كتبت :- سميرة عبد المنعم
تحمل كثير من أحلامنا إشارات على إن أمور معينه ستحدث، من خلال رموز نراها فى الأحلام،لذلك فنحن نحتاج إلى تفسيرها.
و اجتهد القدماء فى تفسير رموز الأحلام،لمعرفه الشئ الذى يبلغ به الحلم،و الإهتمام بتفسير الأحلام ليس قديما فقط،بل فى عصرنا الحديث،يلجأ الأطباء النفسيين إلى تحليل الأحلام لمعرفه مكنونات الشخص الذى أمامهم.
و قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث فى تفسير الرؤى، كان النبى صلى الله عليه و سلم إذا صلى الصبح أقبل على الصحابه بوجهه فقال(هل رأى أحد منكم البارحه رؤيا) ثم يسمعها و يعبرها فيتعلم الصحابه منه قواعد تفسير الرؤى،و كان الصحابه رضوان الله عليهم يفسرون الرؤى.
و يجب أن تفسر الرؤيا على الخير،حتى و إن كان أغلب رموزها للشر،لابد من وجود رمز و لو بسيط أو حتى غير واضح للخير، فتفسر الرؤيا عليه،و تفسر الرموز الأخرى على أخف ضرر،أو تتجنبها،لأنه صلى الله عليه و سلم يقول عن الرؤيا(فإذا عبرت وقعت)،عن عائشه رضى الله عنها قالت:كانت امرأه من أهل المدينه لها زوج تاجر يختلف يعنى فى التجاره فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت:إن زوجى غائب و تركنى حاملا فرأيت فى المنام أن ساريه بينى إنكسرت و إنى ولدت غلاما أعور.فقال:خير يرجع زوجك إن شاء الله صالحا و تلدين غلاما برا.فذكرت ذلك ثلاثا.فجاءت و رسول الله غائب فسألتها فأخبرتنى بالمنام فقلت لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك و تلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكى فجاء رسول الله فقال:مه يا عائشه إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها.
و قد ورد تفسير الرؤى فى القرآن الكريم فى سوره يوسف(و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث)،كما وردت فى السوره رؤيا السجينين و تفسير يوسف عليه السلام لهما(قال أحدهما إنى أرانى أعصر خمرا و قال الأخر إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه) (أما أحدكما فيسقى ربه خمرا و أما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه).
أما الرؤى فهى ثلاث كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(الرؤيا ثلاثه:منها أهاويل الشيطان ليحزن به ابن آدم و منها ما يهتم به فى يقظته فيراه فى منامه و منها جزءا من ست و أربعين جزءا من النبوه)،فإذا كانت الرؤيا حسنه يستحب أن تحمد الله عليها،تستبشر،تتحدث بها لمن يحبك لا من يكرهك أو يغار منك كما قال يعقوب عليه السلام ليوسف عليه السلام بعد أن قص عليه رؤياه(إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لى ساجدين.قال يا بنى لا تقصص رءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)،و يجب أن تفسرها تفسير حسن.
أما إذا كانت الرؤيا سيئه،يستحب أن تستعيذ بالله من شرها،تستعيذ بالله من الشيطان ثلاثا، تتفل عن اليسار ثلاثا، تتحول عن الجنب الذى كنت تنام عليه،الصلاه و لا تحدث بها أحد أو تفسرها لنفسك، لقوله صلى الله عليه و سلم عن الرؤيا(فإذا عبرت وقعت).
و لأن علم تفسير الرؤى له قواعد مستنبطه من القرآن و السنه،لذلك لا يصح تأويل أضغاث الأحلام،أى المختلطه الملتبسه لعدم التئامها على قواعد التفسير.
التعليقات