السبت - الموافق 21 ديسمبر 2024م

برنامج جودة الحياة بقلم الدكتور عادل عامر

جودة الحياة هي السلامة العامة للأفراد والمجتمعات، مع تلخيص السمات السلبية والإيجابية في الحياة. ترصد جودة الحياة الرضا عن الحياة بما في ذلك كل شيء من الصحة الجسدية، والعائلة، والتعليم، والتوظيف، والثروة، والأمان، وضمان الحرية، والمعتقدات الدينية، والبيئة. تحسين جودة الحياة أو ما يسمى “نوعية الحياة”، في العموم هى الجودة المحسوسة أو المُدركة الخاصة بحياة الفرد اليومية. وهي تقييم لوجود رفاهية الفرد أو عدم وجودها.

حيث يعتمد تحديد جودة حياة الفرد على تقييم جميع الجوانب العاطفية والاجتماعية والبدنية لحياة الفرد. أما عن برنامج “علاج تحسين جودة الحياة “، فيُعتبر برنامج جودة الحياة المتعلقة بالصحة بمثابة تقييم لكيفية تأثر رفاهية الفرد على حالته الطبية وكذلك تأثير والاضطراب العقلي الجسدي الحادث للمريض بمرور الوقت، كما يتبعه برنامج إعادة التأهيل البدني والعلاجات التي صُممت حسب حاجة الفرد.

وانطلاقاً من الهدف الاستراتيجي للبرنامج في تحسين الظروف المعيشية للوافدين شهدت مبادرة تنظيم قطاع سكن العمال الوافدين في جميع أنحاء المملكة تحقيق العديد من الإنجازات التي نفذتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من بينها؛ اكتمال آليات حوكمة العمل بين الجهات الحكومية ذات العلاقة في تنظيم القطاع، والانتهاء من عمليات خصخصة خدمة ترخيص سكن العمالة من خلال المكاتب الهندسية، وضمن مبادرة تطوير الخدمات المخصصة للوافدين الهادفة لتحقيق أعلى مستويات الرضا وتحسين الظروف المعيشية لهم؛ أُصدر دليل شامل للخدمات المُقدمة بعد تطويره؛ وذلك بهدف معرفة الحقوق، والواجبات، والأنظمة، والقوانين.

بالإضافة إلى تفعيل منظومة رضى المستفيد في جميع الجهات الحكومية. وكذلك دُشنت خدمة صوت المستفيدين لتمكينهم من مشاركة الآراء والملاحظات حول جودة الخدمات المقدمة بشكل فوري. علاوة على ذلك زُوّد مركز العناية بالمستفيد بميزة التسجيل المرئي والمسموع ليتم رفع جودة الخدمات، وتعزيز الشفافية لمعالجة التحديات في المركز.

يُشار إلى أن، برنامج جودة الحياة يتطلع إلى تحــسين المشــهد الــحضري في المــدن الســعودية، والمساهمة في تطويـر البنـية التحتيـة باسـتخدام التقنيـات الحديثـة للمـدن الذكيـة، وتضـمين العـنصر الجمالي بمـا يتســق مــع هويات المناطق كبعد أساسي يعزز الهويــة العمرانيــة المحليــة لتحقيــق التنميــة الحضريــة المســتدامة وتــوفير الخدمــات اللازمــة لحيــاة الســكان وتوزيعهــا بشــكل مناســب لتحقيــق التجانــس مــع النســيج الــحضري للمــدن. يتمثل الهدف الرئيسي لبرنامج جودة الحياة لعام 2020 في إدخال ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل 100 مدينة صالحة للعيش في العالم بحلول عام 2030.

وفي حين أن التطلع العام يشير إلى ثلاث مدن في المملكة، يسعى هذا البرنامج لتحسين نمط حياة المواطنين والمقيمين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بشكل عام، من خلال تطوير أنماط الحياة المختلفة، وتحسين البنية التحتية، وتوسيع القطاعات المختلفة التي تتعلق برفاهية المواطنين. فإن برنامج جودة الحياة يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.

والجودة، وهي عبارة عن مقياس لتمييز المنتج أو الخدمة المقدمة بحيث تكون خالية من أيّ عيوب أو نواقص، ويتمّ تحقيق ذلك من خلال الالتزام الشديد بالمعايير التي يتمّ قياسها واعتمادها، بحيث تكون قابلة للإنجاز والتحقيق، وهذا كله يقاس على أساس إرضائها للزبائن والمستخدمين.

والجودة حسب معيار آيزو هي: مجموعة من السمات والمميزات التي يتمتع بها المنتج أو الخدمة المقدمة، بحيث تكون قادرة على تلبية الاحتياجات المطلوبة بشكلٍ صريح أو بشكلٍ مضمون.

والحياة في اللغة هي: نقيض الموت وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ، وللجميع حَيُّوا، بالتشديد، قال: ولغة أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا، خفيفة. وتعد الحياة حالة تميز جميع ما يدعى الكائنات الحية من حيوانات ونباتات وبشر وفطريات وحتى البكتريا والجراثيم مميزة إياها عن غير الأحياء من الأغراض اللا عضوية أو الكائنات الميتة.

