمه: العلم هو وقود التقدم، يدفع الدول دوماً الى الامام فتصبح قوية قادرة على بناء حضارة مشرقة واقتصاد متين وإنسان متزن، العلم هو الحياة، هو النور الذي يضيء طريق البشرية، لتعرف حقوق خالقها سبحانه وتعالى، وحقوق العباد. فالعلم أمر ضروري فبدونه ترتع البشرية في مهاوي الشرك والبدع، ولا تعرف الطريق إلى من فطرها وخلقها. والعلم هو أساس التمدن، والتطور، بل هو التمدن نفسه، وهو أساس الرقي بالأمم، والإسلام حث الناس على العلم والمعرفة فقال الله تبارك وتعالى:(وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وقال سبحانه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وقال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) وقال سبحانه :(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
2- لماذا تقدّمَ الآخرون.. ؟ تبقى قضية التقدم والتخلف، شائكة من حيث الأسباب والدوافع والإمكانيات، ولكن لأن عالمنا العربي، لا يزال يعاني من وطأة التأخر العلمي، مقارنة بدول أخرى، استطاعت أن تنهض من كبوتها، وتقارع أعتى الدول المتقدمة، بعد أن كانت لا شيء بمقياس الحضارة والتقنية. فدول جنوب شرق آسيا انتفضت، واليابان تغلبت على توابع قنبلتين نوويتين، والبرازيل قلبت المعادلة في غضون سنوات، وكوبا استطاعت محو أميتها، ودول أخرى قاومت عجز إمكاناتها وأعتمدت على نفسها، رغم أنها بمقاييس الثروة فقيرة جداً عن دول عربية وإسلامية كثيرة .
3- تجربة ماليزيا المميزة ولنا في تجارب الأمم التي اهتمت بالعلم العبرة والعظة خاصة التجربة الماليزية في العلم، فقد نجحت ماليزيا فيما فشلت فيه دول كثيرة في التوفيق بين التفوق العلمي والنهضة الاقتصادية وبين الحفاظ على الهوية الإسلامية، وهذا ما جعل التجربة الماليزية في التعليم تجربة فريدة وجديرة بالإقتداء . وإذا كانت ماليزيا كدولة إسلامية قد سلكت طريق النمو والتقدم من خلال اهتمامها بالعلم ،فهذا دليل كافي على أن الإسلام باعث مهم جدا للتغيير نحو الأفضل وليس تبني ثقافة الغرب من أجل اللحاق به فقط. ويشير تقرير صادر من مركز الدراسات المعرفية من جامعة عين شمس الى أهمية دراسة التجربة الماليزية في التنمية، الذي يعتبر بمثابة نموذجا أكثر صلاحية للاستفادة من تجربتها في البلدان العربية و الإسلامية، و التعرف على ما تنطوي عليه من آليات و محركات للنهضة .
4- ومع ذلك، أرجع أكاديميون وباحثون التأخر العلمي فى العالم العربي والإسلامي إلى عوامل داخلية وخارجية أدت لتأخر البحث العلمي في العالم الإسلامي، تمثلت في الاستعمار والتعثر الاقتصادي واحتكار الغرب للبحث العلمي وعدم السماح للبلدان الاخرى من خارج الحضارة الغربية. د/ عبد العليم دسوقي المنشاوي كلية الزراعة – جامعة سوهاج
التعليقات