مسألة أشبه بحسبة برما، سقط فيها الجميع، من الطالب إلى وزارة التربية والتعليم نفسها، فما درسه الطالب على مدار عام كامل، وجاء منطقياً فى الامتحان، عوقب بسببه موجه المادة وواضع الأسئلة، بعدما تحولت شهرة مصر فى إنتاج الجاموس من معلومة يدرسها طلبة الصف الثانى الإعدادى فى مادة الدراسات الاجتماعية، كمورد من موارد الدولة وإحدى مميزاتها، إلى معايرة على مواقع التواصل الاجتماعى التى نشرت صورة من ورقة الأسئلة ممزوجة بعبارات ساخرة من عينة «آه يا بلد الجاموس».. البداية الساخرة، تلزمها نهاية أكثر سخرية، إذ سارعت الوزارة بالرد على هجوم مواقع التواصل الاجتماعى وسخريتها بإحالة واضع الامتحان إلى الشئون القانونية وحرمانه من وضع الامتحانات لمدة 5 سنوات بحسب تأكيد المتحدث باسم الوزارة، دون أن تدقق فى المنهج الوارد منه السؤال والامتحان برمته.
«تقتصر تربية الجاموس فى الوطن العربى على مصر والعراق»، تأتى العبارة نصاً فى درس «الثروة الحيوانية فى وطننا العربى»، رددها عبدالفتاح حسن، مدرس الدراسات الاجتماعية، عشرات المرات على طلابه، مؤكداً الحقيقة التى باتت مثار سخرية «مصر فعلاً تشتهر بالجاموس، لأنه من الماشية ذات الطبيعة الخاصة، فلا يحتمل الجفاف أو البرودة الشديدة، والسؤال لم يخرج عن المنهج، إلا لو الوزارة قررت تغيير الحقائق لإرضاء نشطاء الفيس بوك».. الدهشة نفسها أصابت محمد عبدالجواد، الطبيب البيطرى الذى تابع الأزمة الساخرة، ولم يصدق أن تربية الجاموس تتحول إلى معايرة بدلاً من أن تكون مصدر فخر لمجتمع زراعى فى الأساس.
تأتى الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة لترد على وزارة التربية والتعليم، وتؤكد وجود 4.4 مليون رأس جاموس فى مصر، تعتبر كل رأس منها دورة اقتصادية متكاملة لا يقدرها سوى الفلاحين، قبل أن تشاركهم الجمعيات الخيرية هذا التقدير، ويصبح مشروع «الجاموسة» جالباً للتبرعات بهدف مساعدة الفقراء على العمل والإنتاج، وأحد أشكال تنمية الثروة الحيوانية فى مصر.
المصدر:- الوطن
التعليقات