ويعد مفهوم جودة الحياة مفهوماً واسعاً يختلف الأشخاص في تعريفه، لذا فقد اعتمد البرنامج على ست مؤشرات عالمية وشاملة كمراجع أساسية لوصف هذا المفهوم وهي:

– مؤشر قابلية العيش العاملي والصادر عن وحدة الذكاء الاقتصادي.

– مؤشر (ميرسر) لجودة الحياة.

– مسح جودة الحياة الصادر عن مجلة (مونوكول).

– تقرير السعادة العاملي الصادر عن منظمة الأمم المتحدة.

– مؤشر جودة الحياة الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

– مؤشر قابلية العيش الصادر عن الرابطة الأمريكية للمتقاعدين.

ومن هذه المؤشرات الستة تم تحديد مفهومين مرتبطين بشكل مباشر بجودة الحيـاة، هما:

قابلية العيش، وهي المعايير الحضرية الأساسية للمعيشة مثل: البنى التحتية والخدمات الأساسية (الأمن والصحة والتعليم ونحوها).

نمط الحياة، وهي مجموعة من خيارات وأساليب الاستمتاع بالحياة، مثل: الرياضة والثقافة والترفيه ونحوها.

وحتى تتحقق جودة الحياة، وُضعت (10) أهداف استراتيجية للبرنامج، شملت هذه الأهداف عدة جوانب تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق نتائج ملموسة لجودة الحياة، وشملت هذه الأهداف ما يلي:

1. تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع.

2. تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة.

3. تطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان.

4. تطوير قطاع السياحة.

5. تحقيق التميّز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً.

6. تحسين الظروف المعيشية للوافدين.

7. المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به.

8. تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية.

9. الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية.

10. تعزيز حصانة المجتمع تجاه المخدرات.

وخلال هذه الفترة القصيرة تحققت إنجازات كثيرة كانت تحتاج إلى عدة سنوات لتتحقق وينعكس أثرها في الوطن والمواطن والمقيم والزائر، ومن أبرز هذه الإنجازات:

– تصدر المملكة لمؤشر السعادة لعام 2020 عربيا، و21 عالميا.

– إطلاق مركز العمليات المشترك بالرقم الموحد (911) لرفع جودة وسرعة الخدمات الأمنية.

– إطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة والمعارض والمسابقات، و… غيرها بهدف إثراء حياة الفرد والأسرة من المواطنين والمقيمين والزائرين.

– تنمية وتوطين رأس المال البشري من خلال عدة برامج لخلق جيل من الشباب يتواكب مع متطلبات رؤية 2030.

– تطوير البنية التحتية للعديد من قطاعات المملكة، مثل: الرياضة، والثقافة، والترفيه…

– إطلاق التأشيرات السياحية مما انعكس على المدخول المادي للمملكة بحوالي 120 مليون ريال.

وبحلول عام 2030 بإذن الله ستكون الحياة في المملكة العربية السعودية مقصدا ومطمعا للعديد من الأفراد على مستوى العالم، حيث تستهدف المملكة أن يكون هناك 3 مدن سعودية ضمن أعلى 100 مدينة ملاءمة للعيش، ووصول الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية أسبوعيا على نسبة 40 % من التعداد العام للدولة، والوصول إلى 613 مكاناً للترفيه على مستوى المملكة، أيضا رفع نسبة مستوى الثقة في الخدمات الأمنية لتصل إلى 90 %. هذا إلى جانب العديد من المستهدفات الأخرى.

إن برنامج جودة الحياة ليس فقط برنامجا ترفيهيا ولا رياضيا ولا حتى ثقافيا؛ إنه برنامج وطن، فكلما كانت الحياة مريحة وهانئة للفرد زادت إنتاجيته، وكذلك التأثير في الأسرة نفسها، حيث تزايد من الترابط الأسري -وبإذن الله – تنخفض حالات الطلاق والتي ينتج أغلبها عن ضغوط الحياة. وهناك من الشواهد التي لامستها بنفسي على مستوى تحقيق البرنامج لأهدافه، لعل من أبرزها رياضة المشي، والتي تعد من الرياضات عديمة التكلفة تقريبا، حيث أشاهد يوميا خلال ممارسة هذه الرياضة صباحًا في شارع التحلية بحي العليا العشرات من الأشخاص باختلاف الفئات العمرية والجنس يمارسون هذه الرياضة بكل أريحية مستمتعين بما توفره الدولة لهم من ممشى يكسوه الخضار من كل مكان، وتزداد سعادتي حين أجد ضيوفنا الأعزاء من الأخوة العرب والأجانب الذين يستغلون هذا الوقت المبكر من اليوم لممارسة رياضة المشي بصحبة حيواناتهم الأليفة في جو يشبه بل يفوق كثيرًا من الأماكن التي خصصت لهم في ديارهم لممارسة هذه الرياضة من حيث نسب التلوث والإزعاج وتوفر الخدمات.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك