كتب :- محمد زكي
في إطار رؤية القيادة السياسية العُمانية بأن يكون الشباب هم عماد المستقبل وقطب الرحى في عملية التنمية الشاملة، انطلاقا من استراتيجية “بناء البشر قبل الحجر” تعددت المبادرات العُمانية التي تكرس وتجسد اهتمامها بالشباب وفق النهج الكلي الموجه نحو البناء.
وفي إطار ذلك ناقشت لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى العُماني موضوع تمكين الشباب للمساهمة في التنمية المستدامة، والخطط والبرامج التي تنفذها وزارة التنمية الاجتماعية في سبيل تمكين الشباب وتعزيز مشاركاتهم في التنمية المستدامة واستعراض جهود الوزارة في دعم العمل التطوعي الشبابي من خلال وجود آلية لتطويره ونقله إلى العمل المؤسسي وإيجاد سبل الدعم المالي والاستشاري والغطاء القانوني اللازم له، إضافة إلى تسهيل الإجراءات للحملات والفعاليات التطوعية.
كانت اللجنة الوطنية للشباب بسلطنة عُمان قد نظمت مؤتمراً للشباب الخليجي بعنوان “دور الشباب في التنمية” في مارس الماضي، بمشاركة نحو 150 شابا وشابة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
تمحور الهدف الرئيسي للمؤتمر في إبراز واقع وتطلعات الشباب الخليجي في ظل البناء التنموي، وتعزيز مشاركة الشباب الخليجي في التنمية المستدامة، والتعرف على آليات تمكين الشباب في عملية التنمية المستدامة، واستعراض وتبادل التجارب والخبرات الخليجية والعالمية في مجال تنمية القطاع الشبابي.
أدرك السلطان قابوس سلطان عُمان منذ السبعينيات من القرن الماضي أهمية الشباب ودورهم في بناء الوطن، ولذلك قرر بتخصيص عام 1983 عامًا للشبيبة، وعام 1993 عامًا للشباب، وإنشاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافة عام 1991 تقوم بالدور الأساسي في مجال العناية بالشباب بالتعاون مع هيئات المجتمع الأخرى، وإنشاء اللجنة الوطنية للشباب عام 2011 والتي بدأت عملها في سبتمبر ٢٠١٢ ، وتخصيص يوم 26 من أكتوبر من كل عام يوما للشباب العماني. كل ما سبق علامات بارزة على المكانة التي يحتلها الشباب لدى صانع القرار السياسي العُماني وفي شتى المجالات.
وفي سياق تقديم الدعم الاقتصادي للشباب، أطلق السلطان قابوس دعوته لمشروع اقتصادي مهم لدعم الشباب سمي مشروع “سند” لتشغيل القوى العاملة الوطنية، ثم جدد السلطان قابوس دعوته للشباب للانخراط في مختلف مجالات العمل من أجل مساعدة أنفسهم وتطوير بلادهم، فأعلن عن إقامة ندوات سنوية تتواكب خلال الجولات السنوية على غرار “ندوة تشغيل القوى العاملة الوطنية”.
إضافة إلى ذلك اهتمت الحكومة العُمانية بتوفير سبل الدعم للمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بشكل مباشر أو غير مباشر فإلى جانب توفير دراسات الجدوى للمشروعات ، أو الإسهام فيها يتم توفير كثير من المعلومات المتاحة للمشروعات المختلفة.
واستكمالاً لهذه الجهود العُمانية في دفع عجلة الشباب للأمام وخاصة مع الاستعدادات ليوم النهضة العُمانية في 23 يوليو المقبل والعيد الوطني الـ 46 والذي يتوج مسيرة أربعة عقود وست سنوات من العمل المتواصل في البناء والتنمية، دشنت اللجنة الوطنية للشباب أربعة برامج مستدامة تهدف إلى استشراف مستقبل الشباب وتمكينه في مجالات عدة معتمدة على مبدأ اللامركزية في تنفيذ البرامج بمختلف محافظات السلطنة.
وإدراكاً لدورهم في صناعة المستقبل، شارك الشباب العُماني في الخطط الخمسية ، كما كان الشاب العماني شريكا رئيسيا في كل فعاليات وبرامج اللجنة الوطنية للشباب تخطيطا وتنفيذا وتقييما.
يمتاز هذا البرنامج بالاستدامة، حيث يستمر على مدى الأعوام القادمة، وقد تم اختيار أربعة موضوعات لهذا العام 2016 هي التخطيط الاستراتيجي الشخصي، وإعداد شاب للحياة الزوجية، والباحث الأكاديمي، والحوار، وذلك وفق توصيفات كل برنامج.
إجمالي القول أن النظام السياسي العُماني كرس كل الاهتمام لقطاع الشباب انطلاقا من قناعات مفادها أن الاهتمام بالأسرة وغرس نسق من القيم الأساسية التي تتضمن قيم حب الوطن والانتماء الكامل له من أولويات صناعة المواطن الشاب القادر على تولي المسئولية في المستقبل.
التعليقات