الخميس - الموافق 06 فبراير 2025م

خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ، النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ، فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ..صحيح البخاري..

* شرح الحديث *
أخبَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ اللهَ تعالى خلَق آدَمَ عليه السَّلام على صورةِ الرَّحْمَنِ، والمعنَى: أنَّ اللهَ خلَق آدَمَ سَمِيعًا بصيرًا، مُتكلِّمًا إذا شاءَ، وهذا وَصْفُ اللهِ؛ فإنَّه سميعٌ بصيرٌ، متكلِّمٌ إذا شاء، وله وَجْه جلَّ وعلا..
وليس المعنى: التشبيهُ والتمثيلُ، بل الصُّورةُ الَّتِي للهِ غيرُ الصورةِ الَّتِي للمخلوقِ، وإنَّما المعنى: أنَّه سميعٌ بصيرٌ، متكلِّمٌ إذا شاء ومتَى شاء، وهكذا خلَق اللهُ آدَمَ سميعًا بصيرًا ذا وَجْهٍ وذا يَدٍ وذا قَدَمٍ، لكنْ ليس السَّمْعُ كالسَّمعِ، وليس البصرُ كالبصرِ، وليس التكلُّمُ كالتكلُّمِ، بل للهِ صِفاتُه جلَّ وعلا الَّتِي تَلِيق بجلالِه وعظمتِه، وللعبدِ صِفاتُه الَّتِي تَلِيق به؛ فصفاتُ العبدِ يَعترِيها الفَناءُ والنقصُ، وصِفاتُ اللهِ سبحانه كاملةٌ لا يَعترِيها نقصٌ ولا زَوالٌ ولا فَناء؛ ولهذا قال عزَّ وجلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى]، وقال سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص]..
«فأمَره أن يَذهبَ إلى نَفَرٍ من الملائكةِ ويُسلِّم عليهم، ويَنظُر ماذا يَردُّون به ليتعلَّمَها ويَحفظَها؛ لأنَّها التحيَّةُ الَّتِي شَرَعها اللهُ لآدَمَ وذُرِّيَّتِه، فقال لهم: السَّلامُ عليكم، فقالوا: السَّلام عليكَ ورحمةُ اللهِ.
وأخبَر نَبِيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله تعالى خَلَق آدَمَ طُولُه سِتُّونَ ذِراعًا، وأنَّ ذُرِّيَّتَه لم يَزَلْ يَنقُص طُولُها مِن عَهدِه عليه السَّلام إلى عَهدِ النبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: أنَّ السَّلامَ والمَحبَّةَ مِن أصلِ الدِّين، وهو ما يَبدأُ به المُسلِمُ..
وفيه: أنَّ بَدْءَ خَلقِ البَشَر كان على حالٍ أعظمَ مِمَّا هي عليه الآنَ ..

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك