يقول تعالى (و اتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما و لم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين).
يبين الله وخيم عاقبه البغى و الظلم فى خبر ابنى آدم،قابيل و هابيل كيف عدا أحدهما على الآخر فقتله ففاز المقتول بوضع الآثام و دخول الجنه و خاب القاتل و رجع بالصفقه الخاسرة فى الدارين.
و كان من خبرهما،أن الله تعالى شرع لآدم عليه السلام أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال حيث لم يكن هناك بشر غيره و أبنائه و يجب إعمار الارض،و كان يولد له فى كل بطن ذكر و أنثى و نهى أن تنكح المرأة أخاها توءمها و أمر أن ينكحها غيره من اخوتها.
و كانت اخت هابيل دميمه و اخت قابيل جميله،فأراد قابيل أن يستأثر بأخته على هابيل فأبى آدم عليه السلام إلا أن يقربا قربانا، فمن يتقبل منه يتزوجها،و غاب آدم عنهما و أتى مكه ينظر إليها.
و كان قابيل صاحب حرث فقرب أشر حرثه غير طيبه بها نفسه،و كان هابيل صاحب غنم فقرب أكرم غنمه طيبه بها نفسه،فتقبل الله عزوجل قربان هابيل فقال قابيل:لأقتلنك.
يقول ابن جرير:وإيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين و لكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه.
ثم يقول تعالى (من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)هذا تعظيم للقتل ،أن من قتل النفس متعمدا جعل الله جزاءه جهنم و غضب عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما،و لو قتل الناس جميعا لم يزد على ذلك العذاب فلا فرق بين الواحد و الجماعة فلا فرق بين النفس و النفس،و المراد القتل بغير سبب من قصاص أو فساد فى الأرض.
قيل للحسن البصرى:هذه الآية لنا كما كانت لبنى إسرائيل؟فقال:أى و الذى لا إله غيره،كما كانت لبنى إسرائيل.
التعليقات